أنا و الملحاح

حشاني زغيدي

في المناسبات العامة، و هي كثيرة، يحصل فيها اللقاء بين الحضور ، فيكون هناك تعارف عفوي بين الناس ، و قد تحصل المفارقات العجيبة عند بعض الطباع من البشر ، قد يسمى   هذا الطبع ، فضولية الملحاح ، حين يفرض على أحد الحضور تعارف قصري.

يقال لي أو لك : هل تعرف فلان؟ فتجيب بالصدق : لا أعرف فلانا .

فيجيبك ، كيف لا تعرفه بعصبية ، و هو يعرف أبوك فلان ، و يعرف أمك فلانة .

تقول: صحيح، لكني لا أعرفه، لا أعرف اسمه.

و يحصل هذا كثيرا، أن تجد الشخص يعرفك، لكن أنت لا تعرفه، و هو أمر ليس غريبا.

الغريب ؛ يظل الملحاح ، يحفر و يلح محاولا إرغامك معرفته   مرات عديدة، و يظل الشخص مشدودا في مكانه محبوسا ، فيفوته غرض المناسبة، و تذهب لذة و أريحية اللقاء.

يظل الزائر المسكين في تلك الورطة يبحث له عن مخرج سلس، يصرفه عن هذا الموقف المحرج.

يحصل كل هذا ؛ حين تغيب فنون مجاملات اللقاءات ،وحين يحصل الجهل بآداب المجالس، فتكون نتيجته مثل هذه التصرفات الثقيلة على النفس ،تصرفات تعكر صفو المجالس و النفوس .

و كان يكفي الملحاح أن يتجاوزها بأسلوبه للبق ،يتجاوزها بأسلوب تحصل معه الفائدة ، أن يقدم نفسه للزائر ، يعرف اسمه و مقامه و إقامته ؛ فيرفع بذلك الحرج و الإزعاج عن الزوار و الضيوف ، و من تم تحصل فائدة اللقاء و يحصل التعارف بسهولة بعد الاستئناس ، تتجاوب النفوس و تتوثق الروابط. بحسن التعامل و لطافة المنطق و عذوبة   الكلمات و أريحية التعامل .

وسوم: العدد 1013