خارطة الصراع الديني بامريكا بعد تنصيب بايدن ...!

ابو جاد سعد الدين

ربما لا يعلم الكثيرون أن بايدن هو الرئيس الأمريكي الكاثوليكي(الثاني)في تاريخ امريكا من مجموع ستة وأربعين رئيسا خلال ما يقارب القرنين والنصف ....الثاني بعد جون كينيدي( انتخب بعد ٣٥ رئيسا بروتستانتيا ) الرجل لم يكمل فترته بعد اغتياله ليحل مكانه رئيس بروتستانتي كما جرت العادة قبلها وبعدها .

الطائفة البروتستانية الأمريكية تمثل ما يقارب ٥٠ % من سكان الدولة الكبرى(منهم اتباع الكنيسة الإنجيلية الاكثر تشددا )والذين يمثلون ٤٠ % من إجمالي البروتستان الأمريكيين.

الدويلة البروتستانية الأمريكية تمتلك ١٤٠٠ محطة إعلامية محلية وحوالي ٤٠٠ محطة إذاعية لا تتوقف عن البث ليلا ونهارا تبشر بافكارهم وطموحاتهم في كل بقعة هناك  بالمدن والأرياف ....يعتقدون بصدق أنهم الأغلبية التي  يجب أن يحكم البلاد بعد ان بذل اجدادهم الغالي والنفيس من اجل عظمة امريكا وان إذلال ترامب كان موجها الى الهيبة البروتستانية وسيطرتها على المنظومة الرئيسية على مدار تاريخ امريكا.

الكاثوليك بدورهم يمثلون ربع سكان الولايات المتحدة استثمروا كثيرا بالنظام التعليمي والصحي فهم يمتلكون حوالى ٨٥٠٠ مدرسة تديرها كنائسهم في طول البلاد وعرضها كما أنهم يسيطرون على ٢٥٠ جامعة هناك الكثير منها مصنفة ضمن الجامعات الراقية كما و يديرون ما يقارب ٦٠٠ مؤسسة طبية في كل الولايات مما يجعل من الكنيسة الكاثوليكية اهم جمعية خيرية وأكبر مقدم خدمات عامة بعد الحكومة الأمريكية ذاتها ولعل هذا يفسر معارضة الجمهوريين الشديدة لتعميم التأمين الصحي بامريكا على غرار شقيقتها كندا وأوروبا .

ربما قبل سقوط ترامب المدوي كان هناك ما يشبه الاتفاق الغير المكتوب لحجز منصب الرئيس للطائفة البروتستانية مقابل غض البصر عن سيطرة  الكاثوليك في المجالات التعليمية والاقتصادية والصحيةوالاعلامية  .........اتفاق تم خرقه قبل نصف قرن حين تم تنصيب الرئيس كينيدي كأول كاثولوكي يسكن البيت الأبيض....ولكن سرعان ما عادت المياه الى مجاريها  باغتيال الرجل جهارا نهارا ليخلفه رئيس بروتستانتي بعدها.

انتخاب بايدن ربما سيعني المزيد من الاصططاف بين الطائفة الكاثوليكية  ومعها الأقليات والمسلمين وهم يمثلون بمجملهم  حوالى ٤٥% من مجمل الشعب من جهة  ...... وبروتستانت ومعهم اليهود وهم حوالي ٥٥% من سكان البلاد في الضفة الأخرى.

يقسم قادة البروتستانية المتشددين  بأن مصير بايدن لن يكون بأفضل من سلفه كينيدي وان تجاوز الخطوط الحمراء للمنظومة الرئيسية سيقابل برد لا يقل عنه .

يردد هؤلاء ....ان الديمقراطيين الكاثوليك استخدموا كل أوراقهم لحرق ايقونتهم الترامبية وإذلاله وتبديل قواعد اللعبة الدينية وان الامر ربما يحتاج لبعض الوقت لتجميع أوراقهم.............. وإعادة امريكا عظيمة من جديد!!وتاديب من خدش الاتفاق المتعارف عليه منذ قرون.

وسوم: العدد 912