من ذوقيات المجالس و المناسبات

حشاني زغيدي

في فسحة المجالس يأخذنا الشوق لنسرح قليلا في لطائف المجالس و آدابها ، ننتقي من ذوق و أدب الإسلام معاني و قيم غاب سحرها في المجالس و الأندية و الأسمار، و لم يعد لها من أثر في واقع حياتنا .

بارد جلساءك بالسلام و التحية، فلتحية سحرها في المجلس، اجلس بروح ك لا بجسدك، فللمجالس روح خاصة، و اجذب بحضور تباشير وجهك و ابتسامك و مجاملات حديثك أصحاب المجلس.

و إن حطت رحالك مجالس القوم. فلا تعجل و اجلس حيث المكان الفارغ الغير محجوز لأحد، و لا تخصص لك مجلسا خاصا يميزك عن جلسائك، فنفوس الأحرار تكره التميز.

و لا تطلب من ندٌك أن يسدي لك خدمات خاصة، التي تعرف بخدمات الأقدار و المقامات، خصوصا إذا كنت بمقدورك خدمة نفسك، فمن العيب أن تطلبها في المناسبات أو المجالس من ندك و من نفس مقامك.

ما يجذب النفرة في المجالس النفوس الثقيلة ، صعبة الانجذاب في التواصل ، تلك النفوس التي تلبس ثوب الحداد و العزلة ؛ و المجالس يجملها الانبساط و التودد في غير انحلال أو خروج عن الذوق .

و من العوامل المؤثرة في المجالس و التي تعطيها سحرها؛ معرفة الأقدار في المجالس، و أن يكون للمجلس وقاره ، و أن يكون المجلس مكانا تدار فيه الحكمة و الرشاد ، و أن يحمل المجلس داخله القيم و الفضائل و خلال الرجولة من لباقة الكلام و عذوبة المنظف .

وسوم: العدد 996