سيسجل التاريخ للأجيال القادمة العار والشنار اللاحقين بعالم اليوم

سيسجل التاريخ  للأجيال القادمة العار والشنار اللاحقين بعالم اليوم المتقاعس بكل خسة عن التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة  الجماعية  

إن أول عار وشنار يخزى بهما عالم اليوم ، وفي مقدمته العالم الغربي المهيمن بالقوة على صنع القرار وإنفاذه هو القفز المتعمد عن بداية مأساة الشعب الفلسطيني المظلوم بسبب ترحيل الغرب في فترة احتلاله للبلاد العربية  اليهود من كل أصقاع العالم إلى وطنه، وتسليحهم ومساعدتهم على احتلال أرض ليست أرضهم ، وتصفيته وتهجيره قسرا بناء على أسطورة من صنع خيال و وهم مثير للسخرية  مفادهما أن أرض فلسطين وما جاورها هي وطن قومي لليهود.

هذه  هي حقيقة مظلمة الشعب الفلسطيني التي  سجلها التاريخ الحديث ، والتي يتعمد العالم الغربي على وجه الخصوص  القفز عليها ، والانطلاق من تداعياتها بعد مرور عقود عليها كي يجرم ظلما  مقاومة الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه المغتصب من الاحتلال الصهيوني .

 والتاريخ الذي سجل هذه المظلمة الصارخة، لم يغفل عن إدانة الغرب  لمشاركته الفعلية فيها سواء تعلق الأمر بالإنجليز أو بالأمريكان أو بباقي أقطار أوروبا الغربية التي غضت  الطرف  عنها ، وأيدت  الصهاينة في كل ما ارتكبوه من جرائم وحشية في حق الشعب الفلسطيني ، وظلت تدعمهم بالمال والسلاح ، والدعاية الإعلامية ، والتأييد في المحافل الدولي ، وتعطيل كل القرارات التي يتخذها  أكبر محفل وهو مجلس الأمن الدولي في حقهم ، وذلك  باستعمال الفيتو، وهو ما جعلهم يطغون طغيانا قد بلغ اليوم حدا غير مسبوق  مما جعل  الإرادة الدولية والقانون الدولي معطلين ، وجعل الصهاينة  يتمادون في الاستخفاف بآدمية الشعب الفلسطيني  وذلك بطغيان يفوق كل أنواع الطغيان التي مرت بها البشرية من قبل  ، وسجلها التاريخ في عصر نابت  فيه عن الأسلحة البيضاء  التي كانت تستعمل في مجازر الماضي أسلحة دمار شامل تبيد البشر، والشجر، والحجر ، وهي تُصنَّع في مصانع الغرب ، وتهدى  تكرما ومجانا إلى صهاينة كي يزدادوا شراسة وعدوانية على شعب أغزل يطالب بحريته ، وباستقلال وطنه المغتصب بالقوة .

 سيسجل التاريخ الخزي اللاحق بالرئيس الأمريكي الذي طار إلى دول الخليج ليبتز أنظمتها المنبطحة  له مخافة نقمته ، ويعود إلى بلاده بالترليونات من أجل صنع رفاهية شعبه وبلاده  في وقت لا يجد الشعب الفلسطيني المحاصر رغيف خبز، ولا جرعة ماء ، ولا مصل دواء ، وهو تحت القصف الوحشي المتواصل  ليل نهار وضحاياه أطفال،، ونساء وشيوخ  بوحشية  وهمجية فوق كل وصف .

وسيسجل التاريخ الخزي اللاحق بكل قادة العالم الغربي الذين لم يتوقف لحظة  إمدادهم للكيان الصهيوني بأسلحة الدمار الشامل الذي يجرب في قطعة محاصرة من أرض فلسطين  ، وهم  يمارسون النفاق بكل خسة  ولؤم حين يتظاهرون بالإشفاق الكاذب على الجياع  المحاصرين وهم تحت القصف مع أنهم أول المسؤولين عنه ، يهددون بإيقاف تسليح الصهاينة لكنهم لا يفعلون .  

وسيسجل التاريخ الخزي اللاحق بكل قادة العالم الآخرين الذين  يقفون عاجزين عن وضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني بالرغم من أن كثيرا منهم   قادرون على ذلك ، ولهم من القوة والسطوة  ما لا يعجزهم عن كبح عدوان  الكيان الصهيوني  ، وهم بذلك يشاركونه  بشكل أو بآخر في صنع هذه المأساة من خلال الاعتراف به وهو خارج طائلة القانون ، و التعامل مع اقتصاديا وعسكريا وفي كل المجالات  دون تأنيب من ضمير.

وسيسجل التاريخ أشكالا أخرى  من الخزي ستلحق كل من  يقدر على إيقاف هذه الإبادة الرهيبة و لا يحرك ساكنا ، ويكتفي  بترديد عبارات الأسف المغشوش الذي هو تشف وشماتة بشعب مظلوم ظلما لا مثيل له في التاريخ .

وسيسجل التاريخ خزي السواد الأعظم من شعوب المعمور التي تقف عاجزة عن الضغط على قادتها كي يوقفوا هذه الإبادة المنكرة .

وسيسجل التاريخ خزي ذوي القرابة من عرب ومسلمين عليهم تقع مسؤولية رفع الضيم عن إخوانهم المضطهدين ،وقد عجزوا عن إمدادهم برغيف خبز أو جرعة ماء أو مصل دواء، وهم في غفلة عنهم لاهون، لا يتداعون تداعي الجسد بحمى ولا بسهر لشكاة عضو منه مكلوم  كما أوجب عليهم ذلك الشرع .

وسيسجل التاريخ خزي  كل الشامتين  أقارب أوأباعد بهذا الشعب المقهور المظلوم فوق أرضه المحتلة ، وهو يشكو ظلم الظالمين وخذلان الخاذلان  لرب العالمين الذي جعل يوم الدين موعدهم أجمعين .  

ولن ينسى التاريخ  كذلك تسجيل مواقف من وقفوا معه  في أحلك اللحظات بما استطاعوا ولو بألم اعتصر قلوبهم   وهم يتابعون ما تعرضه وسائل الإعلام من صور المروعة  تفاخر وتباهي بها الفاشية الصهيونية فوق أرض احتلتها بالقوة ، وساعدها على عدوانها طغاة الغرب المتورطون معها في جرائم الإبادة ، ونفاقهم مكشوف  حين يتظاهرون بحسرتهم على الضحايا الفلسطينيين ، وبصمتهم المخزي على ما تقترفه أعتى فاشية عرفها التاريخ  من جرائم فوق مستوى الوحشية والهمجية بأشواط بعيدة .

وليس  لطغاة الغرب بعد هذا الذي حدث ، ولا زال يحدث أن يكذبوا على شعوب العالم  مدعين أنهم رعاة  وحماة القيم الإنسانية ، وهم في حقيقة الأمر رعاة الفاشية الصهيونية بامتياز.

وسوم: العدد 1126