التكامل التربوي في الإسلام

حشاني زغيدي

المقدمة

يمتاز منهاج التربية في الإسلام بشموله وتكامله، إذ لا يُعنى بجانب دون آخر، ولا يُقدّم بعدًا على حساب غيره. بل يربط بين سمو الغايات ووضوح الوسائل، فيغرس القيم في الفرد، ويرعاها في الأسرة، ويؤسس عليها بناء المجتمع والمؤسسات.
إنه منهاج يعالج الخلل التربوي من الجذور، ويعيد للإنسان توازنه الروحي والمادي، من خلال تصور متكامل للتكوين الإنساني، ينسجم مع الفطرة، ويُحيي الطاقات المعطّلة، ويصنع نموذجًا بشريًا يوازن بين واجباته وحقوقه، وبين دنياه وآخرته.

أولًا: أسس التكامل التربوي

ثانيًا: التوازن بين الروح والمادة

التربية الإسلامية تُوازن بين مطالب الروح والجسد، فلا تنحاز إلى الزهد القاتل ولا إلى المادية المفرطة، بل ترسم طريق الوسطية.
فعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كان تاجرًا غنيًا، لكن ماله لم يمنعه من العبادة والإنفاق. جسَّد هذه المعادلة قول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ}. [القصص: 77]

ثالثًا: الإشكاليات المعاصرة وسبل العلاج

الخاتمة

الإسلام قدّم للإنسانية أعظم نموذج تربوي عرفه التاريخ؛ نموذج يجمع بين الإيمان والعقل، بين العمل والنية، بين صلاح الفرد وازدهار المجتمع.
هذا المنهج ليس مجرد نظرية، بل هو مشروع حضاري أثبت نجاحه في الواقع؛ أنجب خالدًا في ساحة القتال، وابن الهيثم في المختبر، والغزالي في محراب الفكر.
ومتى عادت الأمة إلى هذا المنهج الأصيل، متى استثمرت طاقاتها على نور من الإيمان والعقل، فإنها قادرة – بإذن الله – على النهوض من جديد.

دعاء وختام

نسأل الله أن ينفعنا وأحبابنا بكل كلمة خالصة، وأن يجعلها لبنة في بناء جيل مؤمن، متوازن، فاعل في الأرض، ساعٍ لرضا الله، وواعٍ لقضايا أمته.
الأستاذ حشاني زغيدي
(نفعنا الله وإياكم بما قدّمنا، وجعل كلماتنا خالصة لوجهه الكريم)

وسوم: العدد 1128