أخلاقنا وواجباتنا

هيئة التأصيل الشرعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة على رسول الله وآله، ومن والاه، وبعد:

أخلاقنا وواجباتنا:

قال تعالى في حق رسوله r: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]

وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]

إن عنوان كل أمة هو أخلاقها، وبمقدار تحققنا نحن "الإخوان المسلمون" بأخلاق الإسلام العظيم، وبمقدار ارتقائنا إلى الاقتداء الأكمل بأخلاقه r في علاقاتنا مع أنفسنا وأسرنا وجيراننا ومجتمعاتنا وأصدقائنا، بل مع العالم كله، مسلمهم وغير مسلمهم، بل ومع خصومنا؛ بمقدار هذا التحقق والارتقاء يكون لنا القبول بإذن الله عند الله، ثم عند خلقه، ويكون لنا القدرة على تحقيق أهدافنا ورسالتنا في الاصلاح والدعوة والبناء والتعاون، كما أنه من خلال هذا الارتقاء الأخلاقي نضمن حسن سير العمل داخل الجماعة ذاتها، وحسن العلاقة فيما بين الإخوان أنفسهم، وإنه نتيجة لكثير من الضغوط والظروف والأحوال غير العادية قد يحدث خللٌ ما عند بعض الناس، أو قصورٌ أو تقصير، مقصودٌ أو غير مقصود، فلربما ظهرت ألوانٌ من سوء الظن، أو الأنانية، أو الشح، أو اللامبالاة، أو التعالي، أو اللغو، أو ظهرت بعض آفات اللسان، أو نما البخل والشح؛ وغيرها من الأمراض التي قد تصيب الإنسان عندما يفقتد المُذكِّرَ و الواعظَ، أو عندما تطغى النفس أو تضعف الصلة بالله، بل ربما وصل الانهيار حد فقد الثقة بالله، والعياذ بالله، لذلك كان من واجبنا أن نتناصح في تذكير بعضنا بعضاً بالأخلاق والواجبات الكبرى البدهية التي يجدرُ بنا أن نتمسك بها جميعاً: ومن ذلك:

أولاً: إخلاص النية لله، وتجديد التوبة، مع رد المظالم والحقوق لأهلها.

ثانياً: المواظبة على الورد القرآني والأدعية المأثورة.

ثالثاً: تجديد العهد على السمع والطاعة، والصبر والثبات في سبيل الله، والحرص على تحقيق الشورى والالتزام بها في كل حال ، وعدم التأخر عن الاجتماعات واللقاءات إلا بعذر قاهر.

رابعاً: تقدير حق الإخاء وتقديمه في كل الأحوال.

خامساً: المحافظة على الصلوات في أوقاتها جماعة ما أمكن، مع المحافظة على جميع العبادات على أتم وجه إخلاصاً وأداءً.

سادساً: التطهر من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

سابعاً: استشعار الأخ نفسه أنه جندي في الدعوة يشعر أن لها حقاً في وقته ونفسه وماله.

ثامناً: حرص الأخ المسلم على واجباته الاجتماعية تجاه أسرته وجيرانه ومجتمعه، واستشعار الإخوان معاني التكافل والتضامن والتعاون والتعاضد في الملمات والاحتياجات الخاصة والعامة؛ فيتجلى فيه خلق الكرم والعطاء والتفاني.(ينظر: رسائل البنا، رسالة نظام الأسر، ص542، الطبعة المزيدة)

تاسعاً: استشعار واستذكار الدعائم العشر لجماعة الإخوان المسلمين، وهي:

1-             الله غايتنا.

2-             الرسول قدوتنا.

3-             القرآن طريقتنا.

4-             الآخرة مقصدنا.

5-             الجهاد سبيلنا.

6-             الحرية أمنيتنا.

7-             الوحدة وجهتنا.

8-             الإمامة سياستنا ؛[تحقيقا لقوله تعالى: (( واجعلنا للمتقين إماماً))[ الفرقان:74]، لنكون مصدر خير وإشعاع].

9-             الدعوة مهمتنا.

10-        السلام نهايتنا. [ لنكون سبباً لنحقيق السلام للإنسانية بالعمل على تحكيم شرع الله، لتكون نهايتنا دار السلام إن شاء الله]

(ينظر: رسالة نظام الأسر، للبنا،ص546، الطبعة المزيدة)

عاشراً:  أن نحرص على خصائص دعوة الإخوان، ومن هذه الخصائص التي بينها الإمام البنا:

1-             البعد عن مواطن الخلاف.

2-             البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء.

3-             إيثار الناحية العملية على الدعاية المجردة؛ فنحرص على  العمل الصحيح المنتج، مع قلة الكلام .

4-             البعد عن التعصب للأشخاص والهيئات.

5-             التطهر من العجب والتمسك بالرأي الخاص.

(ينظر: رسالة المؤتمر الخامس، ص339، الطبعة المزيدة)

الحادي عشر: العمل على استذكار أركان البيعة العشر ودراستها وفهمها حق الفهم، ولنا عودة إليها، إن شاء الله، لكننا نذكّر بها الآن من غير تفصيل، وهي:

- الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوة، والثقة.

الثاني عشر: ونختم هذه التذكرة بالتأكيد على كمال الصدق مع الله والنفس والناس جميعاً، والكينونة مع الصادقين والولاء الخالص لله ولرسوله وللمؤمنين.

أيها الإخوة الأكارم:

تلكم بعض الأخلاق والواجبات الكبرى البدهية في تكوين الأخ المسلم، أحببنا أن نتذاكر معكم فيها؛ قاصدين من ذلك التحقق بمعاني ﴿... وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3]، إنه بمقدار ارتقائنا إلى هذه الأخلاق العظيمة تكون أمتنا وجماعتنا بخير.

والله أكبر ولله الحمد.

وسوم: العدد 685