مفاهيم منكوسة: متى تحترم الخصوصية

حشاني زغيدي

الجميل في عالم العلامات و الماركات التجارية   أن  القوانين المنظمة لعالم الأعمال  تخص    كل علامة و ماركة بخصوصية تميزها عن باقي الماركات و لا يحق لأي علامة تقليدها  احتراما للأعراف التجارية المعمول بها حيث  أن  احترام الخصوصية لا يمنع المنافسة الشريفة التي تحددها  الضوابط التجارية  بشروطها     {1} :  :

- الجودة الأعلى للمنتجات و الخدمات

- الوقت الأقل في الإنتاج والتسليم للعميل

- العناية بخدمة و حل  مشكلات العملاء

- المرونة في الإنتاج والتسويق  وعلاقات العملاء

- العـلاقات الأكفأ  مع حلقات سلسلة التوزيع

             و إذا ما  أسقطنا هذه المعايير على تعاملاتنا الاجتماعية و السياسية و الدعوية  لا وجدنا أن احترام  هذه الخصوصية  في عالمنا  منكوسة  و المفاهيم مغايرة  لأعراف عالم  التنافس  التجاري   فمتى يستقيم الحال فتحترم   الخصوصية  في التعاملات  الاجتماعية  و السياسية و الدعوية    فتنضبط  المنافسة بالأخلاقيات السامية لديننا الحنيف  . فتكون المنافسة باعتبار الجودة في الخدمات و الإتقان في المهمات و يكون التنافس في حل المشكلات و توثيق العلاقات و تباذل التجارب و التكامل في المشاريع بذل تتبع العورات أو التعريض بالمبادرات   فإذا كانت الساحة التجارية تسع  جميع المنافسين  .  فلماذا هذا  الضيق بالتاجر المنافس  و الحياة رحبة واسعة  تسع الجميع  .

          فرحم الله الإمام البنا رجل التربية و الدعوة   ؛ الذي  استوعب القاعدة الذهبية في تعامله (نتعاون مع بعضنا في ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه) و هي تقوي و تعضض الأصل الثامن في  الأصول العشرين من  رسالة التعاليم التي تؤصل لكيفية التعامل مع الاختلاف و التنوع يقول الإمام : " والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سبباً للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء، ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف، في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب. "

      فعلى العاملين في حقل الدعوة الانتباه و الحرص لتفويت الفرص على الخصوم و واقع الأمة يحتم علينا اغتنام الفرص و اقتناص الأرباح فالأمة في حاجة ماسة لجهود جميع أبنائها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرجع :

{1 }   الحسابات الاجتماعية الرسمية لويكيبيديا العربية

وسوم: العدد 693