ضمير العراق في مسيرة الثورة

ضمير العراق في مسيرة الثورة

في مســيـرة الثورة

تطور زخم "الحراك" الذي يشهده العراق حالياً ليقدم في كل أبعاده نموذجاً ثورياً متميزاً. فلقد خلق تحول مساره وفي فتره قصيره من مجرد حالة رفض الى حركه، ثم أنتفاضه، ومنها أنطلق لتثبيت مرتكزات الثوره الشامله. أن السرعه المذهله التي حصل فيها هذا التحول، تشكل حاله نوعيه فريده وجديره بالأهتمام.

في مسار المد الثوري القائم، تعانقت ثلاثة عوامل حيويه، أحتضنته وأوقدت فيه كل أمكانات الديمومه. هذه العوامل المترابطه تمثلت في أستمرارية التوسع الجغرافي، تتابع حلقات التصعيد في مطالبه، ثم تعاظم عوامل الديناميكيه الذاتيه.

ألأمتداد الجغرافي، وهو توسع أفقي شهد أنفتاحا ملحوظاً بدءاً من حدود بؤرة أنطلاقه ليشمل مناطق العراق كافه. وأنه من خلال هذا التوسع، أنتقلت سمة "الحراك" من جزءٍ الى كلٍ، أي الأرتقاء الى مستوى الوطنيه تعزيزاً لوحدة المواطنه.

تتابع حلقات التصعيد في المطالب، وهو أمتداد عمودي، أذ هو يؤكد الشعور العميق لدى معظم فئات الشعب لمدى الأنحراف المتمثل بالظلم والفساد والدمار وأفساد القيم الذي أرتكبته المجاميع التي أستولت على مقدرات العراق منذ الغزو، فأنه يؤشر أيضاً تعاظم الأدراك الشعبي الجامح بحتمية تجاوز مرحلة الأصلاح العقيمه أرتقاءً الى حدود التغيير الشامل للنظام القائم.

أما الديناميكية الذاتيه، ففيها يكمن سر الأستمراريه الثوريه بكل ما تظهره عواملها من مقدرات وفاعليه متعاظمه. وينطوي تحت مظلتها مظاهر التنظيم والتناسق للمواقف والمظاهرات، ووحدة المطالب، وألأراده الهادفه، والمشاركه الشعبيه الأخذه بالتوسع والذي في هذا أخترقت حاجز الخوف متحوله الى حاله من التحدي الشامل.

أن المطلوب الأن هو بذل الجهد لضمان أستمرارية الزخم وديموميته، وفي الوقت ذاته تعميق رؤاه وبلورة مطالبه. أن المسيره الثوريه الزاخره رهينه بأن تؤدي لا محاله الى أنبثاق قيادات جديده من رحم صمودها، لتكون جديره بحمل راية المستقبل المنشود.

ضمير العراق