الخاطرة 263 : صحيح البخاري وحقيقة تأثيره على الأمة الإسلامية ؟

ز. سانا

خواطر من الكون المجاور الخاطرة

يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (٦) الحجرات} . موضوع مقالة اليوم يعتمد على معلومات أساسية تكلمت عنها بالتفصيل في مقالات ماضية . وبدون معرفة هذه المعلومات القراء الجدد سيجدون صعوبة كبيرة في ربط الفقرات مع بعضها البعض وربما لن يستوعبوا منها شيء ، لهذا أطلب من هؤلاء و قبل متابعة قراءة هذه المقالة أن يدعوا الله بأن يبين لهم الحقيقة ، وبعد قراءة المقالة أن يعودوا إلى المقالات الماضية التي سأذكرها في نهاية المقالة لتسمح لهم بتكوين فكرة عامة عن موضوع المقالة . فللأسف هناك بعض المسلمين يهاجمون مباشرة كل شخص يذكر شيء مخالف لما تعلموه من صغرهم ، وكأن ما تعلموه هو من الله عز وجل نفسه وليس من اجتهادات علماء دين . فأود أن أُذكر القراء الجدد قول الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٠٤) المائدة} .الله عز وجل وهبنا عقل وطلب منا استخدامه في حل مشاكل المجتمع الروحية والمادية ، وعلينا سماع مختلف المتخصصين ونختار أصحها . فالنصوص الدينية هدفها الحقيقي تكوين مجتمع متجانس أفراده يتعاونون مع بعضهم البعض من أجل تطوير العلوم بمختلف أنواعها لتحقيق تأمين جميع حاجات المجتمع الروحية والمادية . فالدين مثل الماء ، فالماء عندما يجري يتجدد وينظف نفسه من جميع الشوائب التي تدخله لهذا يبقى ماءا صالحا للشرب ، أما إذا ركد فيتحول إلى مستنقع تعيش به الجراثيم ويرقات الحشرات ويتحول إلى ماء فاسد ، لهذا الحديث الشريف يذكر ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها ) . اليوم إذا تمعنا جيدا سنجد أن القوى العظمى تتلاعب بمصير الأمة الإسلامية كما تشاء حتى وصلت أمورها إلى حالة يُرثى لها . فأن نقنع أنفسنا كمسلمين بأننا نفهم ديننا وأننا على صراط مستقيم ، ونلقي سبب فشلنا على الآخرين ، فهذا التبرير هو عبارة عن مجرد رماد نرشه على أعيننا ليمنعنا من رؤية حقيقة عيوبنا وجهلنا ، فالله عز وجل يقول {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (٣٠) الشورى}. فما نحنا عليه الآن سببه الحقيقي أننا سلكنا طريقا أبعدنا عن الطريق الذي رسمه الله في قرآنه الكريم ، والمسؤول الأول عن ابتعادنا عن الصراط المستقيم هم علماء الدين أنفسهم الذين رفضوا أي تجديد يحدث في تفسير النصوص الدينية منذ ٧٠٠ عام وحتى الآن ، ولهذا نحن اليوم كمسلمين نؤمن بدين مختلف كثيرا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فعندما يحدث أي تجديد في الدين نجد علماء المسلمين ينظرون إلى هذا التجديد وكأنه غريب على الدين فيكون جزاء كل مجدد ديني إتهامه بالزندقة أو حتى الكفر وهذا ما حصل تماما مع الفيلسوف ابن رشد . المنطق العلمي يقول : النتيجة هي أقوى إثبات علمي . ونتيجة هذا الدين الراكد منذ ٧٠٠ عام نراها بأعيننا اليوم (الأمة الإسلامية في حالة يُرثى) . روح المجتمع إذا كانت في طريقها الصحيح ترفع به إلى الأعلى، واما إذا كانت في طريق خاطئ فتهبط به إلى الأسفل ، إن نوعية الروح التي تسيطر على المجتمع تتوقف على نوعية فهم علماء الدين للنصوص الدينية .

الهدف الرئيسي لهذه المقالة ليس مهاجمة كتاب صحيح البخاري ، فجميع مقالاتي هدفها الرئيسي هو تفسير سبب نمو حب العنف والقتل في العصر الحديث الذي كان نتيجته ولادة ظاهرة (الطفل المجرم) التي لم تعرفها الإنسانية من قبل ، فمقالاتي جميعها تبحث في موضوع واحد وهو (فلسفة السلام) .وهنا أحاول أن أشرح التأثير السلبي لصحيح البخاري والذي اسلوب كتابته أدت إلى ظهور العداوة والبغضاء بين الطوائف الإسلامية . فهذا الكتاب اليوم يُعتبر لمعظم علماء مذاهب السنة والجماعة كأصح كتاب بعد القرآن الكريم .

منذ سنوات عديدة وأنا أتابع أكثر ما قيل عن انتقادات صحيح البخاري وعن رد العلماء المسلمين عليها ، سواء كانت منشورات مكتوبه ، أو مناظرات في برامج تلفزيونية. والنتيجة التي حصلت عليها أن المستوى العلمي لعلماء الدين في فهم علوم الدين هو مستوى متخلف علميا لأنه يتبع مبدأ (الدين للدين) وليس مبدأ (الدين لإصلاح المجتمعات الإنسانية) . وأن رؤيتهم للنصوص الدينية هي رؤية سطحية لا تسمن ولا تغني من جوع ، لأن العالِم الديني الذي يتبع الله ورسوله يجب عليه أن يدرك نوعية المعلومة التي ستصل إلى العقل الباطني في المسلمين البسطاء الذين يشكلون النسبة الكبرى من أفراد المجتمع والتي ستجعلهم في المستقبل يسلكون سلوك معين ، فهولاء هم في الحقيقة الذين يمثلون الصورة الحقيقية للمجتمع . فما يحصل اليوم من تفكك في الأمة الإسلامية إلى فئات متعادية فيما بينها هو نتيجة حتمية لفشل علماء الدين في فهم النصوص الدينية.

طبعا هذا لا يعني أنني أوافق كل من انتقد صحيح البخاري ، فطريقة نقد بعض هؤلاء كان فيه أيضا رؤية سطحية للأمور فبدلا من أن يساهموا في الوصول إلى الحقيقة ، ساهموا في نفور الكثير من عامة المسلمين من كل شخص ينتقد صحيح البخاري .

قبل أن أتكلم عن حقيقة صحيح البخاري ، أود أن أوضح فكرة هامة وهي أن مسلمي اليوم يعتقدون أن كتاب صحيح البخاري ظهر في زمن الحضارة الإسلامية وأنه ساهم في تقدم علوم الحديث ، وهذا خطأ فادح ، فهذا الكتاب ظهر بعد انتهاء تكوين القاعدة الصحيحة للفكر الإسلامي لتتابع الحضارة الإسلامية ازدهارها .فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت مدرسة آل البيت تسيطر تماما على فكر معظم علماء المسلمين ، فالأئمة الأربعة لمذاهب السنة والجماعة ، كانوا تلامذة الإمام السادس جعفر الصادق عليه السلام بشكل مباشر أو غير مباشر ، ورغم اعتقال الإمام السابع موسى الكاظم وسجنه ومنعه من متابعة تعليمه في مدرسة آل البيت في المدينة ، ظل تأثير مدرسة آل البيت هو المسيطر على فكر العلماء في معظم البلاد ، والذي كانت نتيجته ظهور علماء من مختلف العلوم ( فلسفة ، طب ، رياضيات ، فلك ،...إلخ) . فعندما ظهر كتاب البخاري ، كان وجود علماء من مختلف العلوم بمثابة عقبة أمام هذا الكتاب لتمنعه في التأثير في نفوس المسلمين . لهذا كان تأثيره ضعيف جدا على نوعية إيمان المسلمين العلماء والعامة في ذلك الوقت . ولكن بعد ستة قرون من ظهور الإسلام، وبعد دخول الأمة الإسلامية في عصر الإنحطاط بشكل تدريجي ، والذي ادى إلى إختفاء العلماء من الأمة الإسلامية، فلم يبقى منهم سوى علماء دين فقط ، عندها بدأ كتاب البخاري يأخذ حريته في الدخول في نفوس المسلمين . وعندها أصبح أصح كتاب بعد القرآن حسب رأي علماء عصر الإنحطاط . ولكن مع الإنفتاح العلمي الذي حدث قبل مائة عام تقريبا وعندما ظهرت الجامعات بمختلف العلوم في البلدان الإسلامية، شعر المتخصصون بالعلوم الأخرى بضعف هذا الكتاب وتأثيره السلبي على تطور المجتمع الإسلامي ، فبدأت تظهر انتقاداتهم له وتزداد مع مرور السنوات . فكثير منهم شعروا أن كتاب صحيح البخاري سيدفع الكثير من الشباب المثقفين النفور من الدين والإتجاه نحو الإلحاد ، فقد رأوا أن هناك الكثير من الأحاديث تسيء إلى شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسيء أيضا إلى الدين نفسه وتجعله يبدو وكأنه دين متخلف علميا وحضاريا . فشعروا بأن من واجبهم أن ينشروا آرائهم ، فظهرت انتقاداتهم لصحيح البخاري وكان من الطبيعي أن تزداد هذه الانتقادات مع تزايد عدد المتخصصين ، ولن يستطيع أحد مهما فعل أن يوقفهم ، فكل مسلم يخشى على دينه سيدافع عنه بكل ما يستطيع من قوة ، فشعور هؤلاء مماثل تماما شعور علماء الدين الذين يظنون أن نقد صحيح البخاري سيؤدي في المستقبل إلى نقد الدين بأكمله . لهذا نجد اليوم كل طرف يدافع بقوة عن رأيه وكأن ما يفعله هو واجب مقدس . فما نراه اليوم من تناقض في الآراء هو في الحقيقة بداية تصحيح التكوين الروحي للأمة الإسلامية التي كانت تعيش في قرون وسطى دامت أكثر من ٧٠٠ عام بدون أي تجديد . فهدف النصوص الدينية الحقيقي هو تكوين مجتمع متجانس ، وفهم هذه النصوص بحاجة إلى جميع الإختصاصات العلمية . فالعالم الديني الذي يقول عن نفسه أنه متخصص بعلوم الدين وأنه هو فقط من يحق له بالكلام عن الدين هو شخص متخلف علميا يُسيء إلى الدين ، فالنصوص الدينية ليست من تأليف عقل بشري ولكن صناعة إلهية تستخدم كافة العلوم لتبقى هذه النصوص صالحة لكل عصر حسب المستوى العلمي الذي وصل إليه . فالعالم المتخصص بالشعر مثلا يُسمح له أن يُقيم قصيدة شعرية فيقول عنها أنها رائعة أو ركيكة وأنها كذا وكذا ، وأن يفرض رأيه على الآخرين لأنه متخصص بالشعر يفهم به أكثر من جميع المتخصصين بالعلوم الأخرى ، وكذلك الطبيب يُسمح له أن يحدد نوعية المرض وطريقة علاجه لأنه متخصص بعلم أمراض ، وكذلك عالم الفلك وعالم الأحياء وغيرهم من مختلف الإختصاصات . أما في الدين فالمتخصص بعلوم الدين يحق له أن يتكلم عن أركان الدين التي تتعلق بأمور العبادة (صلاة ، صيام ....إلخ ) ، أما في فهم النصوص الدينية فلا يحق لأحد أن يقول أنه متخصص في علوم الدين لأن الدين كما ذكرنا هو علوم إلهية شاملة تشمل جميع نواحي الحياة وتحتاج إلى رأي جميع العلماء بمختلف الفروع العلمية ، لأن الدين هو القاعدة الأساسية لبناء المجتمع بكافة نواحيه .

معظم علماء السنة يؤكدون على أن صحيح البخاري يحقق جميع شروط الحديث الصحيح . ويمكن إجمال شروط الحديث الصحيح بإختصار بما يلي :

- اتصال السند: أيْ التأكّد من أن كلَّ راوٍ من رواة الحديث قد اتصل مع من قبله بشكل مباشر وأخذ عنه، وهذا التأكد يكون من أول السند إلى نهايته للتأكيد على صحَّة نقل الرواة وصدقهم جميعًا.

- عدالة الرواة وصدقهم: ومعناه أن يتم البحث في حياة الرواة والتأكد من إسلامهم وصدقهم وعدم فسقهم والتأكد من عدم وجود أي شيء فيه خدش لنزاهة الرواة جميعهم المذكورين في سند الحديث.

- ضبط الرواة: وهو التأكد من أن رواة الحديث مؤهلون لرواية الحديث عمَّن سبقهم دون زيادة أو نقصان.

- عدم الشذوذ: أي ألَّا يكون في الحديث ما يخالف العقل أو المنطق أو يشذ أو يخالف قاعدة فقهية صحيحة في القرآن الكريم أو في حديث صحيح قبله .

- سلامة الحديث من العلة ، والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث ، يطّلع عليه الأئمة المتقنون .

إذا تمعنا جيدا في هذه الشروط سنعتقد أنها فعلا تحقق شروط الحديث الصحيح . ولهذا نجد أن علماء الدين يدافعون عن صحيح البخاري بشدة وكأنهم يدافعون عن القرآن نفسه . ولكن إذا تمعنا في مضمون هذه الشروط سنجد أنها تهتم أكثر في الشكل وليس في المضمون ، لأن جميعها تعتمد على اجتهادات عقل بشري . فالبخاري نفسه هو عالم مثل بقية العلماء ، وكل عالم يعتمد على اجتهاداته الشخصية قد يصيب وقد يُخطئ ، فأرسطو الإغريقي مثلا والذي يُعتبر للكثير بأنه من عظماء فلاسفة التاريخ قد ارتكب أخطاء لا يرتكبها اليوم طالب في مستوى المرحلة الإعدادية ، وهذا شيء طبيعي لأن علوم المرحلة الإعدادية في عصرنا الحديث أرقى بكثير من مستوى علوم عصر أرسطو ، الأمر نفسه ينطبق أيضا على مستوى علوم البخاري . فمهما كان مستوى إدراك البخاري لصحة السند وعدالة الرواة وعدم الشذوذ ، يبقى هذا الأمر من اجتهاداته شخصية ، فالله وحده فقط يعلم ما في الصدور ، والله عز وجل هو فقط من يعلم حقيقة كل راوي، ولهذا كان من الطبيعي أن نجد بعض علماء الدين يشككون في بعض رواة الأحاديث المذكورة في البخاري ويرفضون صحتها . فمسلم بن حجاج مؤلف صحيح مسلم مثلا اجتنب تخريج أي حديث لعكرمة البربري كون بعض العلماء يتهمونه بالكذب ، وعلماء الشيعة يعتبرون عكرمة انسان منافق ، أما البخاري فأخرج له . فمن هو على حق هنا ؟ البخاري ، أم مسلم ، أم علماء الشيعة؟ لا أحد الآن يستطيع الإجابة على هذا السؤال بشكل يقيني ، لأن علم اليقين فقط عند الله ، فنوعية المعلومة في الحديث الشريف هنا أهم من كل الشروط التي ذكرناها قبل قليل . لهذا فكل عالم متخصص بعلم معين له الحق أن ينتقد أي معلومة في صحيح البخاري ليخلق نوع من الحوار في مسألة معينة لتسمح بمشاركة جميع العلماء بمختلف فروع علومهم في النقاش حول هذه المعلومة بهدف الوصول إلى الحقيقة . ولكن المشكلة هنا أن علماء الدين أثناء الحوار مع الآخرين ، بدلا من أن يتبعوا تعاليم القرآن الكريم ليكون الحوار له شكل حضاري يعتمد على مبدأ تبادل الآراء ، نجدهم هم أنفسهم بسبب إصرارهم التعصبي على الدفاع عن صحيح البخاري يُحولون الحوار إلى صراع يعتمد مبدأ تناقض الآراء ، فينتهي الحوار بدون أن يأتي بأي فائدة تساهم في تقدم المجتمع الإسلامي.

لهذا هنا لن ندخل بمثل هذا النوع من البحث لأنه لن يقنع علماء الدين مهما حاولنا ، ولكن سنحاول توضيح أهم مبدأ في صحة فهم النصوص الدينية والذي ذكره الله في قرآنه الكريم وذكره أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة ، والذي غاب تماما عن البخاري أثناء تأليف كتابه وغاب أيضا عن كل عالم ديني يدافع عن صحيح البخاري. ولكن قبل أن أبدأ بشرح هذا المبدأ ، أود أن أنوه أن الأدلة التي استخدمها لشرح هذا المبدأ هي أدلة معقدة قليلا وتحتاج إلى تركيز كبير في القراءة كونها تعتمد على لغة الأرقام ، ومن المعروف أن نسبة كبيرة من القراء لا يستسيغون المواضيع التي تتعلق بالأرقام والعمليات الحسابية ، ولكن هنا أعرضها ليقرأها العلماء المسلمون ليعلموا أن النصوص الدينية هي كلام الله وأنها تحتاج إلى علوم شاملة أرقى بكثير من تلك العلوم السطحية التي يستخدمها هؤلاء العلماء في دفاعهم عن صحيح البخاري .

الديانات السماوية الثلاث يطلق عليها ديانات إبراهيمية ، إذا تمعنا جيدا في سيرة حياة كل رسول ذكره الله في كتابه ، سنجد أن الله قد بعث معه نبيا يساعده . فموسى كان معه أخاه هارون ، وعيسى كان معه ابن خالته يحيى (عليهم الصلاة والسلام) . ونجد أيضا أن ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي كان الرسول الذي تنسب إليه هذه الديانات ، كان معه ابن أخيه لوط عليه الصلاة والسلام ، ونجد أيضا في الإسلام الذي هو آخر هذه الديانات ، أن فئة من المسلمين قد أعطوا علي ابن عم الرسول نفس مكانة الأنبياء المساعدين في الديانات الأخرى . فهل سلوك هؤلاء هو بشري أم وحي إلهي ؟ الجواب هو : وحي إلهي ، فالحديث الشريف يذكر( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ - وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ) . ولهذا وجب مع كل رسول أن يكون معه نبي يساعده ، فالرسول هو رمز العين اليمنى ، والنبي الذي معه هو رمز العين اليسرى . الشيء نفسه ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم وعلي عليه الصلاة والسلام . ولكن قبل نثبت ذلك ، دعونا نوضح الحكمة الإلهية في تصميم القرآن الكريم لتساعدنا في فهم هذا المبدأ .

سور القرآن الكريم تنقسم إلى قسمين : القسم الأول سوره تبدأ بكلمات لها معنى واضح كسورة الفاتحة مثلا ، والقسم الثاني سوره تبدأ بأحرف مقطعة غير مفهومة (ألم ، الر، كهعيص ، حم ....) كسورة البقرة التي تبدأ بالأحرف المقطعة (ألم) . بهذه الطريقة الحكمة الإلهية في تصميم القرآن قسمته إلى كتابين في كتاب واحد :

- الكتاب الأول يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ، وعدد سوره ٨٥ سورة . هذا الكتاب هو القسم الروحي للقرآن الكريم ، أي آيات العين اليمنى الروحية .وهو رمز لعين رسول الله صلى الله عليه وسلم . رسول الله هنا مثله مثل عيسى وموسى وابراهيم عليهم الصلاة والسلام، أخذوا دور عين المرأة عين الروح ، ولهذا نجد أن هذا الكتاب يبدأ بسورة الفاتحة والتي عنوانها يعني (المرأة الفاتحة) ، فكون حواء هي التي أغواها الشيطان أولا في الجنة ، لهذا أصبحت روح حواء هي المسؤول الأول عن هذا التصحيح ، فكل امرأة هي خليفة حواء على الأرض في تطوير التكوين الروحي للإنسانية ليصل إلى الكمال ، وكون المرأة في العصور الماضية كانت كائنا ضعيفا لهذا حل محلها الرسل ليأخذوا دورها في هذا التصحيح . لهذا يقول الله تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٤٠) الأحزاب} . المقصود بعبارة (أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) هو رمز للرؤية الروحية التي وضعها الله في النساء ، فالرؤية الروحية هنا تمثل الشعوب الشرقية والعلوم الإنسانية الروحية ، ولهذا ظهرت جميع الديانات العالمية في الشعوب الشرقية لأنها تمثل القسم الروحي للإنسانية ومنها إنتقلت لجميع شعوب العالم .

- الكتاب الثاني الذي تبدأ سوره بأحرف متقطعة ، يبدأ بسورة البقرة وينتهي بسورة القلم ،وعدد سوره ٢٩ سورة ، هذا الكتاب يمثل العين اليسرى وهو يمثل عين لوط وهارون ويحيى وعلي عليهم الصلاة السلام ، فهو رمز الرؤية المادية ، حيث الرؤية المادية تمثل الشعوب الغربية ، ولهذا نجد الشعوب الغربية قد ساهمت بشكل كبير في تطور العلوم المادية وخاصة في الفترة الأخيرة .

الله عز وجل أوحى لرسوله أن يذكر دور علي في الإسلام ، فنجد أن قبل وفاته بثلاثة أشهر ، في حديث الغدير يمسك بيد علي عليه السلام ويرفعها ويقول (... فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ....) ، بهذه الطريقة أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مكانة علي ودوره الحقيقي في تكوين الإسلام .

ربما لا يزال الأمر غامضا لكثير من القراء في استيعاب دور علي عليه السلام في الإسلام . لهذا سنحاول شرح الرموز الرقمية في الكتابين :

الرقم (٣٤٩٣) يشير أيضا إلى الرمزين (١٨، ٨١) بطريقة أخرى ، فهو مجموع الفترات الزمنية للكواكب الأولى الثلاثة عندما تدور (١٨٨١) مرة حول الشمس، فكوكب عطارد يحتاج إلى فترة زمنية تعادل (٤٥٣،٢) عام أرضي ليدور حول الشمس (١٨٨١) مرة ، وكوكب الزهرة يحتاج زمن (١١٥٧،٢) عام أرضي ، والأرض تحتاج إلى (١٨٨١) عام أرضي ، المجموع (٣٤٩٢) عام أرضي للكواكب الثلاثة ، وهو رقم مجموع آيات الكتاب الأول . شرح معنى هذا التطابق بين تصميم القرأن وتصميم الكواكب سيدخلنا في موضوع آخر ، ولكن ما يهمنا هنا هو التأكيد على وجود الرمز(١٨) والرمز (٨١) في القرآن الكريم ، فالرمز (١٨) شكله موجود في خطوط كف اليد اليمنى في الإنسان ، وكذلك شكل الرمز(٨١) موجود في اليد اليسرى . هذان الرمزان موجودان جنبا إلى جنب ، ويرمزان إلى التعاون بينهما كما يحدث في سلوك الإنسان حيث اليد اليسرى تعاون اليد اليمنى في تأدية أعمالها. وهذا هو دور الأنبياء في مساعدة الرسل في توحيد الأمة لتكوين مجتمع متجانس يحقق الحاجات الروحية لأفراد المجتمع .

علي عليه السلام كرمز في الإسلام له هذا الدور ، فهو يساهم في تحويل العلوم المادية لتأخذ شكلا مناسبا يسمح لها بالتعاون مع العلوم الروحية لفهم النصوص الدينية لتعمل على تكوين مجتمع إنساني متجانس (روحيا وماديا) .

الحكمة الإلهية أشارت إلى هذه العلاقة بين محمد صلى الله عليه وسلم وعلي عليه الصلاة والسلام ، في الآيه {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ .... (٦) الصف} ، ترتيب هذه السورة هو الرقم (٦١) ، فإذا وضعنا رقم الآية (٦) على يمين رقم ترتيب السورة سنحصل على الرقم (٦١٦) وهو عدد السنوات من ميلاد عيسى (٦ قبل الميلاد) وحتى عام بعثة الرسول (٦١٠) ميلادي . أما إذا وضعنا رقم الآية على يسار رقم ترتيب السورة سنحصل على الرقم (٦٦١) وهو عام وفاة علي عليه السلام في التقويم الميلادي. هذه الآية تؤكد على أن تكوين الدين الإسلامي كما أراد الله عز وجل بدأ ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانتهى بوفاة علي عليه السلام .

فإذا تمعنا في القيم الرقمية لأسم أحمد (٣٥٨) والقيمة الرقمية لأسم علي (٨٥٣) سنجد أن كل رقم هو نظير للرقم الثاني ، أي لهما نفس العلاقة بين الرقمين (١٨) و(٨١) . أي أن (أحمد) هو القسم اليميني للإسلام ، و(علي) هو القسم اليساري للإسلام . أو بمعنى أصح أن (أحمد) يرمز إلى الفص اليميني للدماغ وهو المسؤول عن الشعور الروحي ، أما (علي) فيرمز إلى الفص اليساري للدماغ وهو المسؤول عن التحليل المادي . فالقرآن والآحاديث الشريفة الصحيحة هي بمثابة معلومات روحية اوحى بها الله إلى رسوله (أحمد) ، ولكن حتى نفهم هذه المعلومات الروحية بمعناها الحقيقي نحتاج إلى من يستطيع تحليلها لُيحولها إلى صورة مادية يستطيع العقل البشري فهمها ، لهذا نجد موسى عليه الصلاة والسلام يطلب من الله أن يرسل معه أخاه هارون ليساعده في كلامه مع فرعون (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي) ، فهارون كان ردءاً يصدّق موسى في رسالته، أي أنه كان شريكاً لموسى في رسالته ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي»، لهذا في يوم الغدير بعد أن أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً عن إمامته بعده ، نجد بعد فترة قصيرة تنزل الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) . أي أن المعلومات الروحية المطلوبة للتطور الروحي للإنسانية قد إكتملت ، ودور علي عليه السلام هو بيان هذه المعلومات حتى يتم فهمها بمعناها الصحيح . ولهذا في القسم الأول من حديث الغدير يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " ثم قال :" وأهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي " ، فالمقصود بالثقلين هنا هما (القرآن والبيان) ، فالمسؤول عن البيان هو علي عليه السلام ونسله من فاطمة من بعده .

لهذا نجد أن اسم (محمد) يتألف من مقطعين : الأول (مح) وهي من فعل (محى) أي دوره محي الشوائب الشيطانية من التكوين الإنساني ، والثاني (مد) وتعني (مَدّ) أطال وزاد ، أي أن دوره أن يزيد التكوين الروحي بالصفات الحميدة . فأسم محمد يعني كمعنى (أحمد وعلي) حيث أحمد دوره زيادة المعلومات الروحية ، أما علي فدوره بيانها ليمحي الشوائب الشيطانية من التكوين الإنساني . لهذا كان أسم الشخص الذي سيرسله الله ليقتل أعور الدجال في آخر الزمان هو (المسيح) ومصدر هذا الأسم من كلمة (يمسح) أي يمحي او يحذف . ولهذا أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل و الانبياء لأنه أتى بجميع المعلومات الروحية لتتابع الإنسانية تطورها نحو الكمال . أما أقوال علي عليه السلام السلام وسلوكه فكانت بيانا لهذه المعلومات والتي انتقلت منه إلى أئمة أهل البيت في البداية ومن ثم إلى علماء المسلمين بشتى أنواع علومهم الذي ساهموا في ازدهار الحضارة الإسلامية.

إذا تمعنا جيدا في كتب الديانة المدرسية ، وإذا تمعنا في آراء علماء الدين في مذاهب السنة والجماعة ، سنجد أن النتيجة الأخيرة منها التي تدخل في العقل الباطني للطالب هي أن أفضل المسلمين بعد رسول صلى الله عليه وسلم يأتي ترتيبهم حسب ترتيب الخلفاء الراشدين ، أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان (رضوان الله عليهم جميعا) ثم يأتي بعدهم علي عليه السلام. أول سبب دفع علماء الدين في عدم فهم دور ومكانة علي عليه السلام في الإسلام هو كتاب صحيح البخاري . فمن يقرأ هذا الكتاب سيشعر في نهايته أن مكانة علي عليه السلام أقل من مكانة الخلفاء الراشدين الثلاثة وهذا الشعور هو الذي سيدخل في العقل الباطني لكل مسلم ليجعله يتوه في فهم النصوص الدينية ، وهذا ما حصل مع المسلمين منذ دخول الأمة الإسلامية في عصر الإنحطاط وحتى الآن . هذا الشعور يعارض تعاليم القرآن والآحاديث الشريفة وجميع الكتب المقدسة ، فهو يجعل من دين الإسلام دين أعور . فصحيح البخاري بمعنى رمزي وكأنه حذف من القرآن جميع السور التي تبدأ بأحرف مقطعة. فالقرآن بدون هذه السور هو كتاب أعور ، والله ليس بأعور . فهذه هي أكبر مشكلة يعاني منها صحيح البخاري لأنه جعل الدين الإسلامي دين أعور .

ففي صحيح البخاري الحديث رقم (٢٨٥٤) مثلا ، رواه عن عكرمة البربري { أنَّ عليًّا حرَّق قوماً ، فبلغ ابنَ عباس فقال : لو كنتُ أنا لم أحرِّقهم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال ( لا تُعذِّبوا بعذاب الله ) ولَقَتَلتُهم كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَن بدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ )} . إن وضع مثل هذه الأكاذيب عن علي عليه السلام ، هو ليس فقط خطأ في الإجتهاد ، بل هو مشابه تماما لتحريف مضمون آيات القرآن الكريم . لأن الله قد اختار عليا عليه السلام ليكون مساعدا لرسوله ولهذا وضعه من صغره في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ليشرف هو على تربيته ، فأن يأتي شخص كالبخاري وغيره ويروي مثل هذه الأكاذيب عن علي عليه السلام فهذا يعني وكأنه يتهم الرسول نفسه بأنه كان مربيا فاشلا (حاشاه ذلك). لأن عقاب الحرق بالنار فيه معنى الشرك بالله لأن الله وحده هو من معه الحق بمعاقبة الكافر بحرقه بالنار ، ومن المستحيل أن يفعل علي عليه السلام ذلك ، فمن له قليل من الإيمان والعلم سيعلم أن هذا الحدث مدسوس وهدفه الطعن في شخصية علي عليه السلام ، وكل مسلم يطعن بعلي عليه السلام يجعل الإسلام دينا أعور .

أيضا من عيوب صحيح البخاري أنه لم يذكر حديث واحد عن جعفر الصادق عليه السلام الإمام السادس من آل البيت ، والذي كان في زمانه أكبر شخصية عبقرية موجودة على سطح الأرض ، وكأن جعفر الصادق بالنسبة للبخاري كانت شخصية غير موجودة في الأمة الإسلامية ، رغم أن البخاري قد عاش في زمن كان لا يزال بعض تلامذة الإمام الصادق على قيد الحياة .

حديث الغدير الذي يسمى أيضا حديث الثقلين يُعتبر من أهم الآحاديث الشريفة رواه عدد كبير من الصحابة ، فهذا الحديث هو بمثابة وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين قبل وفاته كي لا يتوهوا في طريقهم . فهذا الحديث الشريف يؤكد على أهمية علوم علي وأئمة مدرسة آل البيت في فهم النصوص الدينية (القرآن والبيان) ، فهم الذين اختارهم الله لبيان آيات القرآن . ولكن ومع ذلك نجد أن البخاري لم يذكر هذا الحديث في كتابه . وكأنه حديث منكر رغم أنه كان أشهر حديث عند الصحابة والتابعين . فهل هذا صدفة ، أم علامة إلهية تبين لنا حقيقة صحيح البخاري ؟

صحيح البخاري بالنسبة لعلماء الدين اليوم يُعتبر أصح كتاب بعد القرآن ، في هذا الكتاب نشعر بإصرار البخاري في التقليل من مكانة علي وآل البيت (عليهم السلام) في نفوس المسلمين ، وهذا سبب كافي لأن يجعل الأمة الإسلامية أمة عوراء تخرج عن الصراط المستقيم ، لتتحول إلى أمة متخلفة ممزقة تتلاعب بها الأمم كما تشاء . والحديث الشريف يقول (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) ، بفضل صحيح البخاري اصبح دين محمد صلى الله عليه وسلم غريبا عن المسلمين .

الأدلة على دور علي عليه السلام كما ذكرتها قبل قليل عديدة جدا تحتاج إلى عشرات الصفحات لشرحها ، ولكن هنا إكتفيت بذكر القليل منها ليأخذ القارىء صورة عامة عن دور علي عليه السلام في تكوين الحضارة الإسلامية.

أرجو من القراء ألا يسيئوا الفهم ويظنوا أنني أدعو إلى مذهب الشيعة ، فالكثير من الشيعة قد استغلوا حب آل البيت لمصالحهم الشخصية والسياسية ، فكتبهم أيضا فيها كذلك من الأكاذيب ما تجعلهم هم أيضا في نفس طريق الضلال مع مسلمي السنة ، ولهذا الأمة الإسلامية بأكملها اليوم تسير من السيء نحو الأسوأ .هنا تكلمت عن صحيح البخاري لأن ٧٥% من المسلمين في العالم هم من السنة ... والله أعلم.

للمزيد من التفصيل أرجوا من القراء العودة إلى المقالات التالية :

الخاطرة ٣٠ : شيء عن الروح ، ٣٥ : الرمز الإلهي ، ٤١ : الكون الروحي ، ٨٠ : الإعجاز الرقمي في الكتب المقدسة ، ٨١ : معجزة هندسة المجموعة الشمسية ، ١٣٩ : حقيقة انشقاق الإسلام إلى سنة وشيعة ، ٢١٧ : ابن رشد الفيلسوف المظلوم الجزء ١٨ .

وسوم: العدد 914