رسالة / الحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

أدباء الشام

رسالة / الحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي يتولى رئاسة القمة العربية الحادي والثلاثين

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي- الإتجاه الوطني الديمقراطي اجتماعاً موسعاً يومي 18/17-9- 2022 ،أفتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إكراماً وإجلالاً لكل شهداء الحزب والوطن.

وبعد إقرار جدول العمل، ناقش الاجتماع تقرير عن أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعن صراع حثالات أقطاب العملية السياسية المخابراتية ونظامها المحاصصي البغيض، بين الإطار التنسيقي الفارسي الصفوي الذي يقوده العميل المزدوج نوري كامل محمد حسن أبو المحاسن الهالكي والعملاء كل من هادي العامري، وحيدر العبادي وعمار الإصفهاني (الحكيم) وقيس الخزعلي وفالح الفياض ومن يتبعهم، هولاء ممن يسيروا في الفلك الإيراني ولديهم مليشيات مسلحة، هما الورقتان الإيرانيتان الرابحتان في نجاح المشروع الإيراني الصفوي بالعراق، ومقتدى الصدر وخطه من أنه الجوكر في شدة الورق الإيرانية، وهو من يجعل الهيمنة الإيرانية على العراق واقع حال صعب تغييره. وتوقف أمام الفقر والجوع الذي وصل إليه شعبنا الجريح الصامد بشكل لا يطاق. وكذلك ناقش خطة عمل لمنظمات حزبنا في إعداد ومساندة لثورة شعبية عارمة القادمة لتكنس تلك حثالات في المنطقة الغبراء. كما ختم اجتماعه بتقديم رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئاسة مؤتمر القمة العربية .

السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ورئاسة مؤتمر القمة العربية الحادي والثلاثين المحترم

تستعد العاصمة الجزائرية لإستقبال مؤتمر القمة العربية في الأول والثاني من تشرين الثاني 2022، الذي يصادف الذكرى الثامنة والستين لإنطلاق الثورة الجزائرية العظيمة، ومقاومته الأسطورية البطولية للاحتلال الفرنسي الغاشم، والتي قدم فيها مليونَي شهيد،التي تعتبر مناسبة عزيزة يفتخر بها كل أشقاءنا الجزائريين، ونحن العرب، لأنها كانت اللحظة الفارقة التي أدت في النهاية إلى كنس الإستعمار الفرنسي الغاشم، وإنجاز الاستقلال الوطني في الخامس من تموز1962.

يأتي إنعقاد مؤتمر القمة في الجزائر حيث يتولى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئاسة القمة العربية هذه، في ظروف وتحديات ومعضلات جسام تمر بها أمتنا العربية اليوم، ولنا كل الثقة بإمكان الرئيس الجزائري بما يمتلكه من حكمة وحنكة سياسية وقيادة رصينة، في إنجاح هذه القمة المهمة في هذه الظروف الخطرة التي تمر بها دول العربية. فلا نريد منها أن تكون تقليداً سارت عليه الجامعة العربية والقادة العرب، ولا نريد منها أن تكون كسابقاتها من القمم التي تباينت نتائجها ومقرراتها بين إتفاق شكلي واختلاف، بل يأمل العرب منها أن تكون قمة ناجحة ومتقدمة في نتائجها على ما سبقها من قمم العرب، تلبي جزءاً من تطلعات وحاجات الشارع العربي. وفي ظروف عالمية تنبىء عن تغيير في النظام العالمي أحادي القطبية، وتحوله إلى نظام جديد قد تتعدد فيه أقطابه بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، وحالة الشد والجذب بين العملاقَين الأمريكي والصيني والذي تحاول الإمبريالية الأمريكية قطع الطريق على صعودها المتنامي. 

من الدلائل الحاسمة على ضرورة إنعقاد القمة الآن، أن إنعقادها يأتي في وقت وظروف تعاني فيها دول عربية مهمة كالعراق وسورية واليمن وليبيا ولبنان أزمات وكوارث ثقيلة في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية، فأبناء شعبنا يعيشون في ظروف خانقة مأساوية، ويشهد نقمة وثورة عارمة تَتأجح يوماً بعد يوم، وهناك إنتفاضة وثورة شبابية متصاعدة ضد الإحتلال العجمي الإيراني لأرض بلاد الرافدين العظيم، وحيث تتحكم الوصاية الفارسية عليه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً فحال العراق اليوم لا يشابهه أي قطر عربي آخر، فالشعب يقتل يومياً بدم بارد، ويتم تجويعه عن عمد، وتنهب ثرواته وأمواله في وضح النهار، وتسلب حرياته وكرامته جهاراً نهاراً على يد نظام الطائفي المذهبي والعرقي المجرم في المنطقة الغبراء في بغداد.وبعد ذلك فالأمن القومي العربي يتعرض للانتهاك بفعل الثغرات التى فتحت في جداره، بعد إحتلال العراق وتدمير دولته الوطنية وحل جيشه الوطني الباسل، فأصبح السد الحصين للأمة في شرقها مشاعاً لتوغل الغزاة والخونة والمتسللين من نظام العجمي الفارسي الحاكم في طهران إلى كل المنطقة العربية، والتغول فيها كما يريدون، كما يجري في سورية ولبنان واليمن. 

ونذكر هنا مثالاً عن وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات والقضايا التي تهم أمتنا العربية وفي مقدمتها ما يخص القضية الفلسطينة فقد حاولت عدد من الدول الأوروبية وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية قائدة الإرهاب العالمي بممارسة الأشكال المعروفة بإرهاب الدولة، من خلال ردود مشوهة وعنيفة ليس لها مبرر في (شيطنة شعبنا الفلسطيني) والإستهانة بمعاناته على مدار عقود من الزمن، فلم نجد أن هناك موقفاً عربياً موحداً من دول أوروبا بسبب وقوفها في صف العدو الصهيوني العنصري.والحال نفسه في قضية العراق، فقد تم غزو العراق وإحتلاله وتدمير بنيته التحتية وإغتيال وتصفية قيادته الوطنية وضباط جيشه الوطني وعلمائه وأساتذة الجامعات وأدبائه وتشريد شعبه،ونهب ثرواته، ولم نر موقفاً فعلياً يشار له بالبنان من الحكومات العربية، يكون بمثابة الرد المناسب على هذا العمل العدواني الهمجي والوحشي من قبل أرباب الشر والإرهاب في العالم وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا ومن تحالف معهما.

واليوم فالعراق محتل من جارة الشر والفتن والإرهاب إيران، وهي ماضية في مشروعها التوسعي العنصري في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد تمادت في نهب ثروات العراق وأمواله، تقدر بتريليون ونصف تريليون دولار عبر صفقات فساد ولصوصية وتهريبها للخارج، بينما يعيش الشعب العراقي في ظل فقر مدقع، بسبب سرقة أمواله من قبل نظام الملالي الفارسي في إيران ولدعم حزب "الله" اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن، بمساعدة من الحكومة التي نصبها الإحتلال الأنجلو الصهيو الأمريكي الغاشم. وفيما يتعلق في قضية العراق فإننا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لا نريد أن نغوص عميقاً في بحر التعقيدات إلى أفتعلها البعض في الأنظمة العربية، حتى أوصل الأمور إلى هذا المستوى من الأزمات والكوارث والدمار. لقد أرتكب البعض في الأنظمة العربية،خطيئة إستراتيجية كبرى ومدمرة بحق العراق والأمة،هذه الخطيئة التي لا تغتفر قد أضرت بأمتنا العربية كل الضرر، وخاصة القضية الفلسطينية، واليوم أصبحت الأمة تنوء بقضيتين مركزيتين وهما قضية العراق وقضية فلسطين.نعم هنا لا نريد أن نفتح باباً للعتاب والحساب مع بعض الأنظمة العربية،لأننا في ذلك سنشير بكلتا يدينا إلى عدد من المدانين والمديونين من الأشقاء العرب للأسف الشديد،وتالياً سنلهب نار الفرقة والتشتت أكثر مما هي تستعر اليوم، ولا نريد أن ندور في فلك تلك الأيام العصيبة والمؤلمة، حيث المرارة والألم تكاد تعصر قلوبنا من شدة الغدر. ماذا لو لم يتآمروا ضد العراق؟ لكان العرب اليوم في وضع فعال ومؤثر في عملية تأسيس النظام العالمي الجديد؟ وعلينا أن نفكر في حال أمتنا العربية ووجودها ومستقبل أبنائها، فهل ينتخي قادة الدول العربية إلى أبناء شعبهم في فلسطين العربية،ويوقفوا مهزلة التطبيع المذل مع المغتصب الصهيوني العنصري، وينصروا وينتصروا لشعبنا الفلسطيني الجريح الصامد، وإلى أبناء شعبهم في العراق العربي المحتل من العدوان الإمبريالي الأمريكي ومن نظام العدوان الفارسي الإيراني، من خلالِ تنصيب عصابات وتنظيمات وتيارات طائفية -عرقية عميلة فاسدة لم تحفظ للعراق نسيجه الاجتماعي الواحد، ولحمته الوطنية وتآلف شعبه العربي الأصيل، والذي يعاني الأمرين، وهو العراق الذي كان حاضراً وبقوة في كل قضايا الأمة والشعب العربي في أي مكان من أرض العروبة، بكل امكاناته العسكرية والسياسية والاقتصادية،واليمن العربي الذي كان سعيداً فبات اليوم تعيساً بفتنة زرعها نظام الملالي العجم الفارسي، من خلالِ عصابات لم تحفظ لليمن نسيجه الاجتماعي الواحد، ولحمته الوطنية وتآلف شعبه العربي الأصيل، فيا قادة الدول العربية لا تنسوا أشقاءكم هؤلاء، ولا تديروا ظهوركم لهم. 

نؤكد هنا إن ليست مشكلة أمتنا العربية اليوم بعد غزو العراق وإحتلاله وتدميره وتدوير هذا الإحتلال إلى نظام الشر والإرهاب والفتن الحاكم في طهران، وتغول العجم الفرس في أراضي العرب من العراق إلى سوريا ولبنان ثم اليمن، في غياب التشخيص الدقيق والشامل لمعضلات الأمة ومحنتها،أو في إكتشاف العلاج المناسب والفوري والحازم، كما أن المشكلة لا تكمن في أفتقاد القوة والقدرة على النهوض من جديد، بل المشكلة أن أمتنا العربية بحاجة ماسة وملحة إلى الإرادة والعزيمة حاجتها الحقيقية إلى من تكون لديهم إيمان وجرأة وأقدام وشجاعة وحرص قادة أمتنا العربية، نحو شروع بالإندفاع تجاه طريق الخلاص من التبعية للغرب والإمبريالية الأمريكية، وتصدي لمشروع التوسعي الفارسي الإيراني، حيث مكانها  اللائق بين الشعوب والأمم الفاعلة والحية.

أن مما يرهق المواطن العربي ويتسبب له بالحزن والقلق العميقين، إدراكه أن الأمة العربية تمر اليوم بأزمة تاريخية معقدة، مرحلة دقيقة وخطرة وحاسمة غير مسبوقة في تاريخها الحديث، وهي ليست أزمة طارئة أو إستثنائية وإنما موغلة في أعماق الذات العربية. ولا نغالي إن وصفناها بأنها مرحلة المأزق التاريخي، فهي المرحلة الأخطر منذ عهد الإستعمار والإنتداب الغربي للدول العربية التي تلت الحرب العالمية الأولى.

وما يجري على أمتنا العربية اليوم من تكالب قوى الشر والإرهاب في الشرق والغرب وما تواجهه من تحديات داخلية وخارجية، لا نكاد نرى شعباً من شعوب الأرض في عصرنا هذا جرى إستغلاله وإستنزاف قواه وقدراته البشرية والاقتصادية والفكرية، ونهب ثرواته وأمواله عبر التاريخ كما هو حال شعبنا في العراق ولبنان واليمن.

بهذه المناسبة وتحضيراً للقمة العربية في الجزائر، يطلب حزبنا الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي ومعه كل القوى الوطنية العراقية المناهضة للعملية السياسية المخابراتية ونظامها المحاصصي المقيت والذين يناضلون من أجل تحرير العراق .أننا نقدم عدد من الإقتراحات للخروج من حالة تشرذم الأمة العربية وتخلفها، وهدر طاقاتها وأموالها.. تضم إلى جدول أعمال القمة، وهي :

1- نطالب من مؤتمر القمة في الجزائر برفع الغطاء عن النظام السياسي المحاصصي العميل الحاكم بالعراق وطردهم من مقعد الجامعة العربية.. هؤلاء عملاء العراق الذين يمثلون أكثر فساداً وفشلاً وعمالة وإجراماً، وأثبت التجربة طيلة 20 عاماً من الحكم ، أنهم لا يصلحون لإدارة حديقة أرانب!! ومن خلالهم بات العراق على حافة الأنتقال من نظام حكم المحاصصة الطائفية والعرقية إلى حكم ولاية الفقيه الإيرانية المباشرة.هل يعى قادة العرب في قمة الجزائر ذلك ؟.

2- نطرح هذا التساءل وأن يقرأ في مؤتمر القمة : فهل يعقل إن بلداً يبلغ دخله الشهري حوالي مائة مليار دولار من تصدير النفط فقط، ترتفع فيه نسبة الفقر إلى 60%؟ وهل يعقل إن بلداً بهذه الموارد الضخمة لا يستطيع أن يوفر الأحتياجات اليومية الأساسية للناس؟.وهل يعقل أن عمليات بيع وشراء المناصب في الدولة العراقية أضحى علنياً ؟ إذاً طرد وفد عملاء العراق من القمة ضرورة وطنية وتاريخية وهل ينصر مؤتمر القمة الشعب العراقي بذلك؟.

3- ضرورة إتخاذ موقف موحد وصريح وحازم لإدانة نظام الملالي العجمي الفارسي الحالكم في طهران ومشروعه التوسعي في المنطقة، مع إدانة نظام الطائفي المذهبي والعرقي في المنطقة الغبراء في بغداد الذي سمح بوصول هذا النفوذ لآفاق وإستراتيجية لم تكن طهران تحلم بها في توسعها في المنطقة.

4-يطالب شعبنا العراقي من شماله حتى جنوبه وقواه الوطنية الأحرار من مؤتمر القمة في الجزائر إن تأخذ على عاتقه تقديم شكوى وفتح تحقيق دولي عبر محكمة الجنائية الدولية يتم إنشاء محكمة خاصة للتحقيق في جرائم العدوان الأمريكي البريطاني على العراق فمحاكمة كل من شارك في الحرب على العراق والتسبب بتدمير بلد مهم كالعراق وقتل مليون من أبنائه ونهب ثرواته. وذلك لعدم وجود دولة وطنية في العراق في الوقت الحاضر.

لكشف حقيقة الكذبة الأميركية - الأطلسية الكبرى التي أدت إلى الحرب على العراق فحسب، بل هو ضروري لإعادة الأعتبار لمنظمة الأمم المتحدة وقد باتت لسنوات أداة تنفيذ الإملاءات الأميركية - الأطلسية ضد شعوب العالم. كما أن التحقيق في سر تجربة "الأونيسكوم" ونتائج تفتيشها ضروري لحماية دول عديدة من مثل هذه الأكاذيب،لا بل إن كشف هذا السر في عام 2008 في مجلس الأمن حول "الأونيسكوم" يؤدي إلى محاكمة كل مجرمي الحرب على العراق، سواء الذين قرروا إشعال تلك الحرب، والذين تواطؤا معهم، أو صمتوا عليهم، وأجبارهم على الأعتذار للشعب العراقي والتعويض له على كل ما مني به العراق من خسائر بشرية ومادية.

هل تتحرك جامعة الدول العربية وبالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة عدم الأنحياز بالتعاون من روسيا والصين بمثل هذه الأمور. فمثل هذه الجرائم لا تسقط مع مرور الزمن.

5- المشكلة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولة ذات سيادة كاملة، هي قضية العرب المركزية ، هذه المشكلة هي أم المشاكل العربية، بل إن جميع ما جرى، وما هو جار الآن، وما سوف يجري مستقبلاً، لا يمكن بأي شكل من الأشكال فصله عن الصراع العربي - الصهيوني، بل هو قاعدة أساس، لكل ما حدث وما هو حادث وما سوف يحدث. فالإحتلال الصهيوني العنصري، الذي يتوسع يومياً على مزيد من أراضي شعبنا في فلسطين، من خلال قضمها وبناء مستعمرات صهيونية عليها. ومع كل ما يقوم به هذا العدو المحتل من عدوان على شعبنا في الضفة الغربية والقدس وغزة من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية، فقد كان رد الفعل لبعض الأنظمة العربية على انتهاكات الصهاينة وعدوانهم المستمر، هو تقديم المكافأة لهم بتطبيع العلاقة مع هذا الكيان! بحجة التصدي لعدوان جارة الشر والفتن والإرهاب إيران. وبهذا تكون هذه الحكومات قد خرجت على مقررات القمم العربية السابقة، في نصرة الشعب الفلسطيني العربي، وتقديم الدعم اللازم لتمكينه من إستعادة أرضه المغتصبة، وفي تأسيس دولته على الأرض الفلسطينية كما أجمعت قرارات الأمم المتحدة والقمم العربية، وتوصيات جامعة الدول العربية ومقرراتها.هل القمة العرب في الجزائر قادرة على وضع خطط وبرامج لدعم الحق الفلسطيني في الساحة الإقليمية والدولية؛ بإستخدام ما تمتلكه الدول العربية بمجموعها من عناصر وعوامل وإمكانات ضغط لا يستهان بها على الإطلاق، لو تم الاستثمار الأمثل لها وبنية صادقة وجادة تهدف إلى الحصول على نتائج مهمة، لو تمت إجادة اللعب بها في المجالين الإقليمي والدولي؟ 

6-مناهضة التطبيع – نتوقف أمام ظاهرة التطبيع الخطيرة التي تشكل طعنة في ظهر الأمة وإختراقاً للجسم العربي، وتراجعاً عن قرارات الإجماع الصادرة عن الجامعة العربية وتجاوزاً لعدالة القضية الفلسطينية. ونرى أن مهمة القوى الوطنية والديمقراطية في بلدان التطبيع هو التصدي لإختراقات العدو الصهيوني، ومنعه من نقل أنشطته المشبوهة إلى الشارع، ومقاطعة كل الأنشطة التي قد يشارك فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ونرى ضرورة أن تفضح وتقاطع وتشهر بالمطبعين من الأفراد كالصحافيين والتجار والجمعيات والنوادي أو الفرق الرياضية، التي تتعامل مع الكيان، حتى لو كلفهم ذلك فقدان فرصة الفوز.

7-إصلاح الجامعة العربية- كان هناك شبه إجماع على أن الجامعة العربية قد إنسلخت تماماً عن هموم المواطنين العرب، وأصبحت مطية لبعض الحكام. لقد كان هناك توافق بضرورة الإصلاح الجذري للجامعة التي خيبت آمال الشعب العربي، وأصبحت كياناً هزيلاً لا دور له في حل الخلافات العربية أو حماية الأمن العربي أو بلورة مواقف موحدة تعبرعن إجماع أمتنا العربية. وصدرت مطالبات ومبادرات عديدة لإعادة كتابة الدستور وتغيير مهماتها وإعطائها صلاحيات واسعة، وإلزام الدول العربية باحترام قراراتها، وتدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء، وتشكيل لجنة من أحرار القوى الوطنية والديمقراطية العراقية والعربية مهمتها مراقبة أداء الجامعة ومدى التزام الدول الأعضاء بمقرراتها.

8-فالاستقلال السياسي يظل ناقصاً إن لم يكن هناك استقلال اقتصادي. لماذا تستورد العراق من إيران بقيمة 22 ملياراً ومن تركيا بقيمة 36 ملياراً ومعظم المستوردات متوفرة لدى دول عربية؟.

9-ضرورة تفعيل حماية الأمن القومي العربي، وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، وتفعيل الصناعات الحربية المشتركة، بين الدول العربية الوطنية وضرورة تأمين الممرات المائية البحرية في المنطقة العربية كالخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر، وإقامة تدريبات عسكرية وأمنية على مستوى الجيوش العربية بشكلٍ دوري لإكتساب الخبرة القتالية، والتنسيق بين مختلف الصنوف والتشكيلات الحربية. 

10- ضرورة أخذ بعين الأعتبار موضوع اللغة العربية، والثقافة العربية اللتان تتعرضان اليوم من خلال ما يسمى بالعولمة (الغربية المارقة - والإمبريالية الأمريكية) التي تحاول بشتى الطرق المعلنة والمسكوت عنها، بالنيل من اللغة العربية واعتبارها من اللغات الجامدة وغير الحيوية، وبالتالي اتهامها بعدم القدرة على مواكبة التطور الحضاري الذي يشهده العالم، وفي المقابل هناك محاولات خبيثة لإنتزاع ثقافتنا العربية الإسلامية من جذورها، وتالياً تهيئة الأجواء النفسية والمادية لإستبدالها بالثقافة المادية الغربية المبتذلة.

11- هل يأخذ مؤتمر القمة بعين الأعتبار قضية غاية في الأهمية، وهي أن أمتنا العربية لا يمكنها البقاء والحفاظ على وجودها واستقلالها ومستقبل أبنائها دون قوة تحميها. وهذه القوة لا بد لها من الجانب المادي الذي يسندها، من خلال اقتصاد زاهر متين يكون هو الداعم لهذه القوة المتمثلة بالجانب العسكري وفي مقدمته الجيوش الوطنية في الدول العربية، والتي بدورها تقوم بواجب الحفاظ على حدود وأمن وسيادة الدول العربية ومرتكزاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. من هنا يجدر بالعرب جميعاً الاهتمام بثرواتهم الاقتصادية والمالية، وفي مقدمتها الثروة الزراعية والعمل على أتباع الطرق والوسائل التي توصل لمرحلة الأكتفاء الذاتي في الغذاء. وجاءت العملية الروسية في أوكرانيا لتثبت أهمية العناية بالثروات الزراعية وتطوير هذه الثروات وتحديث أساليب الزراعة بما يحقق أنتاج أفضل وأوفر.

12- لقد تقاعس وأهمل الأنظمة العربية التعامل مع الطاقة النووية، في حين أنها تعتبر من القضايا المهمة والمصيرية لأمتنا العربية، وقد رأينا والعالم كله كيف تمكن نظام الملالي العجمي الفارسي الإيراني من التعامل مع الذرة والطاقة النووية، بكل قوة وإصرار ومكر رغم القيود التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولنكن واضحين فامتلاك الوسائل المتطورة ومنها المفاعلات والأفران لأنتاج اليورانيوم المخصب بدرجات متفاوتة،هو مصدر قوة وهيبة للعرب، وتدخل في باب التوازن الإستراتيجي في المنطقة، مع الكيان الصهيوني كقوة نووية خطيرة في المنطقة، ونظام الملالي العجمي الفارسي الإيراني الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من إمتلاك السلاح النووي.أما نحن العرب ومنذ تدمير مركز الأبحاث والتجارب النووية (مفاعل تموز) في العراق من قبل الصهاينة في بداية ثمانينيات القرن العشرين، وما تبعها من خطوات تجسسية جائرة من قبل مفتشي الوكالة الدولية المارقة، لم نجد خطوات عربية في هذا المجال.

فهل ينال هذا الجانب اهتمام الزعماء العرب في مؤتمر الجزائر؟ وفيما يتعلق بموقف الدول العربية على مستوى الجامعة في مجال الطاقة النووية. وهنا نضع عدد من الأشارات عن مدى التقاعس والإهمال العربي لموضوع الطاقة النووية:

 أن النظام العربي كان قد أهدر فرص التعليم الخاص بالذرة، من مراكز بحثية ومختبرات وكادر متخصص من العلماء - أ.

  غياب التخطيط العلمي والمدروس لهذا الجانب الحيوي والخطير - ب .

 عدم التنسيق الكافي والتعاون وتبادل الخبرات بين الأنظمة العربية على كافة المستويات – ج.

 فقدان النية والطموح لدى أغلب الدول العربية في إمتلاك الطاقة الذرية – د.

وهنا نشيد على أهمية التصنيع العسكري وضرورة أن يأخذ حيزاً مهماً من مجمل القضايا التي يناقشها القادة المؤتمرون في قمة العرب، وأن يتم تشكيل لجان عمل من العلماء والمهندسين والباحثين في مجال الصناعة العسكرية.لقد كانت جيوش العرب في عصور القديمة، يقاتلون عدوهم بسيوف ودروع ورماح ومجانق التي يتم صنعها بأيديهم، فلم يهدها لهم الروم أو الفرس ؟.

13- ضرورة أن تكون هناك لجنة مصالحة عربية تحاول أن تتوسط في الكثير من الخلافات لإاحتوائها. إذ نرى أن معظم الدول العربية تعيش أزمات كبرى أو حروباً داخلية، أو تعيش أزمات إنسانية كبرى، أو تقيم علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني. كما أن الجزائر بإمكانياتها الضخمة وتوجهاتها العروبية، يمكن أن تسهم مع القوى الوطنية والديمقراطية العراقية والعربية في إنجاح هذه المبادرة لرأب الصدع بين الدول العربية.

14- ضرورة إنشاء مرصد عربي وتقنينه وإنشاء جريدة إلكترونية كمنصة للتواصل العربي والتوجه نحو عقد لقاء موسع في بلد يعطي هامشاً أوسع من الحرية لعمل القوى الوطنية والديمقراطية العراقية والعربية.

15-:أننا لا نشك لحظة واحدة في ظل الصراع الدولي بين المعسكرين الروسي والأمريكي الغربي، بأن الفرصة التاريخية السانحة للعرب في ملء الفراغ، وفي فرض وجودهم بين الشعوب والأمم، وفرض إرادتهم المشروعة، والتأسيس لعلاقات متوازنة مع دول المنطقة والعالم تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة. والإستعداد لإعادة مكانة العرب المعروفة في العالم في عهد الدولة العربية الكبرى وحضارتها العالمية. وكلنا أمل من روؤساء وملوك العرب في هذه القمة أن يبذلوا كل جهد لديهم من أجل اعادة الأمة الى مكانتها ومنزلتها بين شعوب الأرض.. ورغم أننا لا ننكر تعقيدات الظروف التي تمر بها أمتنا العربية ، وأن المشكلات العربية شائكة ومتشابكة، لكننا ننتظر من صانعي القرار من القادة العرب قرارات ومواقف سديدة حاسمة وشافية، ونشد على أيدي صانعي القرار من القادة العرب الوطنيين أن يوفق المؤتمرين في الجزائر العربية الأبية.

16- قضية المياه وما تقوم به كل من إيران وتركيا في قطع إمدادات المياه في نهري دجلة والفرات بهدف تجفيفهما، لإلحاق الضرر بشعبنا العراقي، مما تسبب في جفاف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، والأضرار بحاجات الإنسان العراقي في حياته ومعيشته، وكذلك ما تقوم به أثيوبيا ولابد من وضع حد لهذا العدوان السافر على الأمة العربية الذي يتجاوز ويضرب عرض الحائط بكل القوانين والأنظمة التي ترتب وتنظم تقاسم المياه والإستفادة منها من قبل كل الشعوب التي تمر من خلال أراضيها هذه الأنهار. مطالبة هذه الدول بضرورة الالتزام الفوري بالمواثيق والعهود التي تنظم الحصص المائية في هذه الأنهار الثلاثة، فحرب المياه كما نراها تمس بشكل مباشر الأمن القومي العربي في الصميم.

17-قضية مهمة وخطيرة نرى أن يتضمنها جدول أعمال القمة العربية ، وهي قضية قد تكون الأولى من نوعها، تشكل ثغرة كبيرة في جدار الأمن القومي العربي، ونقصد بها الميلشيات والعصابات والفصائل والأحزاب الإسلام السياسي التي تعيث فساداً في العراق واليمن وليبيا ولبنان، والتي أوصلت هذه الأقطار إلى الدمار والخراب وانعدام الأمن والأمان للمواطن.نرى ضرورة الحوار الجدي الصريح والفاعل الحازم في هذا المؤتمر لبيان كيفية تطهير البلاد والعباد من هذه الفصائل المجرمة.

18-  ضرورة أخذ بعين الأعتبار موضوع تمثيل عربي دائم في مجلس الأمن، من قبل مؤتمر القمة في الجزائر، وهو المطالبة بتمثيل عربي دائم، في أي توسيع مستقبلي في فئة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن،علماً إن عدد سكان الدول العربية، فإنه يفوق 430 مليون نسمة حسب إحصاءات 2020، أي في المرتبة الثالثة عالمياً بعد الصين والهند.ومساحة الوطن العربي تتجاوز 13 مليون و150 ألف كلم مربع، أي الثانية عالمياً بعد روسيا، وتتميز بتحكمها في العديد من المضائق والممرات الحيوية بالنسبة للتجارة العالمية. فـ"العالم أكبر من خمسة"، كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كلنا واثقون من قدرة الجزائر الشقيقة ودورها المحوري في المنطقة العربية في تجاوز هذه الصعاب والمهام الكبرى.

أننا نشعر بتفاؤل ممزدوج بالثقة في رئاسة القمة العربية، بأن المؤتمر الحادي والثلاثين سيكون مؤتمراً ناجحاً في كل المقاييس رغم أن جدول أعماله شائكاً ومعقداً، فأمام القادة العرب مهام جساماً ينبغي إيجاد الحلول وبانتظار التغيير الثوري في كل من العراق والسودان ولبنان واليمن وسورية، والقضاء على الفتنة الطائفية التي صنعها عملاء الفرس في العراق ولبنان واليمن، وإستقرار الأوضاع في ليبيا. ونشد على أيدي صانعي القرار من القادة العرب الوطنيين أن يوفق المؤتمرين في الجزائر العربية الأبية.

ويرى حزبنا الشيوعي العراقي ضرورة أن تصدر عن مؤتمر القمة المقبل في الجزائر مواقف جادة وبرامج عمل تهدف إلى التصرف كأمة واحدة تركز على ما يجمعها وتستبعد ما يفرقها، وتأخذ موقعاً موحداً في الصراعات الحالية بين الكتل الدولية، إذ لم يعد بمقدور دولة واحدة أن تقف أمام هذه التيارات العارمة، فإما أن تقف الأمة العربية موحدة في مواجهتها، وإلا فتذروها الرياح العاتية إذا واجهتها فرادى.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي -الإتجاه الوطني الديمقراطي 

بغداد المحتلة

19- 9- 2022

وسوم: العدد 998