هكذا يينبغي أن يكون أداء الأمانات ، وحفظ العهود ، والوفاء بالوعود .

الشيخ محمد حمو

قال الله تعالى : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) المؤمنون  /8/ .

وفي الحديث ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) 

أخرجه الدارمي وأبو داوود والترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والحديث صحيح لغيره .

 ولقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة عجيبة عن رجلين من بني اسرائيل - مقرض ومستقرض - والحديث مروي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه .

خلاصة الحديث : ذهب الرجل المستقرض إلى صاحب مال ، وطلب منه أن يقرضه ألف دينار ليتجر بها ويربح من تجارته وينفق على نفسه وعياله ، فطلب منه صاحب المال شهيدا وكفيلا ، فقال له المستقرض كفى بالله شاهدا وكفيلا ، فأقرضه ألف دينار ، وسافر واتجر وربح ، فلما حان موعد الوفاء للدين التمس مركبا ليعود بالموعد المحدد ، وحالت الأمواج والرياح الشديدة بينه وبين سفينة تقله ، فلما ٱيس جاء بخشبة فنقرها ووضع فيها الدنانير وكتابا يعتذر فيه لصاحبه عن التأخير ، وذكر سبب التأخير ، وطلب من الله تعالى الكفيل والشاهد على الإستقراض للدنانير أن يوصل المال لصاحبه ، وعندما كان صاحب المال على الشاطئ رأى الخشبة فجاء بها حطبا ليستدفئ بها ، ولما نقرها بفأس وإذ بالدنانير الألف وكتابا من صاحبه .

وبعد أيام وجد المستقرض مركبا وعاد  ، فجاء إلى المقرض واعتذر له عن تأخره وذكر السبب ، ودفع له الألف دينار ، 

ولكن المقرض الأمين ذكر له قصة الخشبة وما فيها وأن الله قد أدى عنه  ، وطلب منه أن يأخذ الدنانير التي جاء بها وينصرف راشدا لأن حقه وصله كاملا في الخشبة .

أعلمتم أيها الأحبة الحفاظ على الأمانة كيف تم من قبل الرجلين وكذلك الوفاء بالوعد والعهد ،

 وقال أبو هريرة رضي اللله عنه :

فكنا نختلف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما ٱمن من صاحبه :  الذي رمى بالخشبة في البحر وهو موقف أن الله لن يضيعه ، أم الذي أخذ المال وكان أمينا ? لأنه كان باستطاعته أن يجحد ويقول ما وصلني شيئ .

ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، ومن يتق الله يجعل له مخرجا .

هكذا أيها الأخوة يربينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال القصص كي نكون أمناء ونرعى العهود ،

 ونوفي بالوعود

، ونبتعد عن صفات المنافقين ، ونتصف بصفات المؤمنين الصادقين

واعلم أخي المسلم بان الأمانات كثيرة منها المادية ومنها المعنوية ،

فالمال أمانة والأولاد أمانة والزوجة أمانة والجوارح أمانات والعبادات أمانات وغيرها وغيرها .

أيها المؤمن أنى كان موقعك ، وفي أي مجال كنت ،

 وأي نوع من الأمانات تحملت ، فعليك أن تؤديها لأصحابها كاملة غير منقوصة

لتبرهن على صدق إيمانك وإسلامك ، وتتحلى بالأخلاق الفاضلة 

، ولتعلم بأن خلق أداء الأمانة يرغبه كل العالم ، وسبب للرقي ومرضاة الله تعالى ،

وحب الخلق للأمين الصادق ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .

وإياكم والخيانة فإنها بئست البطانة ،

وسبب للفرقة والعداوة وكراهية الناس للخائن ، 

وغضب الله عز وجل عليه ،

 وإضاعة الأموال وإتلافها وضياعها .

اللهم أعنا على أداء الأمانات ،

 والحفاظ على العهود والمواثيق ،

 والوفاء بالوعود لترضى عنا يا ربنا .   

اللهم  ٱمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

وسوم: العدد 670