حكم .. خواطر ... وعبر 133

م. محمد حسن فقيه

1 – لا تكثر من الاعتراض والاختلاف والمراء والجدال. في بعض الأحيان يغنيك عنها: التغافل والتجاهل أو الإعراض والانسحاب.. فكن حليماً .

2 – لا تتعلق بسمكة تعيش في الماء، ولا طائر يحلق في السماء، فإن نلت مرادك، فأنت في أحسن حالات عشقك، ستسجنه في قفصٍ صغيرٍ، أو حوض ماءٍ أكبر قليلاً، وتراقبه حتى يموت !.

3 – بعض الحمقى يتدخلون فيما لا يعنيهم، وبتفكير مسطح قاصر، كحجر جلمود مستدير، داخل إناء زجاجي كبير، محمول على ظهر بعير، يهرول به في منحدر خطير.

4 – المجاهر بالعمالة والخيانة، أسوأ من عاهرة تجاهر بالدعارة والشذوذ.

5 – ما من حديقة تغص بالورود، من كل الأشكال والروائح والألوان، إلا وتنبت في ظلها الأشواك، فلا تبتئس بما يفعل المجرمون.

6 - ما كل كسرٍ تم إصلاحه يبقى عيباً، فقد يلبَّس مقبض السيف المكسور بالذهب ويطعم باللؤلؤ.

بعض الإصلاح يكون أفضل من الأصل، يرفع قيمته ويزيد الطلب عليه.

7 – ما أضيق دنياه وأعيا عقله، ذاك الذي لا يجد لنفسه طريقاً، إلا أحد اختيارين:

لصاً ... أو فريسة !.

8 – الخفيف يطفو على السطح، ولا يسابق أحدٌ الدخان في ارتفاعه للأعلى، فكن ثقيلاً ترسو في الأعماق، ليبحث عنك الغواصون، ويدفع قيمتك المختصون أغلى الأثمان.

9 – مات كلب الأمير، فذهب الجميع يعزونه بمصابه الكبير، ولما انقلب عليه أخوه، هتفوا بسقوطه، ومزقوا صوره، وحيّوا العدالة، ورفعوا الأمير الجديد فوق الأكتاف.

10 – علماء السلاطين: سائسون يسرجون للطاغوت على ظهر بغلٍ روضوه له، ليضرب أعناق أهلهم بسيفه المسموم

11 – لو استفزوك وأغضبوك، انتبه أن تستبدل عقلك برجلك، وتضع الحذاء مكانه، ولو زينوه لك حتى ظننته تاجاً .

12 – الوطنية الزائفة: عندما تحشر في زريبة، ويضرب حولها سورٌ منيعٌ، ثم يوظفون عليها سائساً مجرماً ووضيعاً، فيقيد حريتك ويسلب قوتك ومالك، ثم يطلب منك أن تدافع عنه ساعة الآزفة.

13 – الخسيس الذي يتباهى بقرونه وهو يخالها تاجاً، لديه الاستعداد للجلوس على القرن نفسه إذا اقتضت مصلحته ذلك.

14 – الروح الرياضية: ليست للرياضيين ولا تسكن ملاعبهم، ما لم يتحلوا بالحلم وحسن التربية وسمو الأخلاق.

15 – دق مسمارك في أرضٍ صلبة بشكل مستقيم، ودعك من مسماري وشكله وثباته، فلعلك تجلس على أرض تموج من تحتك، وتنظر إليه من زاوية بعيدة منحرفة، أو من خلف زجاج مظللٍ ومموج .

16 – إذا نظرنا إلى الورود في الحديقة وضفاف الشوارع، يجذبنا إليها جمال مظهرها وألق ألوانها، فإذا قطفناها وشممناها بحثنا عن عبيرها وشذاها.

كذلك إذا جالست الناس وخالطتهم، لم تعبأ بمظهرهم، وبحثت عن رائحتهم:

صفاء الروح وسمو الأخلاق.

17 – الخلوة: ليست عزلة عن المجتمع ولا عقدة نفسية.

الخلوة: تطهير للروح من الأدران، وتنظيف للقلب من الران، وتنقية للنفس من الأحزان، وتصفية للفكر من التشويش والهذيان.

18 – إذا ساد بلاداً الترف، فقد آذنت على الأفول والتلف.

19 – أصعب أنواع الاشتياق، لعزيزِ فقدته ليس بعده تلاق، وذكره في نفسك منذ عهدِ طويلِ باق، ولا تعتقد أن بديلاً له بين الأحباب والأصدقاء والرفاق.

20 – سريعون على عجل، ننتظر الإشارة من بعيد، في الانعطاف والدوران والالتفاف، لتصنيف الناس من حولنا، ومغرقون في البطء والتمهل، لإعادة الثقة وتصويب المسار، إذا تبين لنا خطأ حكمنا في التصنيف والاعتبار.

وسوم: العدد 1004