زفرات مكلومة من الفض الدموي للاعتصامات

د. وصفي عاشور أبو زيد

د. وصفي عاشور أبو زيد

عضو رابطة علماء ضد الانقلاب

هذه زفرات مكلومة ونفَسات مصدورة مما رأيناه يوم الأربعاء الماضي أثناء فض الاعتصامين في رابعة والنهضة وباقي محافظات مصر وبخاصة رابعة التي بدت أرضا لمعركة بين الجيش المصري وبين عدو خارجي يحتل الأرض وينتهك العرض ويعربد في البلاد.

-         يحاول الإعلام تصوير تحالف دعم الشرعية عامة والإخوان خاصة بأنهم من يرفضون المبادرات والحوار والجلول السلمية السياسية، ولكن الحقيقة الدامغة أن قادة الانقلاب هم الذين يرفضون أي حلول غير أمنية، وقد قالت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو: إن أوربا حاولت الوصول لحلول وسط لكن قادة الجيش رفضوا ذلك.

-         الحملة المذعورة والشائهة والمروعة التي يتحدث عنها الإعلام المصري الآن ضد الإخوان المسلمين غير مسبوقة في التاريخ، فالإخوان عند إعلام مسيلمة الكذاب هم من قتلوا ضحايا رابعة والنهضة، ومن اعتدوا على مقرات الأمن والمنشآت في المحافظات، واعتصاماتهم مليئة بالأسلحة المتنوعة، وستنجر البلد إلى خراب لا نهاية له بسببهم؛ حيث إنهم لا ينتمون لهذا البلد ولم تنبت أجسادهم من ترابها!

-         مصلحة الطب الشرعي تتعنت بشكل غير آدمي مع أصحاب الجثث المتبقية في مسجد الإيمان بمدينة نصر حيث تتجاوز الجثث المائتين، وتؤخر استخراج التصاريح بالدفن، وتريد إكراه الأهالي على الكتابة في تصريح الدفن أن الوفاة كانت اليوم وليس أمس، وأن السبب هو الانتحار.

-         يوم الخميس 15 أغسطس هو يوم حزين يشرق على مصر، لا يشرفها ولا أيَّ حر أن يكون هذا جيشَها ولا هذه شرطتها، كأنهما كانا في معركة ضد الصهاينة، بل أشد وأنكى ..

-         لا توجد قرية في مصر إلا وفيها شهيد أو جريح، وسوف تكون هذه الدماء وقودا لثورة شعبية عارمة في كل شوارع مصر حتى تحقيق المطالب المشروعة جميعا ..

-         الشرطة والبلطجية يحرقون مقرات الأمن والكنائس وتنسبها لمؤيدي الشرعية، وبخاصة الإخوان كما حدث تماما أيام 25 يناير.

-         عن حريق مبنى محافظة الجيزة: الحريق في الطابق العلوي وليس الأرضي .. هذا المبنى التاريخي ارتفاع الطابق فيه نحو خمسة أمتار، كما أن هناك سلما ارتفاعه أكثر من مترين .. فالأسهل لمن يريد إحراق المبنى من الخارج أن يحرق الطابق الأرضي وسترتفع النار إلى أعلى وليس العكس. كالعادة قناة سي بي سي كانت هناك بالصدفة! وقالت إن أنصار الإخوان يحرقون المبنى.. ما يجب أن يفهمه السيسي والانقلابيون أن شعلة الغضب تتسع وتشمل قطاعات من الشعب ليست جميعها منضبطة في تصرفاتها مثل الإخوان.

-         لا أستبعد أن تكون مجزرة فض الاعتصامات بإشراف مباشر من الكيان الصهيوني.

-         خارجية الكيان الصهيوني تعلن اليوم التالي للفض الغاشم أنها ستتدخل في الشأن المصري الداخلي وتدخل أراضي مصر إذا تطورت الأحداث.

-         - أخشى ما أخشاه أن ينتهج الأهالي في مصر طريق العنف ويحملون السلاح وبخاصة أهالي الضحايا والمصابين لما يتفجر في صدورهم من غيظ وإحساس بالظلم الفادح.

-         يجب أن تستمر الحشود في الشوارع وعدم التفريط في السلمية مهما كانت النتائج.

-         لا مجال للحوار والتفاهم والمصالحات بعد هذه الجرائم وإنما الاستمرار السلمي حتى اقتلاع الانقلاب من جذوره ومحاكمة المجرمين جميعا.

-         - ماذا يقول الذين فوضوا السيسي الآن، وماذا سيقولون لله غدا؟

-         بعد الإعلان عن النشرة العسكرية لحركة المحافظين اللواءات وما جرى في رابعة والنهضة وكل مصر آن الأوان أن تجتمع كل القوى الثورية والشبابية وتنضم لمعارضي الانقلاب العسكري، ويجب تأجيل أي خلاف الآن لحين التخلص من الانقلابيين والدولة البوليسية عدا بعض القوى الشائهة التي تعمل ليل نهار كتيس مستعار للسيسي ومن معه، ويمكن التفاهم والحوار أثناء المشاركة بين جميع القوى الثورية.

-         لست حزينا على الشهداء، فقد اختارهم الله واضطفاهم وإن كان الفراق صعبا، ولست حزينا على الجرحى، ولا حتى الجثث التي أحرقت وتفحمت، وإن كان هذا مما يذوب له القلب.. وإنما حزني على النخب والساسة أصحاب الضمائر التي غيَّبَها الموتُ، والعقول التي حجبها الجهل، والقلوب التي أعماها الحقد والحسد!!