لا تُؤذوا رسُل الله
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
القصة الخامسةُ والثلاثون
لا تُؤذوا رسُل الله
   
د.عثمان قدري مكانسي
   
   
   othman47@hotmail.com 
جاء
رجل من أهل البادية حديث عهد بالمدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يَقسم
ذهباً وفضة .  
قال
: يا محمد ؛ والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ماعَدَلْتَ !!!  
قال
نبي صلى الله عليه وسلم متألماً من افتراء الرجل ووقاحته وغلظته :  
ويلك ؛! فمن ذا الذي يعدل عليك بعدي ؟!!! 
وفي
رواية البخاري والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :  
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قِسـَماً إذ جاءه ذو الحويصة التميمي ، فقال :
 
اعدل يا رسول الله .. 
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ويلك ؛ ومن ذا يعدل إذا لم أعدل ؟!!  
فقال عمر رضي الله عنه : إئذنْ لي فأضربَ عنقه .  
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
 دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من
الدين كما يمرق السهم من الرميّة .  
(
هؤلاء المتنطعون في كل زمان ومكان ذوو القلوب الفارغة والعقول الضعيفة الذي يظنون
أنهم على حق ، وليسوا على شيء ) .. 
قال
أبو سعيد : فنزلت فيهم "   
1- ومنهم مَن يلمزك في الصدقات ،  
2-   فإن أعطوا منها رضُوا ، 
3-  وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون 
"
 
أما
ابن مسعود رضي الله عنه فقال :  
لما
قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حُنين سمعت رجلاً يقول :  
 هذه قسمة ما أريد بها وجهُ الله ....! 
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فقال :  
 رحم الله موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر 
" 
قال
الصحابة : يا رسول الله ؛ فكيف آذى اليهودُ نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ؟ 
قال
صلى الله عليه وسلم :  
إن
موسى كان رجلاً حَيِيّاً سـتـّيراً ، لا يُرى من جـِلده شيء استحياءً منه . فآذاه
مَن آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا التستـّرَ إلا من عيب بجلده ، إما
بَرَص وإما أُدْرةٌ 0( انتفاخ في الخصية لتسرب سائل فيها ) ، وإما آفة ... 
 
وإن
الله أراد أن يبرّئه مما قالوا فيه ، فخلا يوماً وحده ، فوضع ثيابه على الحجر ، ثم
اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه ،
وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجرُ ( يا حجرُ ) ثوبي حجرُ ... 
 حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عُرياناً أحسنَ ما خلق اللهُ .، وأبرأه
مما يقولون . وقام الحجر ( توقف) ، فأخذ ثوبه ولبسه . 
 وطفق بالحجر ضرباً بعصاه ، فوالله إن بالحجر لَنـَدْباً ( أثراً ) من أثر ضربه ،
ثلاثاً أو أربعاً او خمساً ، فذلك قوله سبحانه وتعالى :  
"
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوا موسى ،
فبرّأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيهاً ."  
صحيح البخاري / ج4 
كتاب بدء الخلق : باب حدثني إسحاق 
        
        
![]()