الرمز الروحي لفيروس كورونا وعلاقته بالكرنفال

منذ بداية العام الجديد عام /٢٠٢٠/ أصبح الموضوع الرئيسي لنشرات الأخبار العالمية هو فيروس كورونا والذي أرعب الكثير من منظمات الصحة العالمية بسبب خطورته وسرعة وسهولة إنتقاله من شخص إلى آخر ومن بلد إلى بلد آخر .ورغم أن الجميع يتكلم عنه من خلال نظرة طبية تتعلق بأسبابه وأعراضه ، ولكن هناك مجموعة من المسلمين حاولت أن تفسر ظهوره وكأنه لعنة إلهية حلت بسكان الصين لأنهم اضطهدوا مسلمي الإيغور في الصين . وآخرون فسره بمعنى مختلف يتعلق أيضا بوجهة نظر مذهبية أخرى . ولكن هذه التفسيرات التعصبية لم تقنع إلا من كان يحمل هو أيضا فكرا تعصبي لدينه . فمع مرور الأيام انتقل فيروس كورونا ووصل إلى جميع شعوب العالم وبجميع دياناتها ومذاهبها وهذا يعني أن الموضوع لا يتعلق بدين معين أو شعب معين ولكنه يتعلق بالوضع الروحي للإنسانية بأكملها . لا شيء يحدث صدفة ، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بمصير الإنسانية بأكملها، فلا شك أن ظهور فيروس كورونا الفجائي والذي أقلق جميع شعوب العالم ، هو علامة إلهية لها معنى روحي معين ، ويجب على الفلاسفة وعلماء الدين محاولة تفسير معناه لفهم حقيقة ما يحصل، فالله عز وجل يتكلم مع البشرية بمثل هذا النوع من العلامات ليحذرهم من شيء ما في سلوكهم يناقض سنة خلقه و لم ينتبهوا إليه .

وهنا سنحاول إن شاءالله أن نشرح بعض عناصر التعبير الروحي في فيروس كورونا لنستنتج في النهاية حقيقة سبب ظهوره .

الفيروسات بشكل عام هي كائنات دقيقة لا تنشط ولا تتكاثر إلا داخل كائن حي آخر ، بمعنى أنها لا تشكل أي خطر طالما أنها خارج جسم الإنسان . فالمعنى الروحي من وجود الفيروسات على سطح الأرض أن خطرها يتوقف على سلوك الإنسان نفسه وليس عليها هي بالذات ، فنوعية سلوك الإنسان هي التي تحدد خطورة هذه الفيروسات عليه . وعادة تبدأ خطورة هذه الفيروسات عندما يصبح سلوك الإنسان يعارض قوانين الطبيعة التي وضعها الله من حوله لتمنعه من الخروج عن طريق سنة خلقه . الإنسان هو كائن روحي إجتماعي والموضوع هنا لا يتوقف على سلوك الفرد فقط ولكن على سلوك المجتمع بأكمله ، فظهور أي وباء يعني أن مجتمعات بأكملها بدأت تخرج عن سنة الله ، لهذا نجد أن هذه النوعية من الأمراض تتصف بسرعة انتقالها من شخص إلى شخص آخر ومن بلد إلى بلد آخر . فالموضوع هنا لا يتعلق بدور الإنسان نحو نفسه فقط ولكن أيضا يتعلق بدوره نحو الآخرين ، فظهور نوع معين من الامراض المعدية له معنى أنه هناك تفكك في الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع .الله عز وجل لا يرسل الفيروسات إلى البشر ولكن إبتعاد المجتمع عن السلوك الإنساني السليم هو الذي يدفع المجتمع إلى هذه الفيروسات فيسمح لها بالنشاط لتؤذيه .

أكثر ظاهرة نستطيع رؤيتها اليوم كنتيجة لظهور فيروس كورونا هو محاولة السلطات منع حدوث أي تجمعات بشرية كمحاولة لتقليل إنتقال الفيروس بين الناس ، فنجد مثلا أن بعض رجال الكنيسة قد أغلقوا الكنائس وتوقفوا عن قيام الصلاة بها ، وكذلك نجد الحكومة السعودية قد منعت القيام بالعمرة إلى الكعبة المشرفة ، ونجد أن بعض المدن قد أغلقت المدارس وكذلك أغلقت دور السينما والمسارح ومنعت قيام الحفلات والمهرجانات . وهذا يعني بشكل عام أن ظهور فيروس كورونا قد أدى إلى التفريق بين الناس ومنعهم من التجمع ، لأنه في الحقيقة هذا هو وضع السلوك الروحي للإنسانية في عصرنا الحاضر ، فرغم أنه يبدو لنا وكأن الناس يجتمعون بأعداد هائلة في المدارس والجامعات وملاعب كرة القدم والمهرجانات الفنية والكنائس والمساجد ولكن في الحقيقة أن قوانين المجتمع اليوم تفرض على كل إنسان منذ صغره أن يفكر ويخطط لتحقيق مصالحه فقط وأنه بسلوكه هذا هو فعلا في عزلة روحية عن الآخرين ، وأن هذه التجمعات الكبيرة التي تحصل هي روابط مزيفة هدفها الحقيقي هو تدمير الروابط الإنسانية.

إن أهم أنواع التجمعات التي وجب أن تحصل في هذه الأيام والتي لها طابع روحي هي الكرنفالات التي تقام في الكثير من الشعوب المسيحية في مثل هذه الفترة من كل عام ، ولكن بسبب ظهور فيروس كورونا دفع العديد من المسؤولين إلى إلغاء عروض الكرنفال لمنع إنتشار هذا الفيروس . الجميع يعلم أن عروض الكرنفالات تلعب دور كبير في النشاط التجاري في كل مدينة وأن إلغاء هذه العروض قد أدى إلى خسائر إقتصادية كبيرة في الكثير من المدن التي تقيم هذه العروض ، وأن الصين التي هي من أكبر الدول المصدرة للأزياء المستخدمة في الكرنفال قد تكبدت هي أيضا خسائر فادحة . فما حصل عالميا هذا العام ليس صدفة ولكن هو علامة إلهية تساعدنا على فهم حقيقة ما يحصل من الناحية الروحية في مجتمعات عصرنا الحديث . وهنا سنحاول شرح هذه العلامة الإلهية وعلاقتها بالكرنفال كطقوس دينية.

أسم الفيروس هو كورونا "coronavirus" وهذا الأسم مشتق من الكلمة اللاتينية (corona) وتعني التاج أو الهالة، حيثُ يُشير الاسم إلى المظهر المميز لجزيئات الفيروس والذي يظهر عبر المجهر الإلكتروني، حيث تمتلك خُملًا من البروزات السطحية، مما يُظهرها على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية. أشهر كرنفال في القارة الأوربية والتي هي المصدر الديني المسيحي لجميع الدول المسيحية في العالم ، هو كرنفال مدينة فينسيا ( البندقية) ، وهذا الكرنفال يحمل أسم عيد القديس ( ستيفانوس) ، أسم ستيفانوس هو أسم يوناني ومعناه التاج أو الهالة ( ستيفاني) ، وهو نفس معنى أسم فيروس كورونا. حتى نفهم العلاقة بينهما بشكل أوضح سنحاول أن نشرح المعنى الروحي لعروض الكرنفال .

الكرنفال شكليا عبارة عن احتفال وإستعراض شعبي ، يجمع بين السيرك والإحتفالات الشعبيّة التي تجوب الشوارع.وهو تقليد كاثوليكي، لكنه دخل على الطوائف المسيحية اﻷخرى فالطائفة الأرثوذكسية تعترف به وتشارك به ، ولكن بعض الكنائس البروتستانتية وخاصة المتشددة منها فكانت ترفض القيام بهذه اﻹستعراضات.

يبدأ موسم الكرنفالات عادة قبل أيام من الصيام الكبير في المسيحية. المصدر الأساسي لكلمة كرنفال أتى من الكلمة (الإيطالية: (carne ) أو كارنوفالي carnovale، والتي أتت من (اللاتينية: carnem)، ، وتعني حرفيًا (الإمتناع عن اللحوم). هناك آراء أخرى عن أصل هذه الكرنفالات ، فالبعض يعتقد أن أصلها كان في السويسرا قبل أن تصل إليها الديانة المسيحية ، حيث كانت تقام الكرنفالات في فصل الربيع من أجل طرد اﻷرواح الشريرة وكان الناس يرتدون أقنعة بأشكال مختلفة ويتم اﻹستعراض على أنغام الموسيقى. إذا تمعنا في المصدر الرئيسي لكلمة كرنفال في اللاتينة (carne) سنجد أن لفظها مشابه لأسم الفيروس(corona) فالأحرف الساكنة (c,r,n) التي يعتمد عليها لفظ الكلمة هي نفسها في أسم الفيروس ، والإختلاف هو فقط في الأحرف الصوتية ، وهذا التطابق في اللفظ ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لتوضح العلاقة الروحية بين الفيروس والكرنفال كما أصبح شكله في الفترة الأخيرة .

فالشكل الحقيقي للكرنفال كطقوس دينية تم تشويهه لتأخذ الكرنفالات اليوم شكلها الحاضر ، حيث نجد أن جميع الكنائس اليوم أصبحت ترفض هذه الكرنفالات وتعتبرها معادية لتعاليم الدين المسيحي. وفعلا من يرى ما يحدث في بعض الكرنفالات وخاصة كرنفال ريو دي جينيرو في سيلفادور وكيف تظهر النساء وهن يرقصن شبه عاريات بحركات مثيرة جنسيا ، ستجعل وبكل تأكيد جميع رجال الدين أن يثوروا ويرفضوا هذا النوع من اﻹستعراضات التي تساعد على زيادة نسبة اﻹغتصاب واﻹباحة الجنسية وتعاطي المخدرات. فما يحصل اليوم في طريقة عرض الكرنفال لا يمت بصلة نهائيا بالمعنى الرمزي لمفهوم الكرنفال ( اﻹمتناع عن اللحوم ) ، ولكن على العكس تماما فهو يشوه هذا المعنى ويتحول تماما إلى ما كان عليه في الديانات الوثنية قبل ظهور المسيحية ، حيث الناس في تلك اﻹحتفالات كانت تعيش دون مبادئ إنسانية أو قيود ، فتأخذ في تلك اﻹحتفالات حريتها المطلقة لتمارس كل ما هو محرم أو مخالف للقيم واﻹنسانية ، فيعيش اﻹنسان وكأنه حيوان لا مبادئ ولا قوانين تردعه عن فعل أي شيء يحلو له. والمقصود هنا خاصة الناحية الجنسية. لذلك نجد اليوم أن الكرنفالات تركز على هذه الناحية بالذات، حيث في أكثر الكرنفالات في المدن الأوربية في الفترة اﻷخيرة نجد مشاركة وفد من فرق كرنفال ريو دي جينيرو، وهذا ما جعل الكرنفالات بشكل تدريجي تتحول من تقاليد دينية إلى إستعراضات إباحية مشابهة تماما لتلك التي تحصل في البرازيل.

إذا عدنا وبحثنا في مضمون الكرنفال كما وضع من قبل الكنيسة ،سنجد أن اﻷمور تختلف تماما عما يحصل اليوم ، فالدين المسيحي بدخوله في بلدان الشعوب اﻷوربية حاول تحويل التقاليد والعادات الوثنية لتأخذ شكلها الحقيقي كما أوحى بها الله في أول مرة فكما تقول اﻵية القرآنية ( .... وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فكثير من العادات والتقاليد الوثنية كانت تقاليد من عند الله ولكن مع الزمن تم تشويهها لتأخذ شكلا معاكسا لما كانت عليها ، ولكن مع دخول الدين المسيحي إلى تلك الشعوب حاولت الكنيسة تصحيح تلك التشويهات لتلائم تعاليم الدين المسيحي.

موسم إحتفالات الكرنفال في شكله الديني الحقيقي يبدأ في نهاية فصل الشتاء تقريبا وقبل ثلاثة أسابيع من بداية فترة الصيام ، لذلك فإسم هذه اﻹحتفالات له معنى (اﻹمتناع عن اللحوم ) أو بشكل أصح اﻹمتناع عن تناول جميع المنتجات الحيوانية ، إي أن الناس في هذا الكرنفال تستعد وتحتفل بقدوم فترة الصيام الذي يستمر لمدة 40 يوم حيث يأتي بعدها مباشرة عيد الفصح المجيد. ومعنى اﻹمتناع عن تناول المنتجات الحيوانية هنا هو معنى رمزي ومقصود به معناه الروحي وليس المادي حيث المنتجات الغذائية الحيوانية هنا تمثل رمز للغرائز بشكلها الحيواني. وبدون فهم هذا المعنى الرمزي للصيام في الدين المسيحي سيجعل من الكرنفالات إحتفالات وثنية معادية للدين. فإحتفالات الكرنفال في اﻷيام التي تسبق الصيام في الحقيقة هي إحتفالات للأطفال أكثر مما هي للكبار حيث يرتدي اﻷطفال ثياب تنكرية ويذهبون إلى بيوت الحي ويطرقون الباب ويطلبون من أصحابها نوع من المساعدة ، وعلى أصحاب البيت إن يقدموا شيئا من المساعدة لكل طارق متنكر وعادة ما يقدم أصحاب البيت بعض الحلوى أو الطعام للزائر المتنكر كتعبير عن رغبته في المساعدة. فهذا التقليد الديني لم يظهر للتسلية ولكن لإقامة علاقة تعاون ومحبة بين الناس وخاصة بين سكان الحي .

ولكن حتى نفهم المعنى الحقيقي للكرنفال كطقوس دينية ، علينا أن نربط هذا الكرنفال بعيد هالويين ( عيد القديسين) الذي تتبعه الكنيسة الغربية في الولايات الأمريكية ، فطقوس هذا العيد مشابهة تماما كطقوس دينية ( تنكر وطلب المساعدة) وكمدة زمنية أيضا لكرنفال الكنيسة الكاثوليكية ، والفرق بينهما أن عيد هالويين يمهد لعيد الميلاد المجيد ، بينما الكرنفال الكاثوليكي يمهد لعيد الفصح ، فهنا لدينا نوعين من الولادة للمسيح ، عيد الميلاد هو ميلاده كطفل رضيع ، أما عيد الفصح فهو يمثل عودة روحه إلى جسده ( أي بعد وفاته على الصليب كما يعتقد المسيحيون) . فطقوس عيد هالويين وكذلك الكرنفال هما تعبير روحي لشيء واحد يشرح لنا علامات ظهور المسيح الثانية كما تؤمن به الديانات السماوية الثلاث .

فحسب تقاليد هذه الطقوس فهي تعتمد على ارتداء ثياب التنكر والأقنعة وتوزيع الحلوى على الزوار المتنكرين ، وهذا له معنى ان المسيح عند ظهوره سيأتي متنكرا وسيطرق أبواب المنازل ويطلب المساعدة ولكن أصحابها رغم أنهم يؤمنون به ورغم أنهم يضعون أيقوناته على جدار غرف بيوتهم لن يتعرفوا عليه ولن يساعدوه في شيء. وسيجد المسيح أن إيمان الناس بدينهم قد أصبح إيمان سطحي بلا فائدة منه تماما مثلما كان عند أتباع الديانات الوثنية الماضية، إيمان يهتم بالشكل الخارجي فقط ولا يعطي أي أهمية للقيم اﻹنسانية واﻷخلاق الحميدة التي هي أصل تعاليم الدين المسيحي.

رمز المسيح هنا في هذا التقليد الديني المتبع في الكرنفال لا يعني فقط المسيح نفسه ولكن أيضا يعبر عن كل إنسان مؤمن يدعو إلى الخير ، ففي ذلك الوقت هذا النوع من المؤمنين أصحاب الصفات السامية لن يهتم بهم أحد لذلك لن يجدوا أي مساعدة من اﻵخرين . اﻹنسانية في فترة (بعث المسيح) ستصل إلى مرحلة يكون فيها كل شيء مخادع ، من هو الصالح ومن هو الطالح سيصعب على الناس معرفته بسبب إبتعادهم عن التعاليم الدينية وإعتمادهم على الرؤية المادية فقط ، وكأنهم جميعهم يرتدون أقنعة لإخفاء حقيقة نواياهم. في تلك اﻷيام الناس ستعيش على اللحوم ، إي أن هدفهم في الحياة هو تحقيق رغبات غرائزها الحيوانية فقط أما عواطفها السامية فلا يعلمون عنها شيئا ولا يهمهم أمرها ، وستعيش اﻹنسانية عندها وكأنها لم يكن لها أي حضارة أو أي دين سماوي في الماضي رغم وجودها ظاهريا . وهذا ما يحصل في عصرنا الحاضر تماما .

فيروس كورونا بدأ يشغل نشرات الأخبار والمواقع التواصل الإجتماعي منذ بداية العام الجديد الذي يحمل الرقم (٢٠٢٠) هذا الرقم ليس صدفة فهو ينقسم إلى قسمين (٢٠) و(٢٠) القسم الأول هو رمز لعيني الرجل ، والقسم الثاني هو رمز لعيني المراة ، حيث الرقم صفر ( ٠) الموجود على اليمين له شكل عين اليمين المقلوعة وهي ترمز إلى عمى الرؤية الروحية ، والرقم (٢) هو رمز العين اليسرى التي تستطيع الرؤية المادية . فالرقم (٢٠) هو رمز لشخص يرى بعين اليسرى فقط أي أنه أعور روحيا ، والمعنى العام للرقم (٢٠٢٠) أن الأمور وصلت بالمجتمع إلى حالة أصبح فيها الرجل والمرأة يتبعون أعور الدجال دون علمهما ، وهذا يعني أن أطفالهما أصبحوا تحت سيطرة روح أعور الدجال .

الشعوب الغربية ( المسيحية) قامت بدورها في تطوير العلوم المادية على أكمل وجه خلال فترة حضارة عصر النهضة، أما الشعوب الشرقية التي أتى دورها في تطوير العلوم الإنسانية والروحية لتأخذ العلوم شكلها المتكامل ، نراها بسبب تعصبها الديني الأعمى قد ساهمت هي الأخرى في زيادة شدة الإنحطاط الروحي . فنرى - مثلا - المخرج العالمي مصطفى العقاد يذهب وبأرباح فيلم الرسالة ، ويقوم بإنتاج فيلم أمريكي (هالويين) وبدلا من أن يحاول في هذا الفيلم أن يساعد في توضيح المعنى الروحي لهذا العيد ، نجده يفعل العكس تماما، فيحوله إلى فلم رعب يحوي على مشاهد إباحية تنمي الإثارة إلجنسية ، وتدعو إلى تعاطي المخدرات ، وتنمي العنف . ورغم أن معظم العقول المثقفة في أمريكا هاجمت هذا الفيلم بشدة ، ولكنه حقق أرباح طائلة وأصبح ظاهرة جديدة في تراث فن السينما الأمريكية ، وأصبحت شخصية بطل الفيلم المريض نفسيا ( مايكل مايرز) أسطورة في عالم السينما ، حيث تم انتاج عشرات الأفلام الطويلة والقصيرة على هذه الشخصية اللاإنسانية .

هناك شيء هام جدا في شخصية (مايكل مايرز) بطل فيلم هالويين ، وهو أن هذا الشخص الذي يذبح ويقتل بوحشية وبدم بارد ، أنه هكذا كانت طبيعته منذ ولادته حيث نجده يقوم بقتل أخته عندما كان طفلا صغيرا بعمر السابعة من عمره تقريبا ، فكما يذكر الطبيب النفسي في وصفه (ردود فعله بلا أسباب ، عديم الضمير ، عديم الإحساس، لا يعي معنى الحياة أو الموت ، يملك نظرة شيطانية تخفي ورائها شيئا واحد فقط هو الشر) .

فيلم (هالويين) هو من أوائل الأفلام السينمائية التي تحاول أن تقنع المشاهدين بعدم وجود الروح الإلهية في خلق الإنسان ، وبأنه هناك أطفال يُولدون وحوشا من بطون أمهاتهم. هذا الفكرة بحد ذاتها هي نوع من أنواع الكفر ، فهذا الفيلم ساهم كثيرا في تشويه التكوين الروحي للطفل في السينما العالمية . لهذا نجد الحكمة الإلهية في طبيعة تكوين فيروس كورونا ، أنه لا يؤثر على الأطفال ، فحتى الآن ورغم وفاة الآلاف من المصابين بهذا الفيروس ، لا نجد بينهم ولا طفل واحد . فهذا الفيروس الذي يرمز للأعور الدجال ، له معنى أن الروح الإلهية يضعها الله في كل طفل ، ولا يوجد إنسان يولد من بطن أمه شريرا ، وأن روح أعور الدجال لن تستطيع تشويه التكوين الروحي للجنين في بطن أمه ، ولكن البيئة الروحية للمجتمع هي التي تقوم بتشويه هذه الروح بعد خروجها وأثناء نموها ، وهذا التشويه في التكوين الروحي للطفل مسؤول عنه جميع الكبار من حوله وخاصة المشاهير منهم وأفضل مثال على هؤلاء المشاهير في الوطن العربي اليوم هو الممثل البلطجي محمد رمضان الذي أينما يظهر يقول ( أنا نمبر ون ، أنا السلطان ، أنا أغلى فنان ، أنا.. أنا ... أنا.. ) وبفضل جهل الطبقة المثقفة في المجتمع أصبح الملايين من شباب الجيل الجديد يصفقون لمحمد رمضان ويضعون في صفحته الإعجابات على كل ما يفعله من فساد روحي في المجتمع .

الأطفال هم أبناء آدم وحواء ، وليسوا أبناء الشيطان ، فيروس كورونا هو رمز لروح أعور الدجال التي تسيطر اليوم على البيئة الروحية في جميع شعوب العالم لتجعل من أتباعه القدوة الأولى للأطفال . وظهور هذا الفيروس في هذا العام ، عام /٢٠٢٠/ يحمل معه علامة إلهية توضح لنا أن موعد ظهور المسيح قد إقترب ليضع حدا لنشاط أتباع أعور الدجال وكذلك لهذا الإنحطاط الروحي العالمي الذي يحاول تشويه الفطرة الإلهية في التكوين الروحي للأطفال . والله أعلم .