خواطر فؤاد البنا 823

أ.د. فؤاد البنا

هناك أخوة نحترمهم لكنهم صاروا يعانون للأسف الشديد من (فوبيا الهاشميين)؛ حيث يستخدم هؤلاء لغة تعميمية غريبة تجاوزت القرآن الكريم الذي قال عن أسوأ الخَلْق: {ليسوا سواء}، وتجاوزت الواقع الذي يثبت بأن من يُعتقد بأنهم بنو هاشم منقسمون بين الانقلاب والشرعية مثل بقية المكونات اليمنية، وصاروا ينظرون إلى الهاشميين كأصحاب قدرات خارقة، فهم يملكون أعيناً ترقب كل شيئ، وآذاناً  تسمع كل أحد، وأيدي تطال كل مكان، ثم إنهم يتغلغلون في كل مؤسسة ويُمسكون بكل مفصل من مفاصل الدولة والأحزاب السياسية  والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، ويزرعون فتنهم في كل موضع ويصلون إلى كل مكان، حتى أنهم وصلوا إلى برنامج (عاكس خط)!

***************************

القرآن الكريم هو منبع الحياة الدائمة؛ لأن مصدره هو الحيّ الذي لا يموت وصاحب علم ما كان وما هو كائن وما سيكون، ولكي تعود الحياة لأمتنا التي تعاني منذ أمد غير قصير من مواجع وفواجع طرحتها أرضاً؛ فلا بد من العودة المباشرة إلى القرآن الكريم، مع ما يقتضيه ذلك من  الكَفّ عن تلقي الدروس من الموتى، فإن فاقد الشيء لا يعطيه!

***************************

لقد صنع السّامري الإيراني من شيعة الشوارع عجلاً كبيراً، ثم نفخ فيه من روح التشيع وشعاراته ما أظهره كثور له خوار، وأنجح الغرب هذا الأمر عبر الدعاية السوداء، وقام من يهمه الأمر بمنحه الأعلاف السحرية التي يتقوّت عليها ويتقوّم بها وهي أخطاء الشرعية وخطايا التحالف؛ مما منحه قرنين ينطح بهما الأحرار الشرفاء الذين لا محل لهم من الإعراب في زمن الأعراب!

***************************

كان الحوثيون حتى وقت قريب مجموعة من الأشباح التي لا تخيف إلا من يؤمنون بالخرافة، وقد أحال الغرب بضغوطاته على التحالف والشرعية الأشباح إلى كائنات مخيفة وأظهر أنها تملك قدرات خارقة؛ حتى يستثمرها كفزاعة في ابتزاز المنطقة، بجانب تحويلها إلى محرقة ضد الأحرار.

***************************

كم تتشوق قلوبنا وتتشوف أعيننا لرؤية أيام النصر ، لكن ذلك لن يتم قبل أن تكتمل الكتلة الحرجة، باحتساء المزيد من العقول لكؤوس الوعي وارتشاف المزيد من الأرواح لأكواب التقوى.

بارك الله جمعتكم.

وسوم: العدد 823