لماذا صار العرب هكذا
لماذا صار العرب هكذا
محمد الناصر
كل شعوب العالم تحمل مشاعر الاعتزاز والتقديس لهويتها الدينية والثقافية والاجتماعية والتاريخية والتراثية وتحمل مشاعر الاعتزاز بإنسانها وأرضها وتضحي بأغلا ماتملكه في سبيل الحفاظ على مقدساتها وتقاتل كل من يعتدي عليها كأينا من كان وهانحن نشاهد الدول الوثنية والنصرانية وحتى الدولة اليهودية الغاصبة يقفون بكامل قوتهم القصوى في سبيل الحفاظ على استقلالهم ومقدساتهم وغير خافي على كل مثقف مطلع ما أبداه الشعب الياباني من مقاومة شرسة ضد الاحتلال الأمريكي الذي يقيم قواعد أمريكية على أراضي اليابان رغما عنها وذلك بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية وكم بذلت أمريكا من جهود من خلال تواجدها القسري في اليابان ان تخترق الشعب الياباني ثقافيا او اقتصاديا أو في أي مجال لكنها فشلت تماما طيلة الستين سنة الماضية؛أمام الصمود والشموخ الذي أبداه اليابانيون حكومة وشعبا في الحفاظ على هويتهم ؛وهكذا نجد الشعب الفيتنامي قدم الضحايا وضرب البطولات في سبيل الحفاظ على استقلاله وطرد الغازي الأمريكي وتلقينه درسا لاينسي وهكذا شعوب عديدة حتى في أمريكا الجنوبية رفضت التنازل عن أي جزء من سيادتها للمستعمر الأمريكي ومنها كوبا وفنزويلا وغيرهم؛لكن وما أدراك مابعد لكن وللأسف الشديد نجد الأمة العربية هي الوحيدة التي فقدت الشعور بالاعتزاز بهويتها ومقدساتها وبدت وكأنها شعوب ميتة لا إحساس لها ولاشعور بقيمتها وكرامتها وهانحن نرى حفنة من اليهود تحتل أرضنا وتدنس مقدساتنا وتسفك دماء إخواننا ستين سنة دون أن يحرك ذلك فينا ساكنا ؛لا واكبر من هذا واشد هاهي أمريكا تحتل بلداننا واحدا بعد الآخر ونحن لا نبدي أي موقف أو مناهضة أو تحرك لا واكبر من هذا وأخزى أن من يدعو للمقاومة تقوم الحكومات العميلة التي وضعتها أمركا لتحكمنا تقوم بخلق ألف تهمة لهذا الداعي لا بل تقوم بحربه نيابة عن أمريكا وقتله وقتل كل من يقف معه من الأحرار وتدمير بلادهم وقتل أسرهم بكل جبروت وظلم ووحشية كما فعل النظام العميل في اليمن مع السيد حسين بدرالدين الحوثي وأنصارالله من أتباعه؛ترى وهل بعد هذه المرحلة من السقوط التي وصلنا إليها إلا أن نفيق من سباتنا ونستعيد وعينا بإنسانيتنا وبما منحنا الله سبحانه من التكريم بجعل القران فينا وخاتم رسله وأعظمهم منا والمقدسات عندنا والموقع الاستراتيجي في العالم لنا وثروات هائلة بأرضنا فنتحمل مسؤليتنا ونستجيب لداعي الله الذي أكرمنا بكل هذه المواهب ونعتز بدينه الحق ونتحرر من قبضة اليهود والنصارى الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم ولعنهم وإذا لم نستجب فسوف يتركنا الله ويتخلى عنا فيتسلطوا علينا ونذوق الخزي والعذاب منهم في الدنيا وعذاب الله وخزيه الأبدي في الآخرة.