عيد الإمام الحبيب شراك

فقه الإمام الحبيب شراك عبر صلاة الجمعة ليوم العيد:

صلينا صلاة العيد ثمّ صلاة الجمعة كما هو معهود منذ أربعة عشر قرنا. وكان الإمام الحبيب شراك Issa Ben Yahya فقيها حين اكتفى بجمع التبرعات لأحد المساجد عوض درس الجمعة الذي يقام في مساجد الجزائر منذ قرون طويلة، واختصر في خطبة على كلمات قليلة، ودعاء قصير رأفة ورحمة بالمصلين الذين سبق لهم أن صلوا صلاة العيد، وهذا من فقه الإمام وعظمته.

ويكون بهذا الإمام قد جمع فضائل صلاة العيد، وصلاة الجمعة في يوم واحد والتي حرص على أدائهما معا.

حرص الإمام الحبيب شراك على تعليم، وتحفيظ القرآن الكريم:

من عظائم إنجازات إمام حي الشرفة، منطقة 5، الشلف أنّه سهر على تعليم، وتحفيظ القرآن الكريم، والمتون، والخطابة، والأذان لأبناء المسلمين. 

يكفي فخرا أنّ من تلامذته صلوا بالمصلين جزء من صلاة التّراويح، وتناوبوا فيما بينهم على إمامة المصلين لصلاة قيام اللّيل، وطيلة العشر الأواخر من رمضان.

وما زال تلامذته يضمنون الدوام بإمامة المصلين إثر غيابه الأسبوع الذي يلي يوم العيد بسبب غيابه عن أهله في تيارت طيلة شهر رمضان بأكمله لأنّه يتفرّغ لإمامة المصلين في الصلوات، وصلاة التّراويح، وتوزيع قفة رمضان، والحرص على مراجعة القرآن الكريم مع تلامذته، بالإضافة إلى الصلح بين المتخاصمين.

صلى بنا اليوم -وهو اليوم الثّاني من العيد- أحد تلامذة الشيخ فأخطأ في الركعة الثّانية فقام تلميذ آخر من تلامذة الشيخ بالفتح على زميله، فقلت: الحمد لله من جعل من تلميذا من تلامذة الشيخ النجباء يصلي بالنّاس، وتلميذا من تلامذته يفتح على زميله. وهذا من ثمرات سهر، وعرق الإمام.

من مسابقة محلية إلى مسابقة ولائية في انتظار وطنية، ودولية:

قام الإمام الحبيب شراك بإجراء مسابقة المؤذن الصغير، والخطيب الصغير[1] والتي جمعت تلامذة الإبتدائي، والمتوسط المجاورة للمسجد. وشهدت تنافسا شديدا إلى درجة أنّ لجنة التّحكيم الموقّرة وجدت صعوبة في ترتيب الفائزين.

تشاء حكمة ربّك أن يحضر مدير مديرية الشؤون الدينية والاوقاف لولاية الشلف السيّد حجاج الحاج، وأعجب أيّما إعجاب بالمبادرة الحسنة، والتنظيم الجيّد، والمستوى العالي جدّا للخطباء الصغار وهم يعتلون منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم باحترافية تكاد تلامس تجربة الكبار من الخطباء، وهيئة تسرّ الناظرين، وأداء يجذب الأذان، وأخلاق عالية تدخل السرور لقلوب الجميع.

ومن فرط إعجاب مدير الشؤون الدينية بالمبادرة قرّر وفي نفس الجلسة أن يجعل منها مسابقة ولائية تضم كلّ بلديات، ودوائر ولاية الشلف وبعنوان: الخطيب الصغير، والمؤذن الصغير. وأوصى بتكريم الفائز من الخطيب الصغير، والمؤذن الصغير من طرف والي ولاية الشلف أثناء توزيع الجوائز على حفظة كتاب الله تعالى، وأدرجهم فورا ضمن القائمة الذهبية.

ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لإمام مسجد النور منطقة 05 الشرفة، الشيخ الحبيب شراك على سعيه الدائم، وسهره الدؤوب على إنجاح المبادرة والمسابقة، وتقديمها في أحسن ثوب، والوقوف على نجاحها بنفسه.

مايجب قوله في هذا المقام الدور الكبير الذي قام به شباب حي الشرفة، منطقة 5 الذين وقفوا مع الإمام في سعيه وحرصه، والمحسنين الذين أشرفوا على تشجيع الإمام بكلّ صدق وأمانة ووفاء، ولجنة التحكيم ذات المستوى العالي جدّا، والتّلاميذ، والفائزين بما استطاعوا أن يقدموه من جوائز، وبعض المال، والطعام، والشراب.

وسوم: العدد 1029