أنقذوا سور الأزبكية

خالد عزب

خالد عزب

من من المثقفين العرب لم يشتري كتابا من سور الأزبكية ، الذي لعب دوراً في توفير الكتاب المستعمل لنا جميعا، هنا تكمن أهمية هذا السور الذي جاء مشروع مترو الأنفاق وبلاً عليه ، ففي كل مرحلة يجري تحريك السور من موقعه إلى أن أصبح السور الآن سجين تحت وطأة الباعة الجائلين الذين يزحفون عليه يوماً بعد اليوم ، بل ويغلقون الطريق إليه ،وزاد الطين بله ، أن صراعاً دول مكان السور الحالي بدأ بطرح فكرة نقله مرة أخرى لإقامة مسجد في موقعه بتشجيع من بعض الدعاه وبعض مسئولي محافظة القاهرة ، وزيادة في النكابات طارد اتجاه الناشرين المصري باعة الكتب في السوق بأن وضعهم تحت مقصلة محافظة القاهرة بألا تجدد تراخيصهم إلا بعد الرجوع له ، متهما باعة السوق بتزوير الكتب .

هذا الهموم كلها حملها إلى اثنين من خبراء الكتب القديمة والمستعملة الحاج حربي الذي قدم جده من الصعيد ، ليعمل في الكتب القديمة ويشتري في الخمسينيات مزار كتب بثلاثة آلاف جنية ، هذا الأمر كانت له فطرة خاصة وذكاء حاد في التفريق بين موضوعات الكتب وأنواعها دون أن يقرأ أو يكتب ، والأستاذ محمد قاسم الذي يعد من خبراء الكتب القديمة والمستعملة المعدودين في مصر .

هذا المهم يقتضي منا جميعا أن نتكاتف مع هؤلاء ، خاصة مع مؤشرات بدأت تظهر في ظل الركود الحالي في مصر على قول بعض أكشاك سور الأزبكية لتداول لسلع أخرى غير الكتب ، فهل ترى يوما سور الأزبكية يصبح مقراً لبيع الأدوات الصحية كما تحولت الفجالة اليوم من مركز للكتاب إلى مركز للأدوات الصحية

إن هذا يقتضي ما يلي :

-  مساعدة هؤلاء على إقامة نقابة أو جمعية أو رابطة ترعى شئونهم .

-  تثبيت أوضاع ومكان سور الأزبكية الحالي وفتح ممر منه إلى شارع 26 يوليو .

-  اقامة نقاش بينهم وبين اتحاد الناشرين حول المصالح المتبادلة وقضايا مكافحة تزوير الكتب .

-  تحفزيهم على تسجيل أنشطتهم ومبيعاتهم .

-  اندثار وذبول تجارة الكتب المستعملة في مصر لتؤشر على ذبول الثقافة في مصر ، إذ بدون هذه التجارة لن نعثر على كتاب نادر ، ولمن تتداول المكتبات بعد وفاة من اقتناها من مثقف لآخر ، ولن يجد الفكر سبيلا لكي يكون نوراً للعقول .