سفينة الحياة

مصطفى الشيخ الأحمد
mustafa.alahmad38@gmail.com

بينما هوجالس على شاطيء البحر  يقلب دفتر ذكريات حب مضى 

مرة يضع نظره في الأرض ومرة يرفع رأسه ناظرا إلى البحر

 أمامه ليس بالبعيد زورق صيد صغير  ليس على متنه أحد   

أمواج خفيفة تجري مع نسمات الريح وفجأة بداء الزورق يغوص في الماء  

 أغلق دفتر ذكرياته  أصابته دهشة لما تراه عينه

يا هل ترى

أي عيب به حتى يغرق  وقليلا قليلا أختفى عن العيون 

 وبعد لحظات  من وسط البحر  

وإذ ماء أبيض كالجليد يرتفع عاليا حتى تشكلت عليه صورة إنسان 

 وحملته الأمواج بسرعة الى الشاطيء 

 من هول الرؤية أصاب العاشق أرتباك وقام يريد الابتعاد والهرب

 وإذ بصوت مجهول الجهة  أن لا تخف لك وعليك الأمان  

ولا تتعجب مما كان  بغرق الزورق في ثوان 

أني ملك البحر  كان زورق لا ينفع أن يركبه أثنان 

وعيوبه كثرت وفقد الأمان  أغرقته حتى لا يغرق معه إنسان 

 لكن العيب كثر في الأرض الأن   وفساد طال البحر و الجبال والقاع والوديان 

وسفينة الحياة عيوبها كثرت وإزدات التفرقة وعم التمييز بين بني الإنسان 

وعيوبها غطت جميل العنوان   لعيوبها تنظرون  وعن أنفسكم تبتعدون 

وانتم في خصام وللجمال معرضون

أصلحوا النفس حتى تبقى تنفع 

إن أختفى الضوء فسد المنبع 

إن لم تشعلوا النور لابد أن تغرق  

كل إنسان في بحر الحياة هو زورق 

 والعائلة زورق أكبر 

 والمجتمع أكبر وهكذا اكبر واكبر 

وهذا العالم سفينة على ظهرها تعيشون 

هي سفينتكم الكل وسطها يعيش  العاقل والجاهل  الصغير والكبير

 الغني والفقير المحب والشرير الكريم والبخيل 

الكل بها عنها مسئولون  

ما لو ثارالبحر بأمواج كالجبال

وسوم: العدد 644