وجيز التفسير " وتأتون في ناديكم المنكر "

زهير سالم*

وبغض النظر عن حقيقة المنكر الذي كان القوم يأتونه في ناديهم . وما نقله المفسرون فيه ، فإن وجه الاستنكار الاول في سياق الآية هو استنكار المجاهرة بالمعصية التي هي محل نكران وإنكار . فمن عادة العصاة من أصحاب النفوس السوية ، ولا تقل أصحاب النفوس السوية لا يعصون ، أنهم يتدارون بمعاصيهم ، ويسترونها ويتوارون به عن الناس ، ولكن القوم الذين كانوا يأتون في ناديهم المنكر خلعوا الربقة فهم يصنعون ما شاؤوا بلا أي إحساس بالحياء 

ومن هذا القبيل ان تجد أقواما يدعون العلم في ناديهم ثم يتخبطون في قطعيه وصريحه وما لا مجال لخلاف فيه ثم يجدون في هذا النادي من يبجلهم ويوقرهم ويلقي عليهم رداء الاستاذية على طريقة تبادل العباءات 

ان نشر الضلال باسم الهدى ، والجهل بمجسداته النفسية واضطراباته العقلية ثم لا يجد من يرده على أصحابه ، ويصححه أمام أعين الشداة الذين تختلط عليهم الحقائق له من المنكرات التي تؤتى في النوادي وعلى المنصات في هذا الزمان البئيس بأهله . ثلاثة قبائح محفوظة عن قوم سيدنا لوط ، وكان سيدنا لوط معاصرا لسيدنا إبراهيم بل يقال هو ابن اخته ؛ 

إتيان الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين 

وإتيانهم المنكر في ناديهم أي مجاهرتهم به 

وقولهم " أخرجوا آلِ لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون "

حين يكون الطهر سببا للإقصاء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 814