لحظة عرفان...

هنادي نصر الله

هنادي نصر الله

[email protected]

لا تنسى معروفًا قدمه لك  أحدهم؛ فانتشلك من ضائقةٍ ما في أشدِ لحظات الضيقِ والوجع، حتى لو اختلفتَ معه يومًا، سيسعده أن تكون متذكرًا لجميله عليك، غير ناكرًا لدوره في خدمتِك وإعلاء إنسانيتك، ورفع مستوى ثقتك بنفسك...

ما أجملك عندما تستدعي ذاكرتكَ، وتطلبُ من أرشيفها الجميل أن يحضر؛ لتُقلبه؛ وتتأمله، ستقولُ " ما أروعه من إنسانٍ" فقد تكفلُ لك روعته الماضية، أن تغفر له زلاته الحالية، فما أجمل عفوكَ وقتها، وما أغلى أن تغسلَ لحظة عرفانٍ سابقة خطيئةً حاضرة...!

لا تكن كبعض النساء؛ ـ يُكفرن العشير ـ كما وصفهن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تدعْ قسوةَ صدمةٍ ما أن تؤثر على تقييمك لشخصه الكريم، تقييمٌ يُراعي أنه " بشرٌ " يُخطئُ ويُصيب...

تعامل ـ عزيزي ـ بهذا المنطق، وستراه يقتربُ منك مبتسمًا؛ معاملتُك هذه دعها تسري على كل جوانبِ حياتك؛ فلا تنظر للجانب الكئيبِ والسلبي؛ بل انظرْ إلى الكوب الممتلئ... لتكن رائعًا بحق...

أسأله ـ جل وعلا ـ أن يهديك لكلمة الحق في الغضبِ والرضا، ولتكن مدركًا بأنه لا أحد سعيد دومًا، ولا أحد حزين دوما، طبع الدوائر أن تدور؛ فاقرأ جيدًا كيف تتعامل مع الأزمات؛ كُن سلسًا، تسلح بالإستغفار، توكل على رب العباد، سلم أمرك إليه؛ واحتسبْ؛ والجأ إليه في الرخاء كي ينتشلك في الشدة...

اصبر قبل أن تُصدر حكمًا؛ تأنى قبل أن تُصلح جُرمًا، ولا تسعَ لأن تُثبتَ أمام غيركَ أنك على صواب؛ فشتانَ بين من يُزيل النظارةَ عن عيون الآخرين؛ ليُبصرهم بعواقبَ أفعالهم الشريرة، وبين من يسعى لأن يُسجل موقفًا، ويربح الورقة..

وظيفتنا في هذه الدنيا أن ندعو إلى ربنا بالموعظة الحسنة؛ وأن نكون إيجابيين؛ والإيجابيةُ تتطلبُ أن نتحلى بالعدالة الإنسانية، عدالةٌ لا تنسى أن الإنسان؛ يخطأ ويُصيب؛ فلا نُعقد الإشكالية بتبني مواقف عنصرية؛ تُنسينا كل إيجابياتِ بعضنا البعض؛ لنُحافظ على بقائنا أوفياء لإنسانيتنا وطبيعتنا الرافضة للظلم؛ فهلا تناصرنا بالمعروف؟..