الميزات الفريدة الاستثنائية لتجمع (السوريون الأحرار)

د. موفق السباعي

في سلسلة مقالات عديدة! كتبناها ونشرناها في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي طوال الشهرين الماضيين، كنا ندعو فيها، ونحث، ونحرض، ونشجع، ونستثير همم ومشاعر، وعواطف وأحاسيس، ورجولة وشهامة، ونخوة الأحرار السوريين الشرفاء، المتألمين، والمحزونين، والمستائين، والممتعضين مما آلت إليه الثورة! من حالة بئيسة، وكئيبة، وحزينة. والمشفقين عليها، والمعترضين، والرافضين أن يتسلط أراذلُ السوريين، وسفهاؤُهم، وفجارُهم، وأغبياؤهم، وأشرارهم، وصبيانهم على إدارة مقاليد الأمور، فيما يُسمى (المناطق المحررة)، من أجل الجاه، والشهرة، والسلطان، ومن أجل دريهمات قليلة، يحصلون عليها ممن يمدونهم في الغي، والضلال المبين، ويؤزونهم أزاً على فعل القبيح، وتخريب الثورة، وتعطيل مسيرتها، وتجميدها، ويشترون ضمائرهم، ودينهم، بالمال الوضيع الحقير.

دعونا هؤلاء الناقمين، والغيارى، والنشامى كلهم، إلى تشكيل كيانٍ مستقلٍ استثنائي، فريدٍ من نوعه! على أن لا يكون لأحد من العبيد أي سلطان عليه على الإطلاق – سواء كانوا محليين أو إقليميين أو دوليين – وأن يكون متمرداً على كل سلاطين الأرض، وحكامهم! غير عابئٍ، ولا مبالٍ بأنظمة الأرض كلها، من أقصاها إلى أقصاها، وبأن يكون اعتماده الأول على ملك الملوك، وخالق الأرض والسماء، والذي بيده كل شيء، ثم اعتماده على ذاته، وقوته، وفاعليته، ونشاطه، وهمته.

واستكمالاً ومتابعة لهذه السلسلة الهادفة، الجادة، البناءة. نعرض في هذا المقال الميزات الفريدة الاستثنائية لهذا التجمع العضوي الحيوي، الذي لم يسبق لأحد أن دعا إليه من قبل.

1-    يضم هذا التجمعُ كلَ مكونات المجتمع السوري المتنوع، ممن يريد ويحب، ويعشق، أن يعيش حياة التحرر من العبيد جميعاً، ويحيا حياة العزة، والكرامة، والإباء! تحت سلطان الله فقط لا غير، وفوق سلطان العبيد.

2-    فهو يضمُ العلماءَ الربانيين، الحركيين، الناشطين الذين يؤمنون بالجهاد في سبيل الله، والمتقدة قلوبهم بنور الله، والمتعطشين إلى تحرير الناس من العبودية للعبيد، إلى العبودية لرب العالمين.

3-    ويضمُ الحقوقيين، والقانونيين، والمحامين الناشطين، والحريصين على استعادة شعبهم على حقوقه المغصوبة كاملة، من قبل بشار، وزمرته الطاغية الفاسدة.

4-    ويضمُ السياسيين الشرفاءَ، الأطهارَ ذوي الخبرة، والكفاءة العالية في فهم، ومعرفة، وتحليل لعبة الأمم، والقادرين على مواجهتها، وإفشالها، وتحطيمها.  

5-    كما ويضمُ المفكرين الناضجين عقلياً، وذهنياً، ذوي البصيرة، والنظرة الثاقبة، والرؤية الواسعة، والمتسلحين بالفكر والمنهج الرباني – ولس العلماني البشري - الذي يفسر مجريات الحياة، وأحداثها، وحوادثها، بناءً على السنن الكونية الثابتة الراسخة.

6-    ويضمُ أيضاً الإعلاميين الواعين، ذوي الخبرة والكفاءة العالية، والقدرة على فهم، وتحليل، وتشريح ما يضخه الإعلام الدولي يومياً، من ملايين الأخبار، والتمييز بين الغث والسمين، وبين الكاذب والصادق.

7-    ويضمُ الشبابَ الناشطين، والحركيين، والثوريين القادرين على الحركة، والتواصل مع مختلف طبقات المجتمع، والمؤمنين بضرورة، ووجوب تحقيق أهداف الثورة، في بناء سوريا الزاهر الواعد.

8-    ويضمُ ثلةً من الحكماء المعمرين، الذين صقلتهم تجارب الحياة، وحوادثها، وعركتهم بأنيابها، والمشهود لهم بمقارعة الطغيان، والاستبداد الأسدي، منذ اغتصابه للسلطة، قبل واحد وخمسين سنة. وليس الذين ساروا في ركابه، ودعموه، وأيدوه، وتبوؤا مناصب وزارية وسواها، وخدموه خدمة كبيرة في تثبيت أركان حكمه، ثم حينما انطلقت شرارة الثورة، انقلبوا عليه، وجاؤوا يدندنون أنهم مع الثورة! ويبكون ويتندمون، على ما اقترفته أيديهم من جرائم في حق شعبهم.

9-    ويضمُ رجالَ الأعمال والمال المخلصين، الصادقين، الشرفاء الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية بأموالهم في سبيل الله، وفي سبيل نصرة دينه، ونصرة الثورة، وتحقيق أحلام الناس في العيش بكرامة، وعزة، وإباءٍ، وأنفةٍ.

10-                        وأخيراً! وهذا هو أهم العناصر الفاعلة في الميدان، وعلى الأرض على الإطلاق، والتي عليه المعتمد، وعليه المعول، في تحرير الأرض. وما العناصر السابقة، إلا عناصر رديفة، وموجهة، ومنظمة، ومخططة.. ويضمُ المقاتلين والمجاهدين في سبيل الله - سواءً الذين انسحبوا من الفصائل المسلحة حينما رأوا انحراف قادتها، وخيانتهم، وعمالتهم لجهات أجنبية، أو الذين لا يزالون يقاتلون في أرض المعركة، ويعملون فرادى، أو ضمن مجموعات صغيرة أو كبيرة، ويريدون أن يتحرروا من سطوة الجهات الأجنبية، ويعملوا باستقلالية تامة بعيداً عن التبعية لها، وتنفيذ أوامرها وتعليماتها – ويضمُ إلى جانب المقاتلين المتطوعين، الضباطَ والعساكرَ الذين انشقوا عن جيش الأسد، وبعضهم يجلس في المخيمات، بدون أي عمل، ولا يقدم للثورة أي عطاء، ولا يُستفاد من خبراتهم، وعلومهم العسكرية التي اكتسبوها في سني خدمتهم العسكرية شيئاَ.

هذه هي عناصر النخب الأساسية لمجتمعنا، التي نرى أنها جديرة بأن تكون في هذا التجمع، الراقي، وأن تساهم، وتشارك في تصحيح مسار الثورة، ويمكن إضافة نخب أخرى إذا اقتضت الضرورة ذلك.

الهدف من هذا التجمع

1-    استعادة قيادة الثورة، من الذين اختطفوها واغتصبوها – سواءً من السوريين الذين ركبوا موجتها، وأرادوها ملكاً لهم، أو من الدول الأجنبية التي أرادت فرض وصايتها عليها، وتوجهيها في الطريق الذي يخدم مصالحها – وإرجاعها إلى أهلها، وأبنائها الذين قدموا ولا يزالون يقدمون ملايين الضحايا.

2-    الانطلاق بالثورة في الطريق الذي يريده أبناؤها، مستقلين استقلالاً كاملاً عن التبعية لأي جهة أجنبية، ولو كانت تزعم أنها صديقة. فأحداث عشر سنوات أثبتت أنه لا يوجد على أرض الواقع أي صديق للثورة، ولا للشعب السوري، وكل التجمعات والمؤتمرات التي عقدت في السنوات الأولى من الثورة تحت لافتة صداقة الشعب السوري، تلاشت، واضمحلت، وتبخرت مع الريح العقيم.

3-    وضع استراتيجية جديدة، وخطة نوعية مبتكرة، إبداعية لتحرير الأرض من جميع المحتلين، بعيداَ عن الأوامر الخارجية، والتبعية لتعليماتهم، والخضوع لخطوطهم الحمراء في العمل في هذه المنطقة، والابتعاد عن المناطق الأخرى.

4-    التحرر والانعتاق والاستقلال، من طلب الدعم المالي الخارجي المهين، المذل، والمقيد لحركة الثوار، والاعتماد فقط على الدعم المالي الخاص، أو الذي يأتي من الخارج، بدون أي شروط.

5-    التمرد على سلطان العبيد كلهم في الأرض جميعاً، وتحدي أكبر مسؤول، وأكبر رأس على هذه الأرض، وعدم الاعتراف بكل الأنظمة السياسية، وكل ما يُسمى المقررات الدولية الخائبة، اللعينة.. والتعالي على كل حكام الأرض، وإجبارهم أن يأتوا إلينا راكعين، مستسلمين، صاغرين، كما فعل الفيتناميون بأمريكا في فيتنام، والآن تفعل طالبان الشيء نفسه في أفغانستان، فأخرجوها مدحورة منهزمة، تجر أذيال الخزي والعار.

6-    التأكيد على المعنى الجوهري الأساسي في الحياة وهو: أن البشرية لا تحترم الضعفاء، الجبناء، الخوارين، الواهنين، المتضعضعين، الخانعين، والعملاء الخائنين.. بينما على العكس! تقف إجلالاً وإكباراَ، وتوقيراً واحتراماً للأقوياء، بإيمانهم، وعزتهم، وكرامتهم، وللذين يصرون، ويصممون على الحصول على حقوقهم كاملة بأيديهم، كما قال الشاعر:

 وما نيل المطالب بالتمني      ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.

الثورة ليس لها ناصر ولا صديق ولا حميم

كل الأنظمة الأرضية تضمر العداء الشديد للثورة السورية - بدرجات متفاوتة - ولا تريد لها الانتصار بأي شكل من الأشكال.

 وكل من يدعي أنه صديق لها، فهو كذاب أشر، منافق، ومخادع، وثعلب مكار، يتظاهر في الإعلام أنه معها! وحينما يُسأل عن طريق الحل، يكشف عن خبيئة نفسه الأمارة بالسوء، ويظهر تواطؤه مع بقية الأنظمة، في تحطيم، وتدمير الثورة.. وذلك حينما يعلن على الملأ أجمع، أن الحل الوحيد للمشكلة السورية هو: الحل السياسي! الذي يعني بصريح العبارة، تحطيم الثورة، وتدميرها.

لقد أدخلوا جيوشهم الجرارة إلى الأراضي السورية، بحجة، وذريعة الدفاع عن المدنيين أمام هجمات الأسلحة الأسدية الفتاكة. ولكنهم لم يحركوا ساكناً بالرد على العدوان المستمر حتى هذه اللحظة. وانتزعت القوات الأسدية الأراضي من بين أيديهم – وهم يتفرجون – وأجبرتهم على الانسحاب، أذلاء صاغرين، لا يلوون على شيء، وفي الوقت نفسه يمنعون الثوار من الرد، ولو بطلقة فشكة، إلا بإذنهم.  

تحذير وتنبيه وإنذار

إن الذين يستنكفون عن الانضمام إلى هذا التجمع الراقي الشامل، الجامع، ويرفضون تحمل المسؤولية، والمشاركة في تحرير أرضهم.. أولئك ليسوا بالأحرار، ولا يعرفون معنى الحرية، ويريدون أن يبقوا عبيدا عند الأسد، مهانين أذلاء، صاغرين أبد الدهر.

أخي هل تُراك سئمت الكفاح *** وألقيت عن كاهليك السلاح

فمن للضحايا يواسي الجراح ***     ويرفع راياتها من جديد

أخي هل سمعت أنين التراب *** تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب

تُمَزقُ أحشاءه     بالحراب ***     وتصفعهُ وهو صلب عنيد

وأولئك ستصيبهم قارعةٌ! أو تحل قريباً من دارهم، بما صنعوا وأخلفوا الله ما وعدوه، وسيعيشون حياة البؤس، والشقاء، والذل، والتعاسة أبد الدهر.

والذين يستنكفون بذريعة وجود ملاحظات، وانتقادات على المشروع، فانوا بأفضل منه، وأنا خادم لكم.

فهذا ما هداني الله إليه، أضعه بين أيديكم، ليكون حجة لكم، أو عليكم، مبرئاً ذمتي أمام الله تعالى.

وأشكو إلى الله ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، وجهلهم، واستخفافهم بقدراتي وكفاءاتي، وبما أعرضه عليهم من خير كبير، إذ أنهم لا يعرفون، إلا الذي يدغدغ شهواتهم، ويربت على أهوائهم، ويُضحكهم بالنكت والقصص المسلية، التي لا تطلب منهم تَحَمُل أي مسؤولية.  

كلمة ختامية

( قل يا أيُها الناسُ إنما أنا لكم نذيرٌ مبينٌ الحج 49. إن تستجيبوا لهذا المشروع، تفلحوا وتحرروا أرضكم بإذن الله تعالى، وتعيشوا سادةً على أرضكم، وإن لم تستجيبوا، فإني لكم نذير بين يدي عذابٍ شديدٍ، ولن تذوقوا طعم الحرية في حياتكم أبداً! ( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٢) ﴾ الأحقاف.  

وسوم: العدد 941