مدارج

إيمان علي مكي

يتوق الإنسان الطموح لبلوغ القمم.. فيتدّرج في سيره من عالٍ إلى أعلى بشغفٍ وابتهاج، وكلما ارتقى وازداد علمًا ومعرفة تعمّقت رؤيته وتغيرت أبعاد العالم من حوله برُمتها، وكأنه يُبصرها بمنظارٍ مُختلف.. فيترجم الآيات الكونية التي تسلب العقول إلى دروسٍ غنية بالعبر، ويُسارع لمُحاربة الجهل ومُكافحة أوبئته الفتّاكة التي قد تنخر أركان المجتمع تجعله رُكامًا.

كذلك الأتقياء والزُهاد السالكين في دروب المعرفة الربانية، هم أكثر الناس حُباً للخير والوئام وأكثرهم حذرا من التلوث، وكلما جاهد أولئك الصفوة لبلوغ الدرجات العُلا ازدادت نفوسهم صفاءً ونضارة، وعلاها بهاء وضياء، فتترفع عن السفاسف، وتتحاشى الزلات، وتفرّ من الذنوب والمعاصي التي قد تنخرها فتوهن قواها وتجعلها هزيلة ركيكة لا تقوى على اقتحام الجِنان. 

وسوم: العدد 718