‏خطأ الوقوع في فخ عقلية الكراهية

رئيس الائتـلاف الوطنـي السـوري السابق د. خالد خوجة

‏خطأ الوقوع في فخ عقلية الكراهية التي تعمل على تعميم صورة نمطية نشاز للاجئ السوري يقابله خطأ تعميم حالات غير إنسانية في التعامل مع اللاجئ. كلا المقاربتين تشكلان حلقة مفرغة يجب تجنب الوقوع فيها عند تناول الأزمات المتعلقة.

فالسوري حرٌّ يُجابه قصف المحتل بتشبثه بترابه، كما واجه رصاص النظام في بداية ثورته. وجندي يعمل لحماية أهله، كما هو سياسيٌ ثابت على مطالب شعبه، ورجل أعمال ينعش السوق أينما حل، وأخوه التركي سانده في ثورته وفتح له قلبه قبل بابه وميَّزه عن أقرانه في مجالات التعليم والطبابة والتجارة.

فكما الشبيح والمتسول وعميل الأنظمة ومتحين الفرص الذي دخل من الباب المفتوح واستغل تساهل ⁧‫تركيا⁩ مع المهاجرين حتى وصل لمستوى الحصول على الجنسية التركية لايمثل اللاّجئ السوري، كذلك الشرطي المسيء والموظف المرتشي والمواطن المزدري لا يمثل موقف التركي الذي استضافه.

‏إلاّ أن أزمة الترحيل الأخيرة التي أتت ضمن أجواء مضطربة تفوقت فيها الدعاية السوداء على النية الحسنة عكست واقعاً مختلفاً عن سابقه ربما غفل الأطراف عنه فأتت الحملة صاعقة، حتى للحاضنة التركية ومنظمات المجتمع المدني فيها وإعلامييها، ويجب أن يأخذ هذا على محمل الجد من قبل اللاجئ السوري.

‏وقد يوقف ضغط الإعلام والمجتمع المدني الذي بدأ اليوم من شراسة الحملة ولكني لا اعتقد أنه سيغير من استراتيجيتها الهادفة إلى اعادة توطين المهاجرين في المناطق المحررة واحتواء المخالفين. وما أظنه يخفف من حدة الأزمة على المدى المتوسط  هو أن يغير المهاجر السوري من طريقة عيشه المميَّزة.

وسوم: العدد 834