أمثال خاصة بعرب السّواحرة قضاء القدس الشّريف

جميل السلحوت

معروف أن لكل جماعة متجانسة جوانب ثقافيّة خاصة بها، ومنها المثل الشّعبيّ، حيث عُرف أنه لكلّ منطقة بعض الأمثال الخاصّة

التي لا يفهمها إلاّ أهل تلك المنطقة، وقد عرف العرب أنّ لأهل مكّة أمثالهم، ولأهل المدينة أمثالهم وهكذا. وهذا لا يعني إهمال بقية الأمثال العامّة التي يفهمها جميع أبناء الجنس الواحد كالأمثال العربيّة مثلا، بل إن هناك أمثالا عالميّة يتداولها جميع البشر، لأنّ الشّعوب إذا عاشت ظروفا متشابهة تنتج ثقافة متشابهة، ومن الأمثال الخاصّة جدا في عرب السّواحرة وهم قريتي الّتي تقع الى الجنوب الشّرقيّ من القدس الشّريف، وأشهر جبالها جبل المكبّر الّذي وقف عليه الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه عندما جاء القدس فاتحا من الجابية في مصر، وعندما اكتحلت عيناه بالمدينة المقدسة من قمة الجبل هلّل وكبّر وخرّ ساجدا لله، فسمّوا الجبل جبل المكبّر، وهو يبعد كيلو مترين اثنين هوائيّين عن أسوار القدس القديمة ومن الأمثال الخاصّة بعرب السّواحرة: 

 لأحدهم، فإذا ما اشتكى أحدهم من وضع صحّيّ سيّء، وسأله آخر عن حاله كان يجيب: مثل"  التّين في الفردة".

 العمل في مشروع البوتاس، فوعدهم خيرا، ثم حمل الفخذة المطبوخة وبضعة أرغفة من الخبز وامتطى حماره، وواصل طريقه إلى عمله، وبعده مرّ أشخاص من المنطقة، فامتدح أهل الطّفل الفقيد قراءة احمد السلحوت لهم، فسألوهم ماذا كان يقرأ لكم لمعرفتهم أنّه أمّي؟ فرددوا على مسامعهم ما قرأ؟ فضحكوا وضربوا بهذا الحدث المثل .

 للضّيوف أكثر من شيخ الحامولة، لكن الصّيت والسّمعة الحسنة بالكرم كانت للشّيخ الذي كان اسمه ذائعا في مناطق أخرى، حيث كانوا يحترمون أبناء الشّقيرات على سمعة شيخهم الكريم ، فاغتاظ حمدان الأزعر من ذلك، وقرّر أن يقوم بعمل سيذكر الآخرون اسمه من خلاله، فقام بتقطيع أذن حمير حامولة الشّقيرات، وكلما مرّ بهم أحد أو زارهم ويرى الحمير كان يسأل: من قطع أذان حميركم هكذا؟

 فيجيبون : حمدان الأزعر، فضربوا به المثل .

هل أخرجتم صدقة الفطر عن الجِمال؟

وأقنعهم بأن يخرجوا صدقة الفطر عنها كي يأخذ منهم بضعة قروش للساّئل؟ وهكذا احتال عليهم بذكاء كي يقدّم شيئا للسّائل فضربوا بهذا العمل المثل .

أقاربه وهو يرعى الأغنام وقتله ببندقيّته، ثم نادى على أبناء الحامولة زاعما أنه وجده مقتولا، وأثناء الجنازة كان يقود الجمل المحمول عليه النّعش"، ويلطم ويصيح بأنّه سيأخذ ثأره من القاتل، وبعد الدّفن اتّهم أهله آخرون بأنّهم قاتلوه، فجاء شخص من حامولة أخرى كان قد رأي الحادث، وشهد بما رآه وأنّ داهوم هو القاتل . فضربوا به المثل .

”روح هذا الرّغيف عن روح أبوي” فضربوا بها المثل .

القرن العشرين .

الحبارة : هي نوع من الطّيور .

ويقال أن عددا من الأشخاص من قبيلة بدويّة كمنوا له ليضربوه انتقاما من عشيرته لخلاف ما، وبينما هم في الكمين مرّ بهم غزال فأطلق كلّ واحد منهم النّار عليه، فأخطأوه بينما هو أطلق رصاصة في الهواء، فاصابت طائر الحبّار صدفة، وعندما اقترب منهم أبو عايشه وكان لا يراهم، ظنّوه قنّاصا ماهرا وفروا هاربين، ولما بانت الحقيقة لجماعته ضربوا به المثل .

 لماذا ضحكت؟ فأشار إلى نار مشتعلة في الضّفّة الشّرقيّة لنهر الأردنّ، وحدّدوا المكان أنّه مضارب قبيلة العدوان فضربوا به المثل .

مثل معيوفة راحت تحجّ ورجعت بزوج: معيوفة امرأة من حامولة الشّقيرات، توفّيت في ثلاثينات القرن العشرين، وكانت درويشة متديّنة، وذهبت لقضاء فريضة الحجّ وهي أرملة عجوز دون محرم، فقالوا لها أثناء السّفر أنّ حجّها غير مقبول لعدم وجود محرم معها، وأقنعوها بالزّواج من حاجّ مغربيّ كفيف؛ كي يتقبّل الله منها فريضة الحجّ، وعادت بهذا الزّوج الكفيف إلى أهلها، فغضبوا منها وأخذوا الزّوج الكفيف وتركوه في ساحات المسجد الأقصى.

مثل معيوفة دبّت في البير وعلى بابه مية زلمه: ومعيوفة هي المرأة نفسها 

الّتي عادت من الحجّ بالزّوج المغربيّ الكفيف، فوبّخوها وضايقوها ممّا 

اضطرّها أن تلقي نفسها بالبئر القريب من بيتها لتخلص من هذه الحياة،

وكان عشرات الرّجال من أبناء الحامولة قد جاؤوا مهنّئين بسلامة عودتها بعد قضاء فريضة الحجّ، وكانوا يجلسون تحت شجرة زيتون معمّرة قريبا من البئر، فقفز أحدهم في البئر وأنقذها من الغرق، فقال بعضهم أنّ 

محاولتها الانتحار ليست جدّيّة، لأنّها تعلم أنّ الرّجال بجانب البئر وبالتّأكيد فإنّهم سينقذونها. وضربوا بها المثل.

الخلاصة: لكلّ مدينة وقرية وتجمّع سكّانيّ أمثالها الخاصّة الّتي لا يفهمها غيرهم، وليت البعض يقوم بجمع هذه الأمثال وحتّى الحكايات الشْعبيّة في منطقته وتدوينها لحفظها من الضّياع.

وسوم: العدد 1128