حكم .. خواطر ... وعبر(139)

م. محمد حسن فقيه

1 – في العتمة ستبحث عن الشموع، وتعرف قيمة فضلها في الظلمة، فلا تنس وتفرط بالشموع في النهار، من أصدقاء الهدى ورفاق الدرب.

2 – السكون والركود والمهادنة: قد تعود عليك بالسلامة والأمان، ولكن إن كنت تفكر بطموحٍ، وتسعى للنجاح في مشاريعك الواعدة، فلا بد من المغامرة وركوب الأمواج مع الإعداد، متسلحاً بالعزيمة والإيمان والاجتهاد.

3 – الرجولة: أعمالٌ حميدةٌ تؤثر، لا يشترط عملها من بشر، ناهيك أن يقتصر ربط اسمها بذكر.

4 – يخجلوننا بطلبهم وإلحاحهم، ثم يأسروننا بلطف اهتمامهم ومتابعتهم، ثم يبهروننا بصدق تعلقهم وعمق مشاعرهم، ثم يرحلون بعيداً عنا دون سابق إنذار ولا عنوان، ويتركوننا معلقين نفكر فيهم، ولا نعرف طريقاً للوصول إليهم.

5 – إذا امتلأت النفس بالأحقاد والأضغان، وفاض القلب بالآثام والران، وانتقل البلاء إلى فحش القول وبذاءة اللسان، ترجم ذلك إلى أعمال مشينةٍ يشيب لهولها الولدان، فلا تسألن بعدها عن أصل وفصل ذلك الإنسان.

6 – الغضب: إثارة نارٍ موقدةٍ تحت قدرٍ عميقة، تحركها مغرفةٌ كبيرةٌ، فتطفو كل مكنوناتها إلى السطح، فإن ارتفعت حدة الغضب وخرجت عن السيطرة، فارت مياه القدر واندلقت، فأحرقت ما حولها.

7 – تضطرب الكلمات والأسرار في داخلنا، حتى يصل الأمر إلى التشويش والنخر في الرأس، فنهمُّ أن ندفع بها إلى الخارج، فنحسب عاقبة بوحها وخطر بثها، فتبقى عالقة في الحلق تتردد في النفس وتئز في العقل ... لا تخرج ولا تسكن.

8 - حب القلوب: يغفر الآثام والذنوب، ويغطي الزلات والعيوب، ويملأ بالدراهم الجيوب... وفاءً وعرفاناً للمحبوب.

9 – عندما يستمر خيرك على من حولك طويلاً، يظنه بعضهم فرضاً واجباً عليك، وإياك أن تقصر في أدائه مهما تغير حالك أو دارت عليك الأيام.

10 – لا تنصح: أحمق مغروراً مندفعاً، ولا وضيعاً تبوَّأَ منصباً رفيعاً، ولا خضراء دمن، وإن التفَّ حولها الأحمق والوضيع والمغرور.

11 – مع التيار تسترخي وتدفع بك الأمواج بعيداً، وضد تيار الأمواج تجدف طويلاً وينهك وينهدُّ جسمك وقد لا تتقدم إلا أمتاراً معدودة، لكنك تعلم أين تتجه ومتى ستصل، أما مع التيار فلا تعلم أين يسوقك الموج، وفي أي شلال هادر سيقذف بك، أو دوامة تبتلعك.

12 – إن لم تكن قادراً على رد الجميل، فلا يمنعك زيغ قلبك من الاعتراف به، فإن غلبك هواك فالصمت يَسَعُك، ولكن إياك أن تنكره، والأدهى أن تصفه بالقبح وتذمه.

13 – المعجبون: أحدهم يعاملك أخاً وصديقاٍ، وآخر يتخذك مثالاً وقدوة، وثالث يستخدمك مصعداً وسلماً، وغيرهم: يعتبرك وليمة وصَيداً، وبعضهم يضرب بسيفك، ويستغل اسمك فخاً وطُعماً.

14 – اختار بعض الناس أن يروا الدنيا من ثقب إبرة، ومع عنادهم في ذلك فإنهم يتحملون مغبة اختيارهم، ولكن أن يدخلوا الناس من ثقب إبرتهم، ويجبروهم للنظر من خلف عدساتهم الكالحة المظلمة، فذاك هو الجهل والتنطع والخراب.

15 – علوم الأخيار تبحث عن الإبداع في حلول المشاكل، وعلوم الأشرار تدأب في زرع المشاكل الخلاقة، وبث الفتن المستعصية.

16 – أموال الأشقياء تزين حياتهم البائسة بالمظاهر والأضواء، لكنها لا تمنحهم سعادة النفوس وطمأنينة القلوب، كأنهم المعذبون في النعيم!.

17 – وظلم ذوي القربى أنكى وأمضى، لأنهم يعرفون طباعك ونقاط ضعفك، وسيوفهم تلامس ظهرك.

18 – عند التعب والإرهاق والنعاس، فراش الأرض أهنأ من أسرّة الملوك في القصور.

19 – الخطأ من طبيعة البشر، ولكن من الغباء أن يتكرر، ومن الجهل الأكبر بعد ذلك أن يبرر، بحجة القضاء والقدر.

20 – يعيرونك ويزدرونك احتقاراً إن أخفقت، ويحسدونك ويحاربونك إن تفوقت ونجحت...

فحدد هدفك، وامض في طريقك، ولا تلتفت خلفك!.

وسوم: العدد 1026