أمازال المنخدعون بمقولة " معاداة السامية " لم يتأكدوا بعد من أن الصهاينة هم من يعادون كل الأعراق البشرية
أمازال المنخدعون بمقولة " معاداة السامية " لم يتأكدوا بعد من أن الصهاينة هم من يعادون كل الأعراق البشرية بسبب عقدة العنصرية المزمنة والمتجذّرة فيهم؟؟؟
تلقى العالم باستغراب واستنكار شديد وشجب يوم أمس نبأ استيلاء البحرية الصهيونية في المياه الدولية على السفينة المتوجهة إلى قطاع غزة من أجل كسر الحصار الخانق على أهله الذين يعانون من مجاعة مهلكة ،واعتقلت كل من كانوا على متنها مع منع أية تغطية إعلامية من شأنها أن تفضح ما تعرضوا له من إهانة ومن تنكيل ،لا لشيء إلا لأنهم أصحاب قلوب رحيمة رقت لحال رضّع وأطفال صغار ، ونساء ، وشيوخ يموتون جوعا وعطشا ، ومرضا ، وهم تحت القصف المستمر ليل نهار بطائرات ومسيرات ، وصواريخ ، ومدفعية أمريكية وأوروبية الصنع ،قدمت للصهاينة بكل سخاء ، وفي غياب الضمير الحي المؤنب ، وفي تجاهل متعمد لكل الصرخات والنداءات الصادرة عن شعوب المعمور المنددة بجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة في قطاع غزة.
ومعلوم أن الشعوب في بلاد الغرب بشطريه الأوروبي والأمريكي انخدعت ، ولا زال كثير منها لحد الساعة منخدعا بسبب التضليل الإعلامي المتصهين والممنهج منذ الحرب العالمية الثانية بمقولة " معاداة السامية" ، التي اتخذها الصهاينة ذريعة استغلوها ، وارتزقوا بها من أجل احتلال أرض فلسطين ، ولا زالوا يسوقونها إعلاميا ، وكأن أهل فلسطين كانت لهم أيد خفية في اضطهاد النازية الألمانية للسامية . وعوض أن تدفع ألمانيا ومعها دول أوروبية أخرى شريكة لها ثمن ذلك الاضطهاد ، صار الشعب الفلسطيني هو الضحية ، والقربان الذي قدمه الأوروبيون إرضاء للصهاينة تحت طائلة " طابو معاداة السامية " وقد صار خطا أحمر لا يسمح بتجاوزه، علما بأن الطابو يتعامل معه بهذا الشكل بغض النظر عن مدى كونه مبررا أو حتى متناسقا مع القوانين والشرائع .
ولقد اكتشف العالم بأسره منذ احتلال الصهاينة لأرض فلسطين سنة 1948 طبيعتهم العنصرية التي يلوحون في وجه كل من ينكرها أويستهجنها بتهمة أو جريمة "معاداة السامية " ،علما بأن الصهاينة يسمحون لأنفسهم بمعاداة كل الأعراق البشرية، ذلك لأن أساطيرهم التلمودية قد ولدت لديهم عقدة الاستعلاء العرقي فوق كل البشر .وبسبب هذه العقدة المزمنة عندهم احتلوا أرض فلسطين ، وقد أعانهم على ذلك الاحتلال البريطاني ، ومعهم دول غربية أخرى إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي صارت طرفا في الصراع الدائر في فلسطين بين أصحاب الأرض والمحتل الصهيوني .
ولقد كانت كل الممارسات العنصرية التي مورست على الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه سنة 1948 كافية لتؤكد لشعوب العالم الغربي الطبيعة العنصرية للصهاينة ، لكنها من الأسف الشديد ظلت منخدعة لعقود بمقولة " معاداة السامية " التي ظل الإعلام الغربي المتصهين والمحتكر من قبل الصهيونية يمررها ،ويذيعها، ويكرسها في كل أرجاء العالم ، وتؤيده في ذلك الإدارات الغربية حتى صارت تلك المقولة عبارة عن " طابو" بموجبه اعتبر الكيان الصهيوني العنصري ضحية في كل الأحوال دون أدنى تحرّ أو تبيّن ، بل بالتسليم المطلق .
ولقد ارتفعت بشكل كبير وتيرة التطبيل لمقولة " معاداة السامية " عندما حدث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر سنة 2023 ،والذي اعتبرته الأنظمة الغربية عدوانا من الفلسطينيين على الصهاينة مع القفز المتعمد ،والإهمال التام للأسباب الكامنة وراءه حيث كان قطاع غزة يعيش تحت حصار خانق مدة 18 سنة تخللها العدوان الصهيوني المتكرر على أهله سنوات 2008 ،و 2009 ، و2012 ، و2014 ، و2021 ، و2022،ومع القفز المتعمد أيضا على المؤامرة المدبرة بليل، والتي كان الكيان الصهيوني على وشك تنفيذها بموجب ما سمي صفقة القرن التي هي مؤامرة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية وقد تورطت فيها أطراف عدة لم يعد أمرها سرا .
ولقد كشف العدوان الصهيوني الأخير على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ،والذي لا زال مستمرا دون هوادة عن الطبيعة العرقية والعنصرية والنازية للكيان الصهيوني، والتي يتباهى بها قادته الدمويون دون حرج ، وبعلم العالم بأسره ، ومع ذلك لا زالت الإدارات الغربية في أوروبا وأمريكا الشمالية يسوق إعلامها المتصهين بين شعوب بلدانها لمقولة " معاداة السامية " في وقت عرفت كل هذه الشعوب الحقيقة المغيبة عمدا منذ عقود ، وهو ما جعل الكثيرين يخرجون في مظاهرات مليونية منددة بجرائم الإبادة الجماعية في القطاع ، وجرائم الحصار الخانق مع التجويع ، والتخطيط لتهجير قسري لأهله من أجل إنجاز ما سمي بمشروع " ريفيرا ترامب "، وهو مشروع يموه على إعادة احتلال الصهاينة لقطاع غزة .
وها هي سفينة كسر الحصار المنطلقة من أوروبا تساق ظلما وعدوانا من وسط المياه الدولية ، وتصادر ، ويعتقل من كانوا على متنها تحت التعتيم الإعلامي الكامل على ظروف اعتقالهم ، لمجرد أنهم عبروا في رحلتهم الرمزية عن إرادة شعوب العالم الحر الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية حصارا ، و تقتيلا ، وتجويعا.
وستصل بعد أيام قليلة مسيرات عربية رمزية إلى الأراضي المصرية لكسر الحصار عن أهل غزة ، ولا شك أن الكيان العنصري سيتعامل معها أيضا بنفس العدوانية التي تعامل بها مع سفينة كسر الحصار، خصوصا وأن قادته الدمويون يفاخرون بأن أديهم طويلة تصل برا، وبحرا، وجوا إلى كل مكان في العالم ، وفي هذا منتهى الإصرار على عدوانيتهم ودمويتهم ،وعنصريتهم .
وأخيرا نتساءل أما زال في هذا العالم مخدوعون بمقولة " معاداة السامية " ،لم يتأكدوا بعدُ من أن الصهاينة هم من يعادون كل الأعراق البشرية بسبب عقدة العنصرية المزمنة عندهم ، والمتجذرة فيهم ؟؟؟
وسوم: العدد 1127