صلاة الفجر

صالح خليل

صلاة الفجر

صالح خليل

مع ولادة فجر اليوم، دفعني الفضول إلى التأمل في وجوه فئة من الناس، نفضت عن نفسها غطاء الكرى، ونهضت تغسل وجوهها وأيديها ، وأرجلها ، في استعداد مبكّر للوقوف بين يدي الله عز وجل ....رأيت واحداً منهم يردد في خفوت قول الله عز وجل  : ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قران الفجر كان مشهودا)) . هزتني هذه الآية بكلماتها النابضة وحملتني بأجوائها الندية نحو عالم آخر فيه من الصفاء والنقاء ما يجمل بالمرء أن  يسعى إليه ولو حبوا.

ازددت تأملا في فعل الأمر ((أقم )) لاقف على السر الكامن وراء الصراع بين الكسل المستبد والنشاط المستجد بينما يتعالى النداء الإلهي سابحا في فضاءات الله الواسعة  انه صراع بين آفة يحملها الشيطان تلقي بثقلها على المسلم، وبين فضيلة تتهاوى أمامها كل المعيقات التي يمكن التي تقف في الطريق الصاعد إلى الله تعالى ....

ودفعني الفضول مرة أخرى فتأملت وجوه المصلين بعد صلاة الفجر ، وقد أضفى عليها البشر وضاءةً فهي تحت هالة من نور سني أحسبها لا تتبدد إلا إذا هجمت على النفس أوضار الدنيا فهي تنتظر الصلاة التالية لتنحط مع نهايتها فيرتفع بعدها العبد إلى مقام العبودية الخالصة لله .

قلت لأحدهم كيف تشعر الآن فقال ما أعظم أن يكون للإنسان رب يعبده ويلجأ إليه وما أعظم ما مّن الله علينا من فضيلة الصلاة – فلا والله- فلولا الصلاة لثقلت علينا الدنيا ، وأحسب أن العيش بدونها يستحيل .

ترى هل يفقه أولئك اللذين ركنوا إلى الدعة ، واستسلموا لغائلة الدنيا سر الصلة بين العبد وربه ، وأين منهم هذه الرحمات التي تغشى الناس في الصلوات وهل يدرك المغرور الذي أدار ظهره لنداء الإلهي حي على الصلاة حي على الفلاح أي خير فاته، ترى لو كان مالاً أو متاعا أي ينصرف عنه أم يقبل إليه مسرعاً؟! إنه والله خير من المال والمتاع ((ثل متاع الدنيا قليل والآخرة خير وأبقى)) .

ويظل الأمل معقوداً أن لا يكون فينا تارك صلاة ، فإن وجد -لا قدر الله- فعليه العودة إلى الله تائباً مستغفراً.