الحرية والعلاج الطبي للأسير ناصر أبو حميد

المحامي علي أبوهلال

الأسير ناصر أبو حميد يستحق الحياة والحرية والكرامة الإنسانية بعد أن أمضى نحو 30 سنة في سجون الاحتلال، وهو يعاني من مرض السرطان منذ فترة طويلة، وتحذر هيئات الأسرى من استشهاده في أي لحظة،

سلطات الاحتلال تمارس سياسة الاهمال الطبي بحقه ولم يعد منذ شهرين يتلقى أي جرعة علاج، لأن جسده لم يعد يقوى أو يتجاوب مع تلك العلاجات، وكشفت عائلة الأسير أبو حميد في تصريح لها، أن التوصية الطبية التي حصل عليها خلال الساعات الأخيرة، تدعو الى فحص إمكانية السماح له بالخروج من السجن ليقضي أيامه الأخيرة بين عائلته.

يذكر أن الوضع الصحي له بدأ بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم على الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان" قبل تماثله للشفاء، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرا بتلقيها.

الأسير أبو حميد من مخيم الأمعري/ رام الله، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما. وقد تعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، إلى أن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات. وإبان انتفاضة الأقصى عام 2000 انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددا، واعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما ولا يزال في الأسر حتى اليوم.

الأسير أبو حميد من أسرة مناضلة وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.

يواجه الأسير أبو حميد ظروفا صحية صعبة جراء الإصابات التي تعرض لها، وخلال العام المنصرم تفاقم وضعه بشكل ملحوظ تحديدا في شهر آب/ أغسطس، وتبين أنه مصاب بورم في الرئة. وخلال الفترة التي سبقت ظهور المرض، واجه الأسير أبو حميد سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج، عدا عن ظروف السجن القاسية، تحديدا في "عسقلان" الذي يعتبر من أسوأ السجون من حيث الظروف، ومع ذلك تحتجز فيه مجموعة من الأسرى المرضى.

سلطات الاحتلال تمارس القتل البطيء بحق الأسير ناصر أبو حميد، كما تمارسه بحف المئات من الأسرى المرضى طوال العقود الماضية، وقد أدت هذه السياسة إلى استشهاد 73 أسيرا في سجون الاحتلال منذ عام   1967 كان آخرهم الأسير موسى أبو محاميد في أوائل شهر أيلول / سبتمبر الجاري.

الأسير ناصر أبو حميد يحتضر هذه الأيام، وقد يستشهد في أي لحظة كما تفيد التقارير الطبية، سلطات الاحتلال لا تعير انتباها لحياته التي تزداد خطورة في كل لحظة، وهي تتحمل مسؤولية قتله البطيء والمتعمد نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي مارسته بحقه منذ فترة طويلة، وينبغي أن تحاسب على هذه الجريمة حتى لا يفلت الجناة من العقاب.

وينبغي أن تتضافر كافة الجهود، وتتواصل وتتسع التحركات الوطنية والشعبية المنددة بممارسات الاحتلال بحقه، داخل الوطن، وفي بلدان المهجر والشتات، وعلى جميع حركات التضامن الدولية وأنصار الشعب الفلسطيني في كل دول العالم، أن تتحرك وتواصل الضغط على دولها، للضغط على حكومة الاحتلال من أجل وقف سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء التي تمارسه بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، بما يخالف القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان.

وعلى كافة المؤسسات والهيئات الحقوقية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان، للضغط على حكومة الاحتلال، من أجل تحريره وإطلاق سراحه فورا، ليتكمن من الحصول على العلاج الطبي الملائم خارج السجن، لعل وعسى يتم توفير العلاج الطبي والمناسب له، وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، فالأسير أبو حميد يستحق الحرية والكرامة الإنسانية، ويستحق الحياة في أخر أيامه بين أهله وفي أحضان والدته الصابرة والمناضلة.

وسوم: العدد 997