المصارحة الجادة: سلاح الناجحين لتفادي الإخفاقات

حشاني زغيدي

في زمن التسارع والمنافسة، تتحوّل المؤسسات التي تتجاهل تقييم أخطائها إلى أطلال..

فكيف تكون المصارحة الجادة درع الوقاية؟

يخطئ البعض حين يضيق ذرعًا بالوقفات التقييمية الجادة، وما النكسات والإخفاقات الحاصلة إلا نتيجة لتغافل محطة مهمة في إدارة المشاريع بكل أشكالها وأنواعها، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. نهمل التقويم الجاد، الذي به نثمّن المسار أو نعدّله.

ومن أساليب التقويم أسلوب المصارحة — أو ما يسميه البعض جلد الذات — وقد وظّفه القادة الناجحون مع شركائهم، سواء كانوا موظفين أو مسؤولين على مصالح خدمية أو إدارية، بغرض تقويم المعوّج وإصلاح الخلل المسجل في البرنامج المسطّر، أو تطوير البرامج وتحسين مردودها.

من جملة العبارات الإجرائية الواضحة، التي تتجه صوب عمق المشكلة، نذكر مثلًا:

إن مثل هذا التقييم يعد ظاهرة صحية، لأن أغراضه لا تتجه للنيل من القائد أو الموظف أو المسؤول، بل هو دعم وتقويم يسهم في تطوير العمل المؤسسي، قصد رفع وتيرة العمل وتثمينه، لتحصيل النجاح والتفوق.

وعلى القائمين على العمل المؤسسي أو المشاريع أن يوظفوا هذا التقويم في مختلف مراحل إنجاز المشاريع، حتى يتحقق الارتقاء لمصاف المؤسسات الرائدة، من خلال انتهاج هذه الأساليب الفعالة في المتابعة الدورية أو المراحل الختامية. فنحن بحاجة إلى نقد يقدم إضافة نوعية، لا نقد يُراد من خلاله كسر العزائم أو ترويع الموظفين والمسؤولين أو تخوينهم، بل نقد يتجه صوب البناء، لتقوية إدارة مشاريعنا وتطوير خبرات القائمين عليها.

وسوم: العدد 1128