حكم .. خواطر ... وعبر(109)

م. محمد حسن فقيه

1 – بعض الخطوات: ربما تقرب المسافات بين الناس، لكنها تجافي بين القلوب، وتعمق الهوة بين النفوس، وتولد النفور بين الأرواح.

2 – يرفعون شعارات براقة في أوطانهم، يمتدحون الحرية ويمجدون الكرامة، ويدعون إلى العدل والنزاهة والشفافية، ويقدسون الإنسان والرفق بالحيوان، ثم ينصبون الطغاة حكاماً علينا، ويدعمون استبدادهم، ويغطون على فسادهم، ويشجعونهم على قمعنا وإذلالنا ومعاملتنا كالعبيد!.

3 – لا تسرح بعيداً في يخت أحلامك، مصدقاً وعود وأماني من حولك، فتضيع في لجة البحر، وتغرق بين أمواجه العاتية وحيتانه المفترسة.

4 – بعض السفلة من هواة النفاق وعشاق العبودية، يتمتعون بمرونة يحسدون عليها، حين يتحولون إلى حذاء يناسب كل المقاسات، ويصلح للسير في كل الطرق والاتجاهات، والتقلب على المزابل، والغطس في كل المستنقعات!.

5 – أم المهازل: عندما يتوسط عدوٌ إفرنجي غريب، لحل مشكلة داخل عشيرة واحدة، فينشرون أمامه أوسخ ثيابها، بعد أن يستنزف أموالها، وينتهك حرماتها، وهم يفخرون فيما بينهم بأن لهم: نفس اللغة والدين والعادات والتاريخ ... ويلبسون نفس الثوب والعقال !.

6 – يتغنى البعض بحب الوطن، ويتباكون على ترابه، وهم يعيشون في ذلةٍ وهوان.

بئس ذاك الوطن، وتباً لهذا التراب، إذا لم يكن للبشر الذين يقيمون عليه قيمة، وكرامتهم مدفونة تحت ترابه،

7 – العبيد: مخلوقات سفلية، تحارب الأحرار والشرفاء الذين ثاروا لتحريرهم، دفاعاً عن عروش الطغاة والمستبدين.

8 – جيش الخيانة: يحرس الحاكم المستبد، ويحمي مصالح الأعداء، ويقتل المواطنين دفاعاً عن عمالة الحاكم، ويحرس فساده وطغيانه واستبداده.

9 – عندما يعتلي المنابر الخصيان، ليُشَرعِنوا للسفاح الزنيم الجبان، يتراءى لهم سيدهم الزنديق رباً، والوفود عليه حجاً، والتمسح بحذائه صلاة وركوعاً وسجوداً.

10 – يشتمون بلفور وينددون بوعده، ثم يمدحون بمسخه ويتباركون بفراخه!.

11 – يسبون سايكس وبيكو ويذمون التقسيم والتفتيت والشرذمة، ثم يتمسكون بجوهر التقسيم، ويقننون شرائع وعقوبات لمن يتجاوزها، ما دارت برأسي الإبليسين سايكس وبيكو، وما خطرت على باليهما !.

12 – يصفون لنا تطوعاً ذويهم، ويخبروننا عن كل مثالبهم وسيئاتهم، ويكشفون لنا كل أخطائهم وعوراتهم، وسوء أدبهم وأخلاقهم، وقلة حيلتهم وانحراف دينهم،وانعدام شرفهم وكرامتهم!

وبعد فترة يُهرَعون إلينا متوسلين، لنساعدهم إكراماً لخواطر صداقتنا معهم !!!.

13 - الأقوال والتنظير: واعظ ٌضعيفٌ جبان، وقد يكون مراوغاً محتالاً !.

14 – الراحلون: منهم من تذرف عليهم دموع العين، وبعضهم تنزف القلوب دماءً وتتقطع النفس حسراتٍ عليهم، وآخرون تتبعهم الروح وتبقى ملتصقةً بهم لا تفارقهم مهما ابتعدوا عنا، وآخرون اِرمِ خلفهم الحجارة واسجد لله سجدة شكر.

15 – أعمال كثيرة ننجزها بكل صدق وإخلاصٍ وحرفية، لكننا نكتشف فيما بعد، أنها كانت للأسف في الزمان أو المكان أو للشخص الخطأ.

16 – يفهم أحدهم أن الفرصة المواتية، هي تلك المنحة الربانية التي تدفعه إلى قمة المجد، فيستبطئها ويطول انتظاره ويصيبه الإحباط ويظن أن أحلامه لن تتحقق.

الفرصة المواتية: أن تزيل من أمامك الصخور والعقبات وتسهل لك الطريق، لتمضي عليه بهمة ماضية ونفس منشرحة وعزيمة قوية.

17 – أرخص أنواع التمثيل: توزيع الأدوار بين أقطاب الوجهاء وأصحاب النفوذ من حولك! فيأخذ أحدهم دور العدو، والآخر دور الصديق، ليطول أمد نزيفك وإرهاقك وابتزازك، حتى تنتهي المسرحية، ويتقاسمون المصالح من تركتك معاً.

18 – الاعتذار: ثوب أنيق وحجاب صفيق، يغطي السوءات ويستر العورات، ويمحو حماقات الأخطاء، وهفوات الأصدقاء، فيحولها رضاً وسروراً، وهناءةً وحبوراً.

19 – بعض الصداقات: تدخل القلب وتذوب مع النفس وتنصهر مع الروح، ولو ابتعدت عنك بأجسادها، وغاب عن سمعك أخبارها، تبقى حبيسة الروح حتى تسافر معها إلى بارئها.

20 – تدور عجلة الزمن، ويدور الناس معها، فترفع وضيعاً وتذلُّ عزيزاً.

المحزن أن يتحكم وضيع ارتفع، بعزيز قومٍ كان لذاك الوضيع سيداً فاضلاً وأباً حنونا.ً   أعلى النموذج

وسوم: العدد 897