حكم .. خواطر ... وعبر (128)

م. محمد حسن فقيه

1 – ربما ينعم الله عليك بصفقةٍ، بعد جهدٍ وصبرٍ ومشقةٍ، تعوض عليك خيبات وحسراتٍ، وآلام عمر وخسارات، وربما كانت بعض الصفقات بشكل صديقٍ صدوق.

2 – أعمالك: بضاعة تشتريها من متجر.

فاختر ما تكون: غذاءً لجسدك وروحك وعقلك، وحفظأً لجسمك وأهلك وولدك.

أو ما كانت ضرراً وسُمّاً لعقلك وجسمك وروحك، وعاراً على أولادك وأهلك وخلانك.

3 – بين الطيبة والسذاجة خيط دقيق، فلا تتجاوزه، فيسخر منك السفيه، ويستغلك النذل، ويتطاول عليك الأحمق.

4 – لا تصدق كل ما يحكى ولا تُسَلِّم بكل ما يقال، ولا تعتقد بالوسوسة ولا تكفر بالشك، ولا تنسف كل ما يصلك.

ولكن كن حصيفاً ذا فراسة، ومتزناً ذا حكمةٍ ودراية، تصل لأحكامٍ متزنة وقرارات سديدة.

5 – تواضع، فما ينقص من قدر لؤلؤةٍ كونها مخفية داخل محارةٍ في قعر البحر، وما يرفع شأن غبارٍ، أثارته عاصفة فتسلق فوق السحاب.

6 – لا تبالغوا بأفراحكم كثيراً، فالآلام والمصائب والأحزان ستطول الجميع.

7 – إن كنت عاجزاً عن رد الجميل لسوء الأوضاع وضيق الأحوال، فلا تكن متردداً بالشكر والثناء بلسان الحال.

8 – في مسيرة الطموح، كن على يقين، أنه لا يوجد على تاج الآمال: تاريخ نهاية الصلاحية.

9 – مؤلم جداً أن تتخذ قراراً صعباً وأنت على سفوح مجدك، وتغض الطرف فيه عن بعض كرامتك، أملاً أن تلبي نداءً قديماً لتسعد غيرك، يوم كنت عاجزاً عن فعل ذلك، فتقابل منه بالتجاهل والجحود والنكران!.

10 – يغدقون علينا بالحكم والنصائح لنسلك طريق النجاح ونبلغ قمم المجد والتفوق، وهم يحملون رواياتٍ وملاحم، من تجارب الفشل ومعاناة الإخفاق.

11 – من رقي الأخلاق وسمو الأصل، أن تكتشف خداع وضيع بدعوى الحاجة، مستغلاً عطفك وسعيك لمساعدة الآخرين، فتسامحه وأنت قادرٌ على مسحه من البسيطة.

12 – في خريف العمر، لا تفيد المغامرات، فإن نجحت لن تغير من حياتك شيئاً يذكر، وإن خابت وأخفقت، حطمت قلبك وأذلتك بقية عمرك.

13 – أقبح الظلم، عندما يرتدي المجرم عباءة المظلومية، وهو ينادي بإقامة العدل وإحقاق الحق، لينتقم من الأبرياء ، ويتاجر بدمائهم أمام جهلة أمته، ليبقى جاثماً على صدورهم، كزعيم ملهمٍ أو مرشدٍ روحي، منزهٍ ومقدسٍ عن الخطأ والزلل!!.

14 – تفاهة الكسالى: أن يطلبوا استراحة، بعد أن تعبوا من كثرة النوم والجلوس!.

15 – إذا أخفق قالوا: تجربة . وإذا نجح قالوا: متفوق موهوب!.

16 – ألم الخيبة: أن تتلقى طعنة في الظهر، من حارسك الذي اخترته من بين العشرات، وغذيته وأسقيته وألبسته وأسكنته، وأمَّنته على أسرارك وأولادك وحياتك.

17 – عندما يطلّ عليك القمر في غسق الليل، لينير لك الطريق، فليس من الحكمة أن تذكره بتعثرك يوم المحاق .

18 – حياتنا كتاب، وأيامنا صفحاته، ومظهرنا غلافه، وما تستوي صفحات الكتاب الذي تختاره، وقد لا تنسجم صفحاته: رسماً ولوناً وقيمةً ومعنىً مع بريق غلافه وجاذبيته، وشتان شتان بين كتابٍ وكتاب.

19 – التلميح والتورية في بعض الأمور تخلق اهتماماً وتبعث جاذبيةً في الطرف الآخر، أما الزمزمة والطلاسم والغموض والهالات المزيفة، فتحبط وتنفِّر.

20 – هل من العدل أن تحرم صيادي الدنيا، من أن يرموا شباكهم وخطاطيف صناراتهم في البحر، بعد أن علقت بصنارتك سمكة قرش ؟ !.    

وسوم: العدد 992