الفهم العقيم الأسدي لمبادرة الخطيب
الفهم العقيم الأسدي لمبادرة الخطيب
والآلاف يتوافدون على دمشق لساعة الصفر
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
لم تكن مبادرة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب عن ضعف أو سذاجة أو عن قلة حيلة ، على الرغم من دنو مطالبها ، وهنا تكمن المكيدة في الخطاب الموجه إلى هؤلاء الكاذبين ، إلى أولئك المحتالين ، الذين يدعون بعدم عقلانية الثورة ، وعدم عقلانية مطالبها في إسقاط النظام الأسدي الأسري المجرم ، وهم يتآمرون ، أو من يمشون في فلك القطبي الأوحد ، لايهمهم غيرهم ليعبروا بحسب فهمهم الخاطئ تاركين أهلهم وذويهم وإخوانهم في سورية للعراء ، ليسهل ذبحهم على مرأى أعينهم ومسامعهم ، ولأقسم على ذات الله سبحانه بأنهم آثمون ، وأنّهم لن يفلتوا من عقاب الله وأنهم فرطوا بحق الله ، وحق إخوتهم ، وأنهم وضعوا الإسفين في أي علاقة أخوية ، بعدما كُشف عن حقيقة طبائعهم المصلحية والانتهازية
لأؤكد في هذا السياق بأن مطالبنا ليست أقل من اجتثاث نظام عصابات آل الأسد المافاوية الدموية ،ولن نقبل عن ذلك بديلاً مهما بلغت التضحيات ، ووأن مبادرة الأخ العزيز معاذ الخطيب ليست أكثر من ضربة معلم لإحراج العالم أجمع لمن يعتقدها تنازلاً مع أن قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة هي أعلى من ذلك ،فلم تشترط مبادرة الخطيب سحب الدبابات ، ولا إيقاف الحرب ، بل إطلاق السجناء وتسيير معاملات المواطنين في الخارج للقبول بعدها بحوار مع من لم تتلوث أياديه بالدماء السورية من الدولة السورية وليس مع عصابات آل الأسد ، التي فهمت المبادرة كما اعتدنا عن فهمها العقيم الأحمق أن المعارضة في تراجع وكما وصفتها بالعودة الى الرشد غروراً ، كما أدارت الأمور بسفاهة وعلو منذ بدء الثورة الى يومنا هذا وبأسلوب متخلف ، وهي الآن تلعق الأحذية لنرضى حوارها ، وهنا لم تستبن الطعم الذي رماه الخطيب ، أو الأسفين الذي يدقه في نعشها ، ولكي يُثبت عدم جدية هذه العصابات في أي خطوة متقدمة وكذبهم ومماطلاتهم للاستمرار في قتل الشعب السوري ، وهو لايُريد أن يتزحزح حتى بأبسط المطالب ، التي وضعتهم هذه المبادرة على المحك أمام العالم ، الذي هلل وأشاد بها ، ولم يلتزم هذا العالم مما وقّع عليه ووافق من مبادرات سابقة أضاعت الوقت الذي عندنا اسمه دماء ، ومع طلبات الشيخ معاذ البسيطة لم تقو عصابات آل الأسد على فعلها ، لأن العصابة فاقدة الأهلية ، وتعيش في حالة انفصام عن الواقع ، ، وبالتالي على العالم أن يفهم ، وكفى تعليق شماعة استمرار القتال على المعارضة ، في نفس الوقت الذي يقوم به الخطيب بهذه المبادرة ، يعلم ماعنده من القوّة على الأرض ، ولم يقم بهذه المبادرة إلا من موقع الثقة والتمكين
وشأنه في هذا يتمثل بفعل عبد المطلب بن هاشم جد رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما جاء يُفاوض أبرهة الحبشي على إبله كان قد اختطفها هذا الغازي ، وطالبه بما أخذه من ملكه ، وقال قولته الشهيرة ، انأ رب الإبل وإن للبيت رب يحميه ، فهو يضرب عصفورين بحجرة ، فإن استمع النظام للمطالب فهذا اعتراف صريح بالقوة الغالبة ، وما بعدها هو الأهم ، وإن لم يفعل وهو المُرجح وكما قال الخطيب : فإنه سيُطالب بقصف قصور ومواقع تواجد عصابات آل الأسد ، وهو مالم يدعو إليه سابقاً طلباً لسلامة مدينة دمشق ، والطلب هذا ليس منوط بالعالم الخارجي فحسب ، وإنما من سيفعل ذلك ثوارنا الذين ينتظرون نقطة البدء ، في نفس الوقت الذي نضع فيه المجتمع الدولي على المحك ، إن كان سيساعدنا في منع طيران عصابات آل الأسد من تدمير دمشق ، ، وكل ذلك بعدما صار القصر الجمهوري تحت نيران أبطالنا الثوار ، والثوار اليوم يتوافدون على العاصمة بالآلاف للإطباق عليها من كل جانب ، وهم يُقاتلون تلك العصابات الأسدية في قلب دمشق ، وكما جاءني منذ قليل ضمن معركة تحرير دمشق ، ان أبطال جيشنا السوري الحر يقومون بهجوم على مواقع إستراتيجية في عاصمتنا الخالدة دمشق وفي معرة النعمان قرب وادي الضيف الاستراتيجي، وفي مواقع أخرى في كل أنحاء سورية . ويحقق أبطالنا انتصارات هامة سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية . لتؤكد هذه التطورات الميدانية أن الثورة التي كانت خيار السوريين، ما تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل وإسقاط النظام المجرم
ودمشق هي غير حمص وحلب ودرعا وادلب ودير الزور وغيرهم من مدن سورية المحررة ، التي يُقاتل فيها الثوار على نطاق محلي مناطقي ، وإنما هي عاصمة سورية ، وهي لكل السوريين ، والمعركة فيها ستكون الأعداد أكبر بكثير مما يتوقعه الأعداء ، وكثافة النيران ستكون أكثف ، وانهيار المواقع والحصون سيكون أسرع ، ومن هنا ستأتي المفاجئة ، إذ انه من المتوقع ألا يفلت أحد من في داخلها من الشبيحة وأزلام آل السد ، ومن هنا يأتي أهمية تهديد الخطيب بالنذر مابعد يوم الأحد ، الساعة 12 ليلاً ، والذي اشترط ببدايته على إطلاق جميع حرائر سورية من المعتقلات ، وعندما تفعل ذلك العصابات الأسدية فحينها يعني أن النظام الأسدي بدأ يحس ويستشعر ماهو عليه من الزلزلة ، او أنه وبإذن الله سيؤخذ بغتة ، وقد علمنا عن المعارك في ليبيا وكم طالت إلى أن وصلت طرابلس ، وعلمنا كم قدمت طائرات حلف الناتو من الدعم الجوي لمنع الطيران الحربي الليبي الأسدي الصفوي من قصف الثوار والآمنين إلى أن وصلوا لطرابلس التي سقطت بعدها خلال أيام ، بينما ثوارنا اليوم يُقاتلون في قلب دمشق ، بالقوّة الذاتية المعتمدة على الله سبحانه ، وننتظر لحظة البدء في الهجوم الكاسح بعد معارك الاستطلاع ، وهذا هو سر ثورتنا المباركة ، أنها سورية 100% ، ولا فضل لأحد عليها غير الله
وكما قال عامر الصادق رئيس اتحاد تنسيقيات الثورة في دمشق : " إن مايجري على الأرض منفصل عمّا يجري في التحرك السياسي ، وتأيدهم لمبادرة الخطيب التي اعتبروها بالناجحة والتكتيكية ، وان الحراك السياسي يُكمل العمل على الأرض ، ومع انها غير كافية لكنها حركت الجو الدولي ، وسياسياً للمجتمع الدولي ، إن المعارضة قدمت مبادرة ومع انخفاض طلباتها ، لكن النظام لايريد أن يتحرك ، فهل سنرى تغييراً دولياً ، أم سيسبق السيف العزل
رسالة خاصة
إلى الخسيس المقبوح البوطي : الذي شبه عصابات آل الأسد بالرسول والصحابة ، وأنهم طالبوا حوار ، وشبه الثوار والإسلاميين بكفار قريش والضلال لأنهم ثوار ، ووصفهم بالتيه لأنهم استبدلوا الكلمة القرآنية الجهاد بالثورة ، وما من ثورة تُجبر مجتمع من المجتمعات قسراً أو عنوة بلا حوار ، فمن هم الثائرون ، ومن يرفع شعار الحوار ، فأي ضلال أمسيت عليه أيها الأفّاك ، وهو يُشير الى ثورتنا بقطاع طريق عبر الاستدلالات الممقوتة.