خطاب الأسد فارغ... عن أي ارهابيين يتشدق !؟
رضا سالم الصامت
لتذكير سيادة الرئيس بشار الأسد ، أن ثورة الشعب السوري بدأت باحتجاجات سلمية ضد النخبة الحاكمة في سوريا -- مستلهمة الانتفاضات في العالم العربي -و اكتسبت قوة دافعة بعد احتجاج صامت في دمشق من جانب 150 شخصا طالبوا بالافراج عن الاف السجناء السياسيين و عن 15 من تلاميذ المدارس الذين اعتقلوا في درعا بعد كتابة شعارات على الجدران بالهام من الثورات في مصر وتونس التي أطاحت برئيسي البلدين من السلطة.مبارك و بن علي و غيرهما و اليوم بعد وعود فارغة و قد تتناول في خطابه خر المستجدات فى سوريا والمنطقة، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمى السورى
ويأتى الإعلان عن خطاب بشار بعد 21 شهرا من نزاع دام أوقع أكثر من 60 ألف قتيل، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وبعد حركة دبلوماسية مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية من عام 2012 فى محاولة لإيجاد مخرج للأزمة
هذا الخطاب لم يكن مفهوما فمن جهة يقول إن الحرب ستستمر بتعلة القضاء على الارهاب و من جهة يقدم مبادرة تتضمن بنودا من اجل إيقاف نزيف الدم فمن الصعب فهم طبيعة النظام السوري والقوى الحقيقية التي تتحكم في مقاليد الحكم
وقد يتسائل البعض إذا كانت الاستخبارات هي التي تحكم البلاد مكان *حزب البعث* أم أن هناك رؤية توافقية تجمع كل الأطراف الحاكمة، سواء التي تنتمي إلى التيار الليبرالي أو التقليدي
وبخصوص مستقبل سوريا التي تعيش انتفاضة شعبية منذ 18 مارس /آذار 2011، فان التغيير لن يأتي من الخارج بل من الداخل، مشيرا إلى أن في بداية التظاهرات، لم يكن أحد يطالب بإسقاط النظام، لكن خطاب بشار الأسد الأخير خيب الأمال وتسبب في إحباط شعبي لا مثيل له
أما بشأن الصراع الطائفي الذي يمكن أن يؤجج الوضع في سوريا، و أن الطوائف المسيحية ينتابها القلق والحيرة، فهي تخشى أن تتحول سوريا إلى عراق جديد وتجد نفسها أمام خيارواحد وهو مغادرة البلاد. وأما المسيحيون في سوريا فانهم يساندون نظام الأسد ولا يريدون سقوطه ولا حتى تغير الخارطة السياسية في البلاد، من جانب أخر أصبح النظام يلعب هو أيضا على أوتار الدين والطائفيةبحيث ان هذا الخطاب مفلس و لا جديد فيه و كأني بهذا يريد ربح الوقت لا غير
واعتبر الاسد في كلمته ان الأولوية القصوى الآن التي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم مضيفا ان هذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة حسب اقواله بيد من حديد فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه
الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح الى ان النظام يتجاهل تاما المجتمع الدولي، و هذا مؤشر الى اننا نتجه نحو ممارسات اكثر اجراما واكثر تهورا من قبل النظام في الايام والاشهر المقبلة
وهاجم الرئيس السوري بشكل عنيف الحركة الاحتجاجية التي تطالب باسقاط نظامه رافضا وصفها بالثورة. وقال هذه ليست ثورة، فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائرا وخائنا؟.. و بقوله :. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم و هذا كلام قاله من قبله القذافي
واكد بشار في هذا الخطاب المحموم ان الهدف الذي يعمل من اجله هو الانتصار سياسيا على المؤامرة في الخارج والانتصار على الارهاب في الداخل
وقال ان الازمة في سوريا تنتهي عندما يتوقف تهريب السلاح الذي يأتي من الخارج وارسال الأموال ورأى ان المؤامرة تنتهي عندما ننتصر عليها في الخارج سياسيا، وعندما ننتصر في الداخل على الذراع الخطيرة لهذه المؤامرة وهو الإرهاب
من جهة اخرى، اكد الاسد انه لا يوجد اي امر على أي مستوى اطلاق النار على المحتجين الا في حالات الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين
إن خطابا فارغا كهذا قمة في الدهاء و التلاعب السياسي و قمة في اللامبالاة تجاه شعبه الذي أذاقهم الويل و الثبور ، و الأدهى و الأمر أنه يحرض على زيادة تقتيل شعب سوريا متحدا المجتمع الدولي بتعلة مكافحة الارهاب ! .... فإلى أين يريد الوصول ؟
!انه خطاب فارغ .... فعن أي إرهابيين يتشدق بشار