جميل أن تُصلح وتُرمَّم مرافق مدينة الألفية التي خُرِّبت ولكن
جميل أن تُصلح وتُرمَّم مرافق مدينة الألفية التي خُرِّبت لكن لا مندوحة عن مساءلة ومحاسبة كل من كانت له يد من قريب أومن بعيد فيما آلت إليه من خراب
بمجرد تقلد السيد الوالي الجديد مسؤوليته بمدينة الألفية ، بادر موقع وجدة سيتي إلى مناشدته عبر مقالات وفيديوهات كي يتدارك كل أنواع وأشكال الإهمال الذي طالتها ، وقد تعاقب عليها عدة ولاة وهي غارقة في الإهمال ،ينطبق عليها المثل القائل " وبقيت دار لقمان على حالها " ،وهو مثل يضرب تعبيرا عن طول عهد المرفق أو الشيء بالتغيير. وبالمناسبة هذه الدار ليست دار لقمان الحكيم المذكور في القرآن الكريم كما يظن البعض ، بل قيل هي دار قاض بمدينة المنصورة المصرية ، ويدعى إبراهيم بن لقمان ، وقد شيدت في القرن العاشر الميلادي وسجن بها قادة صليبيون .
ولقد بادر السيد الوالي الجديد مشكورا باتخاذ قرارات ترجمتها إجراءات ميدانية ملموسة ،وآمال ساكنة مدينة الألفية العريضة معلقة على مواصلة إخراجها من حال دار لقمان إلى أحسن حال يرجى لها .
ولقد استرعت انتباه المواطنين الأشغال الجارية في النافورة المحاذية لمسرح محمد السادس، والتي حل بها الخراب ، وكان موقع وجدة سيتي أول من ناشد السيد الوالي الجديد بتدارك ما آلت إليه كل نافورات المدينة التي غارت مياهها ، وانطفأت أضواؤها مددا طويلة ، وأتلف رونقها ، وسلبت بلاطاتها ومصابيحها، وتحول بعضها إلى مطرح للنفايات ، ومقر لتسكع المتسكعين .
ولا شك أن المواطن الوجدي وهو يرى عملية إصلاح أو ترميم أو تجديد هذه النافورة قد سعد كثيرا بذلك ، ولا يسعه إلا شكر الوالي الجديد الذي جاء بالجديد وألسنة السعداء بذلك تردد : " جميل أن تصلح وترمم هذه النافورة التي خربت، وغيرها ،ولكن لا مندوحة عن مساءلة ، ومحاسبة كل من كانت له يد من قريب أو من بعيد في ما آلت إليه من خراب، وهم على التوالي كالآتي :
1 ـ المقاول الذي ظفر بصفقة إنشائها إذا ما كشفت الخبرة والتحري أنه كان مقصرا أو غاشا في إنشائها .
2 ـ المسؤول الذي وقع على الصفقة مع المقاول ،ولمّا يتأكد من جودة الإنشاء .
3 ـ المسؤول عن المقاطعة التي توجد بها ،ولمّا يحرك ساكنا حين كانت الأيدي تمتد إليها بالتخريب ، ومكوناتها تسلب .
4 ـ أعوان السلطة في المقاطعة الذين لم يبلغوا عن التخريب والنهب لحظة وقوعه وهم عيون السلطة المتحركة .
5 ـ المنتخب الفائز في الدائرة التي توجد بها النافورة ، والذي غفل أو تغاضى عن خرابها ونهب محتوياتها ولم يقم بواجبه وقد وضعت فيه الساكنة ثقتها .
6 ـ الحارس ـ إن وجد فعلا ـ والذي أوكلت إليه مسؤولية حراستها ،ولم يقم بواجبه على الوجه المطلوب .
فهؤلاء كلهم مسؤولون عن خراب هذه النافورة وغيرها، ويمكن معرفتهم والوصول إليهم إلا أن المخربين والناهبين لا سبيل لمتابعتهم إلا حين يغادرون هذه الدنيا إلى دار الحساب والجزاء ، وقد يعجل الله تعالى لهم العقوبة الصغرى في الأولى، ويدخر لهم العقوبة الكبرى في الآخرة .
وما قيل عن هذا المرفق المخرّب، ينطبق على كل المرافق الأخرى المخربة وهي على سبيل المثال لا الحصر كالآتي :
1 ـ شوارع وأزقة مرت بها أشغال مخلفة فيها حفرا وأخاديد ، و أرصفة محطمة دون ترميم أو تنسيق ، وبقايا الحفر والتزفيت والتبليط ...
2 ـ أعمدة كهرباء إسمنتية متصدعة في أسفلها وآيلة إلى السقوط أو حديدية مسلولة الأسلاك في أسفلها تشكل خطرا على المارة .
3 ـ مساحات خضراء أهملت ، وأتلفت أشجارها ونباتاتها بفعل فاعل أو بقطع ماء السقي عنها وقد تحول بعضها إلى مطارح زبالة كما خرب ما ثبت فيها من مقاعد إسمنتية أو خشبية أو حديدية .
4 ـ قمامات أتلفت إما من طرف من يلقون فيها زبالتهم أو ممن يلتقطون منها مهملات ، وما تطعم به مواش من مواد نافقة أو من طرف عمال النظافة أنفسهم الذين لا راعون سلامتها. ولقد طرحت أعداد كبيرة منها قد أتلقت في ضاحية من ضواحي المدينة دون إصلاحها من جديد كي تستعمل مرة أخرى .
5 ـ المقاهي والمتاجر التي تحتل الأرصفة وتضطر المارة إلى السير في الشوارع والطرقات .
6 ـ الساحات والشوارع والممرات العمومية المحتلة من طرف الباعة المتجولين وممن يسمون " الفراشة " الذين يعرضون سقط المتاع .
7 ـ الفضاءات المجاورة للمساجد التي تتحول عقب الصلوات الخمس إلى أسواق اعتداء على حرمتها بحيث تجاور شر البقاع خيرها ، يا حسرتاه .
8 ـ المجاري المنسدة بالأتربة وأكياس البلاستيك وغيرها من أنواع الزبالة ، والتي تتسبب في غمر مياه الأمطار الشوارع والطرقات .
9 ـ بقايا مواد البناء التي تقلى إما في القطع الأرضية غير المبنية أو في ضواحي المدينة ،وحتى وسط أحيائها السكنية .
10 ـ الحواجز الإسمنتية المعروفة بظهور الحُمُر وبعضها تكاد أحجامها تحاكي أحجام أسنمة الإبل ، وتكون غالبا دون ما يدل عليها من صباغة أو إنارة نهارا أو ليلا.
11 ـ الشوارع والأزقة التي يحولها حراس السيارات من تلقاء أنفسهم إلى مواقف مؤدى عن ركن السيارات فيها قسرا ، ليس بقوة القانون، بل بقوة سواعدهم وسلاطة ألسنتهم .
12 ـ خيام الحفلات والعزاء المضروبة في الشوارع بما فيها الرئيسية والتي تعرقل حركة المرور، وتتسب في عنت كبير للراجلين والراكبين على حد سواء.
13 ـ استعراضات أرباب الدراجات النارية من مختلف الأحجام في بعض الشوارع والتي تقلق راحة المواطنين بسبب هدير محركاتها و زعيق أبواقها وهي تهدد حياتهم بسرعتها الجنونية ، وتهور أصحابها مع ركنها بأعداد كبيرة تحت الأرصفة قبالة المقاهي .
14 ـ الجداريات غير المرخص لها والتي تطلى بها جدران بعض المساكن الخاصة دون علم أصحابها في غيابهم ،وأسوار بعض المرافق العمومية .
15 ـ جدران المساكن التي لا يغطى آجرها بالإسمت أو لا طلى إسمنتها بصباغة أو لا ترمم بعد تآكلها.
16 ـ تراكم الزبالة في بعض الشوارع والأزقة بسبب قلة الحاويات أو عدم وجودها أصلا .
17 ـ انتشار الأكياس البلاستيكية بشكل كبير في الشوارع والأزقة بالرغم من إجراء منع استعمالها من طرف الباعة كما يصرحون بألسنتهم .
18 ـ تحول بعض الشوارع والأزقة والساحات العمومية إلى ملاعب كرة القدم ،وهو ما يعرض حياة الأطفال الصغار إلى الخطر ، ويسبب الإزعاج للساكنة .
19 ـ ظاهرة التسول عند أضواء المرور، وانتقال المتسولين بين المركبات أو استغلال أطفالهم الصغار للقيام بذلك معرضين حباتهم للخطر ، وقد يتحرك بعض المتسولين المقعدين بكراسيهم المتحركة بين السيارات التي تكون على أهبة الانطلاق بعد التوقف لحظات عند تلك الأضواء .
20 ـ ظاهرة عربدة مشجعي فرق كرة القدم في الشوارع والأزقة خصوصا الأغرار منهم مع الاعتداء على المرافق العامة والخاصة .
كل هذه الآفات تتوزع المسؤولية المباشرة عنها بين أطراف أو أفراد لا بد من مساءلتهم ومحاسبتهم كل حسب موقعه ومهمته ، وحسب درجة تقصيره أو تفريطه . فهل يا ترى ستحصل هذه المساءلة ،وهذه المحاسبة تزامنا مع إجراءات الإصلاح المختلفة من أجل تغيير حال دار لقمان ؟؟؟ والجواب عن السؤال رهين بما يعكسه الواقع ويشهد عليه .
وسوم: العدد 1126