حدث في مثل هذا اليوم مجزرة حي المشارقة في حلب

م. هشام نجار

11 آب / اغسطس 1980

اعزائي القراء 

اذا اردنا ان نحصي مجازر المجرم حافظ اسد ووريثه علينا ان نستعد لذلك ونحضر  كومبيوتر فائق الذاكرة لكي نحتفظ فيه بسلسلة جرائم لاحصر لها لهذه العصابة التي رافقتنا زوراً لخمسين عاماً .

احدى هذه الجرائم والتي مازلت طرية في ذاكرتي وفي ذاكرة كل السوريين هي مجزرة حي المشارقة والتي افتعلوها عن سبق اصرار وترصد لتنفذ في صبيحة اول يوم العيد حيث الاهالي كانوا عائدين من صلاة العيد وزيارة قبور موتاهم ممسكين بايادي اطفالهم المسرورين بالبسة العيد وهم  يتمايلون فرحين  امام ابائهم منتطرين عيدياتهم ليتمتعوا بها كعادتهم مع رفاقهم في اللعب واللهو .

ولكن كان الكمين جاهزاً قرب بيوتهم والاسلحة ممدودة تظهر فوهاتها من خلف البنايات بانتظارهم.لقد كانت مذبحة العيد .

هذه المجازر  اعتادوا على تنفيذها كهدايا لأبناء سوريا  في هذه المناسبات ليكون الالم مضاعفاً فلقد فعلها الخونة شركاءهم  الطائفيون في العراق الشقيق  يوم اعلنوا عن اعدام الرئيس الشهيد  صدام حسين في اول يوم العيد ايضاً.

 يقول احد الناجين من المجزرة باعجوبة :«لم يكن هدف العصابة الحاكمة في تلك المرحلة ضرب الإخوان المسلمين كما يدعون بقدر ما كان هدفها بث الرعب في نفوس  الشعب السوري والحلبيين خاصة لضمان صمتهم لحقب طويلة».

انه تاريخ دموي يربط بين سكان مدينة حلب الاحرار ونظام آل الأسد الاجرامي ،حيث بلغ  ذروته في تلك المجزرة التي نفذها المقدم الطائفي هشام معلا في أول أيام عيد الأضحى المبارك سنة 1980، فقد  أمر رجاله بتطويق حي المشارقة وإخراج الأهالي من بيوتهم  واستقبال العائدين من صلاة العيد وزيارة قبور موتاهم  فوضعهم امام جدار بناية ثم أمر زبانيته بإطلاق النار عليهم، فقتلوا أكثر من 100 شخص معظمهم من الأطفال والعجائز بينما كانت النساء تبكي وتولول من الشرفات تترجى المجرمين ان لايقتلوا اولادهم وازواجهم  ولكن كانوا يخاطبون مجرمين بلا قلب.. وان وجد لهم بعضه فهو مملوء بالحقد على معظم ابناء سوريا فقتلوهم بكل وحشية امام اعين زوجاتهم وامهاتهم وبناتهم بكل دم بارد  .. 

ستبقى هذه المجزرة عالقة في ذاكرة كل حلبي عاش تلك الفترة بسبب قساوتها ووحشية مرتكبيها فبعد ان انتهوا من قتل الضحايا قاموا بربط بعض الجثث من أرجلهم وسحلوهم بشوارع حلب ورموهم على مداخل المدينة حتى يرهبوا الناس بطريقة لايمكن ان ترتكبها اية عصابة اجرامية عاشت على وجه الارض.

لم تكن  مجزرة حي المشارقة المجزرة الوحيدة التي ارتكبتها قوات المجرم الاسد في حلب ، بل كان هناك مجزرة سوق الأحد التي وقعت يوم 13 تموز /يوليو 1980 وراح ضحيتها أكثر من 192 قتيلا، ومجزرة بستان القصر في 12  آب / أغسطس 1980 وحصدت 35 ضحية من المدنيين، إضافة إلى مجزرتي حي الكلاسة والقلعة ومجزرة رمي جثث السجناء في نهر قويق ليجد اهالي حلب جثث ابنائهم في اليوم التالي طافية على وجه النهر .

انها سلسلة مجازر عاشها الشعب السوري منذ عام 1970 ليتبعها سلسلة مجازر اشد و امر نفذها وريث مجرم تعلم دروس ابيه وزاد عليها مليون  ضعفاً  من انحرافاته وحقده.

اعزائي القراء ...

يومها كنا  شبابا حين وقعت مجازر الاب الاولى ولكننا بقدر طاقتنا وامكاناتنا  لم نصمت يومها  فكنا فاعلين في نقاباتنا المهنية فلوحقنا  ونمنا بالشوارع هرباً من تصفيتنا في بيوتنا ، ومازلنا اليوم اكثر اصرارا  على ازالة هذا النظام من جذوره . فلا تتوقفوا ياشباب سوريا عن ثورتكم فكرامتنا جميعا تكمن في انتصارنا  .

مع تحياتي 

بعض شهداء حي المشارقة: 

أحمد عرعور (70 سنة).

محمد عرعور (50 سنة).

عبد  القادر عرعور (50 سنة).

محمود عرعور (40 سنة).

زهير عرعور (28 سنة).

علي عرعور (38 سنة).

عبد الرزاق عرعور (29 سنة).

عبد الفتاح عرعور (20 سنة).

محمد عرعور (16 سنة).

بكري عرعور (24 سنة).

غسان عرعور (40 سنة).

عمر حوري (15 سنة).

محمد حوري (28 سنة).

حسن حوري (29 سنة).

عبد القادر حوري (17 سنة).

خالد حوري (16 سنة).

صالح حوري (27 سنة).

أحمد داية (45 سنة).

يحيى دوران (17 سنة).

عبدو دوران (40 سنة).

عمر دوران (38 سنة).

أحمد دوران (35 سنة).

مصطفى دوران (37 سنة).

حسن دوران (37 سنة).

أحمد الفيل (55 سنة).

صبحي فيل (35 سنة).

محمد بن صبحي فيل (11 سنة).

عبد الهادي فيل (25 سنة).

مروان فيل (20 سنة).

حسني فيل (23 سنة).

محمد جمال مجدمي (20 سنة).

أحمد درويش (41 سنة).

إياد درويش (18 سنة).

عماد درويش (21 سنة).

محمد فارس (35 سنة).

أحمد فارس (17 سنة).

محمود فارس (19 سنة).

أحمد دياب (30 سنة).

يوسف قوجه (28 سنة).

محمد أطرش (29 سنة).

عبد الرزاق أطرش (22 سنة).

 وللقائمة بقيةً...

وسوم: العدد 889