وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ…

بالرغم من فوز العدالة والتنمية بأغلب الولايات التركية إلا أننا لم نكن سعداء ففوز المعارضة بولايتي اسطنبول وأنقرة أزعج محبي أردوغان وحزبه، ولكن بقليل من التأمل سندرك أن في ذلك خير وإن كرهناه، فالمعارضة التركية ستعتبر أن ما حصلت عليه مكسب يجب المحافظة عليه على أمل الفوز في الانتخابات القادمة، والتي من المقرر لها ان تكون في ٢٠٢٣، وعليه من المتوقع ان تعمل لصالح المواطن التركي وتبتعد عن الألاعيب القذرة التي تهدد أمن تركيا كالاستقواء بالخارج مثلا، وسينصب استثمارها السياسي على الداخل التركي أي خدمة المواطن وإرضاءه، وهذا سيتيح المجال للعدالة والتنمية لتحقيق استراتيجيته وتنفيذ أهدافه ومشروعاته الكبرى، والتي لا تستطيع القوى الكبرى  إحباطها ما لم تتمكن من اختراق تركيا من الداخل، فلقد باتت محصنة بنزاهة الانتخابات ونتائجها كون المعارضة لا تشعر  بالغبن.

وتمكن تركيا من إنجاز المشروعات الكبرى ، إن شاء الله ، سيؤدي إلى اخراجها من عنق الزجاجة بإذن الله، وهذا ما يتمناه كل مخلص يحب لدولة مسلمة ان تتخلص من التبعية للدول الكبرى، وذلك سيكون أول الطريق لخروج كل الدول الإسلامية من التبعية أيضا.

ولكن في نفس الوقت علينا أن لا نفرط بالتفاؤل فالطريق ليس معبدا بالورد ولابد من بذل جهود جبارة لكسر قيود النظام الدولي، نسأل الله ان ينصر عباده المخلصين فهو القادر على ذلك بحوله وقوته…

وسوم: العدد 818