التهجير القسري في سورية وأثره على أهل السنّة فيها

فراس السقال

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد..

فإن المؤمن ممتحن، وإنّ الله U يمتحن أصفياءَهُ بامتحانات شتى، وتُعدّ الهجرة من أعظم أصناف الامتحان، حيث يصير العبد بعيدًا عن أهله ووطنه وذويه، ومن نشأ معهم وترعرع في أحضانهم، ولقد مضت سُنّة الله تعالى في أنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين أن معظمهم هاجروا من بلادهم ليجدوا بيئة مناسبة، فيكونوا أحرارًا بعبادتهم، يدعون إلى الله دون مُنغّصات وملاحقات وتبعات.

هذه هي الهجرة، فكيف إن كان الأمر أشدّ منها؟ كأن يُهجَّر المرء مجبرًا طريدًا، أو أن يدعى لأمر لا يناسبه، فإن فعله حاز الرضا من الـمُكْرِه، وإلا فلا بقاء له في وطنه، فجلّاده حاضر وسوطه مُسلط. وكل ذلك يجري بسيف الساسة ودستور السياسة الجوفاء، كما يعتقد المستبد "من ليس معنا فهو ضدنا" دون أي احترام للآراء.

وهذا التهجير نراه في العديد من الدول المسلمة عمومًا، والسنّية على وجه الخصوص، وقد رأينا ذلك في العراق واليمن، وها هو يَفحل في سورية، التي يعدّ أهل السنّة فيها السواد الأعظم، حيث يُشكّل المكوِّن السنيّ فيها أكثر من 76،1% من السكانلماذا يستهدف هذا التهجير أهل السنّة دون غيرهم؟

2-              ما هي الدول اللاعبة في المنطقة لإنجاز هذا التغير؟

3-              ما هي أهداف ومصالح هذه الدول من إزاحة المسلمين السنّة عن بلادهم؟

هذه الأسئلة دعتنا لنسلط الضوء على هذه الأفكار، وما يتبعها على الساحة السورية خلال الثورة السورية، ساعين في الإجابة عليها.

أهمية هذا الموضوع:

ما نراه في هذا العقد من تكالب القاصي والداني على السنّة في سورية، والعمل على إفراغها من أهلها، من خلال حملات التهجير الطائفي، وتعاون الشيعة مع قوى عظمى، جعل للبحث العلمي حول هذه القضية أهمية كبرى، يجب علينا عدم الغفلة عنها.

لقد بدأت هذه الفكرة تأخذ حيزًا من تفكيري بعدما رأيت الذين يقمعون المظاهرات السورية وفي أحياء دمشق تحديدًا عناصر غريبة عن بلادنا، حيث كانوا ضِخام الأجسام، يحلقون شعورهم، لحاهم طويلة، يضعون النظارات السوداء، بعضهم يلبس القمصان (تيشرت) والبناطيل السوداء، وبعضهم البنطال المموه (مارنز)، ويركبون سيارات سوداء ليس عليها لوحات رقمية، وكانت أسلحتهم غير التي نعرفها، فأسلحتنا كلها روسيّة الصنع.

في البداية حسبتهم من عناصر الساحل السوري (الشبّيحة) للشبه الكبير بينهم، وعندما اقتربت منهم سمعتهم يتخافتون بلهجة لبنانيّة، ثم قال أحدهم لصاحبه: إياك والكلام، عندها عرفت أنهم من عناصر حسن نصر اللهمفهوم التهجير القسري:

أ‌.       التهجير لغة: التهجير لغة: من (الهَجْرُ) ضد الوصل، وبابه نصر و(هِجْرَاناً) أيضًا، والاسم (الهِجْرَةُ). و(الـمُهَاجَرَة) من أرض إلى أرض ترك الأولى للثانية. و(التَّهَاجُرُ) التقاطع. و(الهَجْرُ) بالفتح أيضًا الهذيان وقد (هَجَرَ) المريض من باب نصر فهو (هَاجِر). والكلام (مَهْجُور) وبه فسر مجاهد وغيره قوله تعالى: {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} [الفرقان:30] أي باطلًا. و(الهَجْرُ) بالفتح و(الهَاجِرَة) و(الهَجِيْرُ) نصف النهار عند اشتداد الحر. و(التَّهْجِير) و(التَّهَجُّر) السير في الهاجرة. و(تَهَجَّرَ) فلان تشبه بالمهاجرين. وفي الحديث:«(هَاجِرُوا) ولا تَهَجَّرُوا». و(هَجَرٌ) بفتحتين اسم بلد مذكر مصروف. وفي المثل: كمبضع تمر إلى هَجَرٍ[4]. وتَهْجير (مفرد): مصدر هجَّرَ، هجَّرَ إلىوالتهجير اصطلاحًا هو: انتقال قسري بسبب صراعات داخلية، تدفع الأُسر والأفراد إلى مغادرة أماكن إقامتهم الأصلية، والتوجه إلى أماكن توفر لهم قدرًا أكبر من الأمن وشروط الاستقرارالتهجير بالمعنى السياسي: سياسة إكراه وتشريد وإرغام على مغادرة مسكن أو بلد، من جرَّاء حربٍ أو نزاعٍ مُسلَّح أو فتنة سياسيَّة "مخطّطات تهجيريَّة وتطهير عرقي"[8].

وقامت الصهيونية بتهجير أهل فلسطين (أصحاب الأرض والأملاك) من بيوتهم وأراضيهم في عام 1948 لتشردهم في هذا العالم، وما زالت عمليات التهجير إلى يومنا هذا، فأقيمت المخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان والأردن. فالصهيونية تهجّر يهود العالم من بيوتهم لتخلق لهم وطنًا محتلًا مغتصبًا وبنفس الوقت تُهجّر الفلسطينين من أوطانهم لتشردهم في بقاع الأرض.

ث‌.  مفهوم التهجير القسري في القانون الدولي: "ممارسة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية، أو مجموعات متعصبة اتجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية، بهدف إخلاء أراضٍ معينة، وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلًا عنها[10].

إجراءات مجلس الأمن إزاء التهجير القسري: من قرارات مجلس الأمن في القرار "1674" لعام 2006 حماية المدنيين في الصراعات المسلحة (الفقرة 12): يشير إلى حظر التهجير القسري للمدنيين في حالات الصراع المسلح، في ظل ظروف تشكل انتهاكًا لالتزامات الأطراف بموجب القانون الإنساني الدوليالفرق بين الهجرة والتهجير: من خلال تناولنا لمعنى كلمة تَهجير يتضح معنا الفرق بين كلمتي الهجرة والتهجير.

فالهجرة: من الممكن أن تكون اختيارية برغبة المهاجر، دون تَدخّل من جهة خارجية أخرى، وممكن أن تكون على سبيل الفرار من أي خطر يهدد حياة الإنسان ودينه وعرضه وماله ونسله.

أما التهجير فمبناها يدل على معناها، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى (هَجَرَ، هَجَّرَ)، فالـمُهَجَّر هو المعنى الآخر لكلمة هجرة، وهو من أُرغم على الهجرة دون اختيار منه، وتأتي بمعنى الطرد.

      طرق التهجير القسري:

لا يروق للأنظمة المستبدة أن تجد بينها من يعارضها، فهذا لا يتلاءم وفكرها، ولم تتناغم يومًا في تَقبّل الرأي المخالف، هذا دعا إلى احتكار كل شيء يدعم فكر المستبد ويمجّد سلطانه، فإن وجد رأسًا قد رُفع قام بزجه أو إبعاده بأي طريقة كانت، وهذا ما اتبعه رأس النظام السوري. وقد تختلف طرق التهجير بحسب أهداف النظام المبيّتة، فمن هذه الطرق:

1-              الاعتقالات التعسفية دون أي استثناءات أو حدود. فقد بلغ عدد المعتقلين 118829 شخصًا حتى آذار 2018.التجنيد الإجباري واعتقال الشباب على الحواجز. وقد وثّقت حقوق الإنسان أسماء الكثير من الشبان السوريين وتتراوح أعمارهم ما بين 25-35 سنة حالات اعتقال وسوقهم إلى التجنيد الإجباري في غالب المحافظاتإعادة التنظيم العمراني وإطلاق مشاريع كبرى: كما في حمص "مشروع حلم حمص" ويقضي بهدم حمص القديمة. وأيضًا ما جرى في كفرسوسة، وبساتين المزة، والقدم، وداريا وغيرهاإجبار السكان على بيع البيوت بأثمان زهيدة، وخاصة في دمشق القديمة، لتفريغها والاستيلاء عليها، وبالخصوص بيوت أبناء السنّةالقصف الوحشي وبكافة أنواع الأسلحة ومنها المحرّمة، مما يستدعي فرار الأهالي بحياتهم، وقد وثقت المنظمات الحقوقية الكثير من هذه الانتهاكات ومنها الهجمات بالأسلحة الكيماويةالتغيير الديموغرافي الذي تنتهجه سلطات النظام وحلفائه الإيرانية، في جميع مناطق السنّة، وذلك بتهجير السكان بشكل كامل، كما فعلت في داريا، ومعضمية الشام، ووادي بردى، وغيرها من المناطق المحررة التي كانت تسيطر عليها المعارضةالحصار الخانق المفروض على المناطق المحررة، وقطع جميع ضروريات الحياة عنهم، من (الكهرباء، الغذاء، الأدوية، الوقود والغاز، حليب الأطفال، الإنترنت وغير ذلك).

8-              منع المرضى الخارجين من مناطق الحصار للعلاج من العودة إلى مناطقهم[19].

 

      أهداف التهجير القسري في سورية والجهات القائمة عليه:

1-              أهداف التهجير:

أهداف التهجير السياسية: يسعى النظام للظهور بمظهر القوي والمنتصر في معاركه ضد أبناء شعبه، وذلك لتحقيق مكاسب سياسية يعرض فيها عضلاته أمام المجتمع الدولي، وما نراه يتجلى في بقاءه على كرسي الحكم، ولو بقي في البلد وحده، فمعياره الحفاظ على العاصمة، ولو هُجّر وشُرّد جميع أبناء بلده.

وينظر حلفاء النظام السوري بنفس النظرة والعقلية، فبقاء حكم الأسد بقاء لتحالفاتهم ومصالحهم، التي لن يحلموا أن يحصلوا عليها لو تغير رأس الحكم في سوريا، طبعًا من أهم تلك المصالح دوام أمن إسرائيل. ومن هؤلاء الحلفاء:

أ‌)       روسيا: حلمها الحضور في المياه الدافئة (البحر المتوسط) فقد خسر الاتحاد السوفيتي عدة مواطئ قدم من مصر إلى عدن، فليبيا والعراق وسورية، لم يبق حاليًا إلا سورية، وللخلاص من المجاهدين المنتشرين في بلاده، إضافة إلى تحقيق أهداف وغايات سياسية واقتصادية. ورسالة بأنها لا تتخلى عن حلفائها، وربما تكون رسالة اقتصادية لإعادة تلميع صورة السلاح الروسي وتسويقهإيران: لها مكاسب سياسية واستراتيجية وعسكرية وتحاول جاهدة إخفاء وجودها العسكري، أما الظاهر عيانًا أن لها ثقل وتواجد عسكري لا يُستهان بهحزب الله اللبناني: إن سياسة حزب الله في سورية مرتبطة بسياسة طهران، وأكد "حسن نصر الله" ذلك في الكثير من خطاباته المتلفزة[23].

وهكذا يتبين لنا أن كلًا من روسيا وإيران وحزب الله، يسعى لإتمام مكاسب سياسية في سورية، على حساب أرواح بريئة، تزهق كل ساعة، في سبيل إتمام هذه الصفقات المشبوهة، إضافة إلى عدم اهتمامهم بهؤلاء المهجرين ولا بأقدارهم، فمن ينظر إلى السياسة الحالية لا يكترث بدماء المشردين، فهي مداد لصفقات سياسية على أوراق التاريخ.

§       أهداف التهجير الاستعمارية: إن الدول الاستعمارية لا تحتاج أي تبرير لعدوانها، فكلا القطبين الاستعماريين الأمريكي والروسي، يسعى لتوسيع مستعمراته المباشرة وغير المباشرة في الشرق الأوسط.

فروسيا تحلم في كسر عظم أمريكا في سورية، بعد أن أبدت الدول العربية رغبتها في عودة الاستعمار بصورة جديدة، وبطرق غير مباشرة إلى الوطن العربي[25].

حتى المفاوضات بين المعارضة والنظام، فلا يتم الاتفاق على أي بند دون موافقة الدولة المستعمرة (روسيا)[27]

واليوم لا يوجد مكان في سورية (في مناطق سيطرة النظام) إلا ولإيران فيها قواعد عسكرية، بما فيها العاصمة دمشق. حجم القواعد العسكرية الإيرانية في سورية: نشرت صحيفة سبق السعودية فقالت: (أما القواعد الإيرانية في سورية فتشمل القاعدة الإيرانية في مطار دمشق الدولي، وهي المقر الرئيسي للحرس الثوري الإيراني، وبسيطرتها على المطار الدولي تمكنت من السيطرة على الإمدادات التي تصلها من إيران، وإمداد مختلف المناطق السورية بالمقاتلين الشيعة..)[29]. وهكذا نلاحظ أهداف تلك الدول في احتلال سورية، والسيطرة على خيراتها وثرواتها، وقد بانت عورتهم بأنهم ليسوا منقذين لهذه البلد من ويلات الحروب، بل هم مستعمرون حقيقيون بثوب المخلّص. §       أهداف التهجير الدينية: ساعدت سيطرة نظام الأسد على الحكم 1970 على التلاعب في مكونات هذا البلد، مع العلم أن عموم انتماءات الشعب السوري إلى الإسلام السنيّ، أم بقية الطوائف فكانت أقليات تتعايش مع أهل السنة بكل ودّ دون أي منغصّات. والأسد ينتمي إلى طائفة أقلّية حاقدة على الإسلام، ولكن مع ذلك لم يكن لهم شوكة ولا صوت حتى جاء الأسد إلى السلطة، فاختار خصوم أهل السنّة (وهم الشيعة) ليكونوا له حلفاء وداعمين، بالإضافة إلى بعض أهل السنّة الموالين للشيعة بشكل كبير وعلى رأسهم الشيخ "أحمد كفتارو" الذي عيّنه حافظ الأسد مفتي الجمهورية بعد ولائه ودعمه لسياسته وأفكاره، ومن هنا بدأ التقارب الإيراني السوري بالتوسع والتناغم.

وقد مهّد حافظ الأسد للشيعة في التوسع (دينيًّا) في سورية، فقد سهّل لهم بناء الحسينيات، والمراكز الثقافية في جميع أنحاء البلاد، حتى وصلت في عهد ابنه بشار حملات التشيع تدق أبواب السنّة في جميع المحافظات السورية. وقد نشطت هذه التوسعات التشيعية بعد حرب تموز بين حزب الله وإسرائيل.

أما عصر التشيع الذهبي فقد كان في بداية الثورة السورية، فبتدخل حزب الله في الوقوف إلى جانب الأسد في قمع المتظاهرين، بدأ الزحف الشيعي بكامل قواه إلى سورية، وعلى وجه الخصوص المركز دمشق. ولم يكتف أبناء إيران ونصر الله في الدعوة إلى التشيع، بل قاموا بشراء البيوت المحيطة بالجامع الأموي داخل سور القلعة، وحول مسجد السيدة رقية (في حي العمارة والشاغور وباب توما) وبأسعار زهيدة، فقاموا بإجبار السكان وبشتى الطرق (بدعم من أجهزة الأمن) على البيعالجهات القائمة على التهجير القسري في سوريا:

A. النظام السوري: هو المستفيد الأول من عملية التهجير، فقد قال بشار الأسد: إن "الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره، بل لمن يدافع عنه ويحميه"، مشيدًا بدعم إيران وحزب الله بالقول: "إخوتنا الأوفياء بالمقاومة اللبنانية امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش، وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي"الأمم المتحدة: فقد لعبت دورًا سلبيًا في حملات التهجير القسري 2013، ففي صحيفة الغارديان نشرت تحقيقًا يكشف عما يمكن اعتباره تواطؤ من الأمم المتحدة في دعم نظام الأسد. إضافة إلى تقديمها مساعدات بملايين الدولارات لنظام بشار الأسد من خلال برامج المساعدات الإنسانية لمتضرري الحربالولايات المتحدة الأمريكية: شجعت سياستها في سورية وبطريقة غير مباشرة في جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي، من خلال تأجيج الطائفية والعرقية، فواشنطن تدخلت بشكل مباشر وجيّشت العالم من أجل مدينة عين العرب كوباني في حين لم تحرك ساكنًا وهي تشهد تدميرًا شاملًا لقرى ومدن سورية تسكنها غالبية عربية سنيّة. وفي تقرير بعنوان "لم يكن لنا مكان آخر نذهب إليه" لمنظمة العفو الدولية صدر 2015، كشف عن عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل والتي تُعد بمثابة جرائم حرب نفذتها قوات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (المدعومة من أمريكا) والذي سيطر على المنطقةروسيا: كان دورها في جريمة التهجير القسري في سورية واضحًا. بدأ بالتحريض الطائفي (والذي يشكل بذرة السوء للتهجير القسري) فصرح لافروف في 2012 بأن روسيا لن تسمح بقيام حكم سنيّ في سورية. ثم جاء التدخل العسكري الروسي السافر والعنيف في 2015، واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة لتخير المحاصرين السوريين بين الإفناء أو التهجيرإيران: يبدو جليًا من ممارسات إيران في توطين الشيعة، كالمناطق المتاخمة للشريط الحدودي اللبناني يظهر توسعات إيران وحزب الله والميليشيات العراقية، وخاصة في احتلالها الزبداني وداريا والغوطة والجنوب الدمشقي وفي حمص، والآن في قلب دمشق القديمة ومنطقة المزة، كل ذلك يدل على أن إيران لها مصالح وأهداف من التهجير القسري في سورية.

وهكذا تتضح لدينا الجهات الساعية بكل طاقاتها لرفع نسب التهجير من سورية، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وبشتى الوسائل المتاحة، ففي كل يوم تظهر جهة جديدة تزيد في نكبة الشعب السوري الذي يضحي بكل ما يملك ليحصل على حريته وكرامته.

 

ثانيًا: آثار التهجير القسري في سورية

S     الآثار النفسية:

كما أن البعر يدل على البعير، والأثر يدل على المسير، أيضًا فإن آلام وأمراض المهجّرين تدل على سببها ألا وهو التهجير، وقد تذهب الكثير من الآثار فتذوب وتختفي بفعل الزمن، أما آثار التهجير والإبعاد والطرد فلا تفارق المهجّر السقيم، إلا بمفارقة الروح الجسد أو بعودته لوطنه. ومن هذه الآثار آثار مرضيّة نفسيّة، قال فيها "الدكتور فيكرام باتل": (يبتعد آلاف الأشخاص عن بيوتهم، هربًا من الحرب أو الاضطهاد أو المجاعة، وهؤلاء نسميهم اللاجئين أو النازحين أو المهجرين، أي الأشخاص الذين أُجبروا على ترك منازلهم في محاولة لإنقاذ حياتهم)[36].

وهكذا يعاني المهجّر من الأمراض النفسية، جَراء بُعده عن أهله ووطنه ودياره، إضافة إلى عبء البحث عن السلامة والحاجات الأساسية لحياته وحياة من يعول، فهي من مهمات الصحة النفسية للاجئين.

ومن أهم المشكلات النفسية التي يعاني منها اللاجئون، كما يقول الدكتور فيكرام باتل:

الحزن والحداد: فخسارة الممتلكات هي مفاجأة رهيبة للأشخاص لاسيما الفقراء منهم، فضلاً عن خسارة الأهل والأقارب والأصدقاء. التعرض للعنف المرعب: فعدد كبير من اللاجئين قد تعرض وشهد أحداثًا مروعة. الإصابات أو الأمراض الجسدية: فهذه الأمراض قد يكون لها أثر كبير على الصحة النفسية. العيش في بيئة خالية من شبكات الدعم الاجتماعي: فغالبًا ما تكون مخيمات اللاجئين أمكنة حزينة، والمنشآت الصحية فيها مكتظة وفقيرة، وقد يتواجد في المسكن نفسه أشخاص من مجتمعات مختلفة.

ويتابع الدكتور فيكرام: (أما أكثر الأمراض شيوعًا بين المهجرين فهي الاكتئاب والضغط الناتج عن صدمة، وقد يشكو الشخص عادة من صعوبة النوم، والكوابيس والشعور بالخوف والتعب، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، والشعور بالرغبة في الانتحار. ومن الأعراض الواردة والأقل شيوعًا أن يصبح بعض الأشخاص كثير الاضطراب ويتصرف بطريقة غريبة)[38].

وهكذا نرى أن مشاهد الأسى للمهجرين، وحنينهم للماضي لا تخلو من مخيلتهم، ولا تغادر تفكيرهم، وحبهم لأهلهم وأرضهم يجعلهم لا تروق لهم هذه الحياة، فلا يهنئ لهم عيش إلا برجوعهم لما اعتادوه وألفوه.

وبعد تجربتي المريرة مع الاعتقال وما عانيته ومن السفر والبعد عن الأهل والوطن، أجد نفسي مثالًا حيًا لما تحدث عنه الدكتور فرام، فإن كثيرًا مما ذكر من الأمراض لا تغادرني، ولا أستطيع نسيانها، ولولا إيماني بقضاء الله وقدره لكنت من عداد مصحّات الأمراض النفسية، فرحمة ربي أدركتني فله الشكر وله الحمد.

S     الآثار الاجتماعية:

إن حياة الإنسان تتمثل بمجتمعه الذي ترعرع فيه بين أهله وعشيرته وأحبائه، وفقدان هذه الثروة تزعزع كيان ذلك المجتمع، فلا يبقى مجتمع ولا تبقى حياة جماعية تفاعلية، فالناس شُردوا، ومات واعتقل وجرح مئات الآلاف، واغتُصبت الدور وبُدلت الأرض، وهكذا تفككت الأسر واغتيلت الجماعة، وبدأ الأفراد بإنشاء حياة جديدة معجونة بالأسى، خالية من الروح، ولا يوجد بينها وبين جديدها أي تناغم أوعوامل مشتركة تجمعهم.

وإن مما قرأته من مخلفات ونتائج التهجير القسري،بعض هذه الآثار الاجتماعية للدكتور فيكرام باتل:

1-              العزلة الاجتماعية والشعور بالغربة.

2-              الإقامة ضمن شروط معيشية غير ملائمة.

3-              فقدان موارد الرزق.

4-              انتشار البطالة وتفشي اللصوصية والاحتيال.

5-              تدهور خدمات التعليم والصحة.اختلاف الثقافات واللغة والعادات.

7-              تباين نظرة المجتمعات الأخرى (المضيفة أو الـمُساعِدَة) للمُهَجّر.

8-              تفكك الأسر وتناثر الأفراد.

9-              ذوبان بعض الشخصيات والأخلاقيات في المجتمعات الغربية.

10-         ضعف الوازع الإيماني لدى بعض المهجرين يكون سببًا في تغيير دينه.

11-         التهجير عامل أساسي في بناء مجتمعات جديدة محتلة على أنقاضمجتمعات المهجرين أصحاب الحق.

12-         ومن آثاره أنه يولد لدى المهجرين دافعًا قويًا للانتقام والثأر ممن طردوهم واغتصبوا أرضهم، مما يجعل العداوة بين المجتمعات قائمة لا زوال لها، إلا بإفشاء العدالة.

وهكذا يتبين لدينا أن التهجير القسري له آثار اجتماعية وخيمة في حياة المجتمعات والأفراد، فهو يؤدي إلى تدمير أمة بأسرها وضياعها، ونشوء مجتمعات على أنقاض أصحاب الحق حيث لا عدالة ولا سلام ولا آمان في عالم ينشد السلام لجماعات دون جماعات أخرى، فازدواجية المعايير تلاحق المهجرين فتنتزعهم من دورهم وأرضهم، وتفرضهم على مجتمعات جديدة.

S     الآثار الطائفية:

إن مشكلة الطائفية وانتشارها في سورية ليس وليدة الساعة، بل قديمة، منذ وصول الأسد للسلطة1970، وأهل الشام جميعًا يدركون كيف بدأت بتسويد الطائفة النصيرية، حيث اقتصرت المراكز والقيادات في الجيش والأمن والمراكز السلطوية على أبناء الطائفة النصيرية، وأخذت تمتد وتنتشر مع سكوت أبناء السنّة، أو كبتهم وقمعهم، أو تحالف البعض مع النظام.

وازداد زحف النصيرين من الساحل إلى دمشق، فصار لهم تجمعات سكانية خاصة بهم في المزة 86، وعش الورور، والديماس، والسومرية، وحول المناطق العسكرية، والنقاط الأمنية، بل انتشرت (المساكن الراقية) لضباط الأمن الكبار في المزة أوتوستراد ويعفور. وهكذا بدأت الطائفية تكبر يومًا بعد يوم[41].

وضحت العلاقات الطائفية بين الفريقين بالتحالفات العسكرية، حين وقف الأسد مع إيران ضد العراق، ودعم حزب الله في حرب تموز عسكريًا ولوجستيًا، بل وفتح حدوده في وجه الفارين من ويلات الحرب في لبنان.

وجاء دور الطائفيين الأُخر لرد جميل صنيع الأسد، فكان الجو مواتيًا في نظرهم في المشاركة في قتل النظام لشعبه، فكان دخول أفراد حزب الله في بداية الثورة (ولم تكن وقتها أي مظاهر عسكرة أو تسليح للثورة فقد كانت سلمية بحتة).

لم يحسب الأسد النتائج بعد طلبه العون من الشيعة، ولم يدرك حجم تدخلهم، ولم يعلم أنه بطلبه هذا سيكون قد أباح البلاد لهم. وبدخول ميليشيات وعصائب وأحزاب شيعية مستقدمة من العراق واليمن وإيران وأفغانستان ولبنان وغيرها خرج الأمر من يد الأسد، فلم يعد يسيطر على أي أمر في بلده.

والآن ما نراه من تمدد شيعي كبير في كل البلاد التي يحكمها النظام، يدل على أهدافهم المبيّتة من هجمة شرسة على دول المنطقة تطيح بأهل السنّة جميعًا، لنشر فكرهم وقوميتهم الفارسية.

 

من ممارسات النظام والشيعة الطائفية في سوريةشراء الأراضي وهدم المباني، وهذا ما رأيناه حول السفارة الإيرانية في المزة خلف مشفى الرازي، فقد هُجر 125 ألف نسمة، إضافة إلى شراء بيوت في أحياء دمشقية عريقة، كالعمارة والشاغور والصالحية، وجعلها مقرات لميليشيات أبي الفضل العباس.

2)    حرق السجلات والنفوس: وذلك لطمس أصول حقوق أهل السنّة، واستبدالها بملكيات للشيعة والنصيرينتوطين الشيعة الإيرانيين والعراقيين ولبنانيين في دمشق، وتجنيسهم الجنسية السورية. 4)    احتلال الجامع الأموي في قلب دمشق، وعقد حلقات اللطم والعويل وسب الصحابة الكرام في باحات المسجد6-660x330.jpg

صورة رقم (1)

hqdefault.jpg

صورة رقم (2)

5)    تنظيم مسيرات فاطمية وحسينية لأطفال سوريين يشيعونهم، ثم يُحمّلونهم أعلام حزب الله، ورايات طائفية، يجولون بهم أحياء وأسواق دمشق القديمةimagesebhnil2q.jpg

الصورة رقم (3)

انتشار صور لحسن نصر الله، وخامنئي، وللآئمةالشيعة، إضافة إلى الهتافات والتلبيات الشيعية في أسواق دمشق.7)    إنشاء الحسينيات داخل سور القلعة في دمشقانتشار اللجان الأمنية ونقاط التفتيش الشيعية في العاصمة، وممارساتهم السيئة على الحواجز لأبناء دمشق من أهل السنة12.jpg

الصورة رقم (4)

استغلال حالة فقر سكان دمشق وضيوفهم (والمهجّرين) وتشييعهم مقابل مبالغ زهيدة. تفريغ مناطق بأكملها من أهلها، وسيطرة الشيعة عليها، كالقصير وحمص والزبداني وداريا والمعضمية وحلب ومؤخرًا يعزمون على الغوطة الشرقية والقلمون ويلدا وببيلا جنوب دمشق. المجازر الواسعة التي طالت مناطق السنة حصرًا، وفي كافة أرجاء سورية.

أهداف كلا الفريقين (النصيرية والصفوية):

فالطائفيّة الشيعيّة الصفوية التي اجتاحت بلادًا إسلامية وعربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين) هدفها:

-       نشر التشيع في هذه البلاد.

-       تحقيق حلمهم في بناء الإمبراطورية الصفوية.

-       قتل أهل السنّة وإبادتهم، أو تهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.

-       إنهاء الوجود العربي، ولو على حساب دينهم، فقوميتهم أقوى لديهم من دينهم.

أما الطائفية النصيرية التي احتلت سورية من خمسين سنة فنكّلت بأهل السنة أشد التنكيل، فهدفها تقوية طائفتها الضعيفة بشتى الوسائل، وأقرب طريقة وجدتها توحيد مصالحها مع إيران، فاتفقوا على هدف واحد، وهو اجتثاث أهل السنّة.

علمًا أن الشيعة يُكفّرون النصيرية، وأظنهم (أي الشيعة) لن يقصّروا في قتل النصيرية وإبادتهم، ولكن سيأتي دورهم بانتهاء مهمتهم، وليس هذا موضوع بحثنا الآن.

وهكذا يبدو لنا من المشهد السوري، فكر النصيرية وحلفائهم الشيعة، في إزالة الأثر الإسلامي السنيّ في سورية (بل وفي كل العالم الإسلامي)، فلم يوفّروا جهدًا أو طريقة إلا واستخدموها، لاحتلال أرض أهل الشام السنّة، ونهب خيراتهم، وبناء مستعمراتهم، وإنشاء امبراطوريتهم الصفوية التي يحلمون بها.

النتائج والتوصيات:

بعد هذا السرد لواقع التهجير في سورية، وبعد هذه الدراسة التفصيلية، نستطيع تدوين بعض النتائج التي توصلنا إليها:

1-               التهجير الذي يتعرض له شعب بأكمله ليس تهجيرًا عبثيًا، بل هو طرد مدبر ومدروس.

2-               التهجير القسري قد أدانته جميع الأنظمة الدولية، والمنظمات الحقوقية، والقوانين الوضعية.

3-               تنوعت طرق الإجرام في سورية، حتى أجبرت أهلها لترك كل شيء، والنجاة بأنفسهم ودينهم وأعراضهم وكرامتهم.

4-               أهداف التهجير هي أهداف استعمارية لاحتلال البلد ونهب خيراته، وأهداف سياسية لإنشاء تحالفات سياسية، وأهداف دينية طائفية تمثلت برغبة إيرانية في إنشاء دولتها الصفوية الفارسية، والهيمنة على الشرق الأوسط.

5-               أن اللاعبين البارزين في سورية والذين لهم دور مهم في التهجير، تنكشف هويتهم كل يوم، وتظهر عورتهم من خلال خذلهم الشعب المظلوم، وركونهم لمصالحهم الفاشية، ومن هؤلاء: (الأمم المتحدة، النظام السوري، إيران وحزب الله، أمريكا، روسيا).

6-               من آثار التهجير على أبنائنا وأمتنا: آثار نفسية جعلت أبناء شعبنا بحاجة لعلاج نفسي وإعادة تأهيل، وآثار اجتماعية جعلت الجماعات أفرادًا، فشردت الأسر وأفسدت الناس وغيرت ثقافتهم وأخلاقهم، وآثار طائفية فتفشى المرض الصفوي بين أبناء الشعب السوري، وبدأت الشيعة بردم آثار السنّة، وهدم تاريخنا في بلادنا من خلال محو ذكرنا وتزييف الحقائق.

7-               الفرق بين المحتل الصهيوني والمحتل النصيري: اليهود هجّروا أبناء فلسطين (أصحاب الأرض)، بالمقابل وطّنوا شعبهم وأتوا بهم من كل بقاع الشتات. وعلى العكس تمامًا فإن النظام النصيري هجّر أبناء وطنه (أصحاب الديار) وشتتهم في كل بقاع العالم، واستقدم الشيعة المحتلين فوطّنهم مكان أهله.

8-               ما نريده من جميع المحاكم والمنظمات والهيئات الدولية والقضائية والقانونية، أن تسلّط الضوء على قضيتنا السورية، وأن تقف موقفًا مشرّفًا في وجه ظالم تقف معه كبرى الدول، لمآرب ومصالح ومكاسب سياسية هزيلة وهشّة بالنسبة لقضية الإنسانية والعدالة والحرية والكرامة.

 

 

 

 

 

 

 

وأخيراً ..

هذا ما سعى له النظام السوري، بتحالفٍ سيء الصيت ضد أهله وشعبه، فلم يكتفِ بظلم شعبه وقتلهم، بل أخرج كل أساليب الإجرام والحقد، فأفرغه على شعب طيّب مسالم، أراد يومًا أن يكون حرًا كريمًا، فهجّره من وطنه، واستلب أملاكه، وصادر حقوقه، وجاء بالعدو الإيراني الحاقد، الذي صب حقّده الدفين على أهل السنّة، طمعًا في إنشاء إمبرطوريته المزعومة، وقد شاركه في حلمه المشؤوم الروس، الذين احتلوا البلاد وقرارتها، وقد جعلوا عاليها سافلها، طمعًا بخيراتها الوفيرة.

أما المهجّرين العزّل فقد ساحوا في بلاد الله الواسعة، ليس لهم إلا الله، فقد حملوا همومًا تفوق أعمارهم، وورثوا آثارًا فتّت في نفوسهم وأفكارهم وثقافتهم وحضارتهم، فتغير كل شيء لديهم، إلا شيئًا واحدًا ألا وهو أملهم بنصر الله وحريتهم. أرجو الله أن أكون قد أجبت عن تلك الأسئلة، ووضعت النقاط على الحروف، وأوضحت تلك الخفايا، والله غالب على أمره.

 

والحمد لله رب العالمين

 فراس رياض السقال

 الثلاثاء 7/رمضان/1439ه

 22/5/2018م

 تركيا

المصادر والمراجع :

1-               4دول تحتفظ بقوات وقواعد عسكرية في سوريا، صحيفة سبق السعودية، 24/اكتوبر/2016

2-               الأمم المتحدة ، مجلس الأمن ، القرار 1674/عام2006 في جلسته 5430، نيسان

3-               التغيير الديمغرافي والطريق إلى سورية المفيدة"، مقال، غازي دحمان، موقع معهد العالم للدراسات، 31/اكتوبر/2016

4-               التغيير الديموغرافي في سورية (التهجير القسري) في ظل الثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، مؤسسة جسور للدراسات، 2016

5-               التهجير القسري فيسورية السياسات الأدوات والتبعاتياسر سعد الدين مركز أمية للبحوث20/1/2017موقع الراصد28/يناير/2017.

6-               دعوة الاستعمار للعودة والمفاضلة بين المستعمرين"، مقال، لبيب القمحاوي، جريدة الشروق 9/فبراير/2017

7-               الدور الإيراني في سوريا الأهداف والدوافع (تقرير مترجم)" أحمد حسين الشيمي، موقع الألوكة، 31/12/2012

8-               روسيا في سوريا الأهداف والقدرات والنتائج، مقال، لهشام جابر، موقع قناة الجزيرة، 10/10/2015م

9-               سوريا والمفرقة الروسية الإيرانية" مقال، إياد الجعفري، جريدة المدن / بيروت 1/1/2017م

10-           الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إحصائية 1/2/2017 .

11-           صحيفة إسبانية تكشف القواعد الإيرانية السرية بسوريا، تقرير، موقع عربي21 ، 2/اكتوبر/2016م

12-           طريقة جديدة للتهجير القسري مرضى مضايا المخرجون ممنوعون من العودة"، تقرير، المركز الصحفي السوري spc، 9/اكتوبر/2016.

13-           عبد الله نظام أبرز أذرع إيران في دمشق يشتري عقارات لصالح إيران، تقرير، موقع السورية نت، 15/أيلول/2015

14-           علاقات حزب الله في سوريا وإيران"مقال، لـ ماثيو ليفت، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، شباط 2013

15-           القاموس الفقهي لسدي أبو جيب، ط2/1988، دار الفكر.

16-           كتاب الصحة النفسية للجميع، الدكتور فيكرام باتل، ص205/ ط 1 العربية معدلة، الناشر ورشة الموارد العربية، بيروت.

17-           كوارث إيران في سوريا، مقال، سالم الكتبي، صحيفة العرب ، 3/1/2017، العدد 10501، ص8

18-           مجلة الاتحاد، الإمارات، د.رياض نعسان أغا، "التهجير القسري في سوريا" 2/سبتمبر/2016م

19-           مختار الصحاح، للرازي، ط5/1999،المكتبة العصرية بيروت.

20-           مركز الشرق العربي (التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في سوريا تحت غطاء الأمم المتحدة) الائتلاف الوطني السوري 6/9/2016

21-           معجم اللغة العربية المعاصرة، د.أحمد مختار عبد الحميد عمر، عالم الكتب/ط1.

22-           مفهوم التهجير القسري في القانون الدولي"مقال، لعادل عامر، موقع ديوان العرب، نوفمبر /2014.

23-           مهمة حزب الله في سوريا"، مقالة، ماري كوسترز (لوموند ديبلو ماتيك) ترجمة "عبد الرحمن الحسيني"، جريدة الغد، 16/4/2016

24-           موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، د.عبد الوهاب المسيري، المكتبة الشاملة.

[2]في ذلك الوقت كنت فذاهباً إلى جامع الحسن في حي الميدان في يوم الجمعة.

[4] انظر: القاموس الفقهي لسدي أبو جيب ، ج1/ص365، ط2/1988، دار الفكر.

[6]انظر:كتاب الصحة النفسية للجميع، الدكتور فيكرام باتل، ص205/ ط 1 العربية معدلة، الناشر ورشة الموارد العربية، بيروت.

[8] انظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، د.عبد الوهاب المسيري، ج19/ص203، المكتبة الشاملة.

[10] انظر: مركز الشرق العربي (التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في سوريا تحت غطاء الأمم المتحدة) الائتلاف الوطني السوري 6/9/2016.

[12] انظر: المرجع السابق.

[14]انظر:"التهجير القسري في سوريا السياسات الأدوات والتبعات"، د.ياسر سعد الدين، مركز أمية للبحوث 20/1/2017، موقع الراصد.

[16] انظر: موقع الجزيرة نقلاً عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

[18] انظر: تقرير"طريقة جديدة للتهجير القسري مرضى مضايا المخرجون ممنوعون من العودة"، المركز الصحفي السوري spc، 9/اكتوبر/2016.

[20] انظر: مقالة"روسيا في سوريا الأهداف والقدرات والنتائج" لهشام جابر، موقع الجزيرة ، 10/10/2015م

[22]انظر: مقالة" مهمة حزب الله في سوريا" ماري كوسترز (لوموند ديبلو ماتيك) ترجمة "عبد الرحمن الحسيني"، جريدة الغد، 16/4/2016

[23] انظر: مقالة"علاقات حزب الله في سوريا وإيران" لـ ماثيو ليفت ، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، شباط 2013

 [25]انظر: مقالة"روسيا في سوريا الأهداف والقدرات والنتائج" لهشام جابر، موقع الجزيرة ، 10/10/2015م

 [27]انظر: مقال "كوارث إيران في سوريا" سالم الكتبي، صحيفة العرب ، 3/1/2017، العدد 10501، ص8

[29]انظر: تقرير (صحيفة إسبانية تكشف القواعد الإيرانية السرية بسوريا) موقع عربي21 ، 2/اكتوبر/2016م

[30]انظر: مركز الشرق العربي، (التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في سوريا تحت غطاء الأمم المتحدة)، الائتلاف السوري 6/9/2016

[32] انظر: المرجع السابق.

[34]انظر: المرجع السابق.

[36] انظر: المرجع السابق.

[38] انظر: المرجع السابق ص 205

[40] انظر: التغيير الديموغرافي في سوريا (التهجير القسري) في ظل الثورة السورية، د عبد المنعم زين الدين، مؤسسة جسور للدراسات، 2016

[42] انظر: المرجع السابق.

[44] انظر: الصورة رقم (1) وصورة رقم (2)

[46] انظر: تقرير السورية نت (عبد الله نظام أبرز أذرع إيران في دمشق يشتري عقارات لصالح إيران) 15/أيلول/2015

[47] انظر: الصورة رقم (4)

وسوم: العدد 784