الأتراك وسنوات ضياع العرب

محمد سعد الدين

الأتراك وسنوات ضياع العرب

محمد سعد الدين

همس الاسرائيليون في آذان الاتراك... ندرك اننا مختلفون بكثير من الامور... نعلم انكم مخلصون في بناء بلادكم, ولكن اسمعوا نصيحتنا لا تدافعوا عن امة تعيش في غير عصرها, العرب عاطفيون يلهثون خلف عواطفهم... لايستخدمون كثيرا عقولهم ...لاتكونوا محامي للطرف الخاسر 

لم ينس الاتراك ماضيهم القريب مع جيرانهم الجنوبيين يتهامسون فيما بينهم خدعنا العرب عندما ساندوا اعداءنا في تدمير اكبر امبراطورية بنيناها  شاركناهم في عزنا.... فاختاروا طعننا في ظهرنا

جس احفاد العثمانيين نبض العرب ارسلوا لهم مسلسلا عاطفيا..... ذهلوا عندما, اتفق العرب على اختلافهم, واجتمعوا على متابعة قصة نور ومهندفرغت الشوارع.. تعلقت الابصار... هطلت الدموع وتحول منزل الفتى التركي الفاسق مزارا للعرب يدفعون المال لرؤيته 

تاكد الاتراك مرة اخرى حين شاهد العرب من المحيط  الى الخليج سنوات ضياعهم كانوا  يتبادلون العزاء حين يموت بطلهم يحيى... ثم يتبادلون التهاني حين يقرر المخرج اعادته للحياة !!!أحدهم وهو رجل وقور رفض البقاء في غرفة العناية المركزة بعد اصابته بجلطة قلبية عندما علم انها غير مجهزة بجهاز تلفاز تمكنه من متابعة الضياع وسنواته

يوما ما كانوا ثلاثة اردوغان وشيمون بيريز وبجانبهما امين العرب حينذاك عمرو موسى.. صرخ ابن الاناضول في وجه الثعلب الاسرائيلي, انتصارا لغزّة, كان منظر الزعيم العربي مثيرا للشفقة, كأمّته, لم يعرف ماذا يفعل كلماته متعثرة.. نظراته كانت ضائعة.. تجمد في مكانه, وركب اردوغان طائرته عائدا الى بلاده استقبله بضع مئات من ابناء شعبه هتفوا له قليلا ثم انشغلوا بمراقبة انجازاته... او ربما تقصيره في خدمة بلده 

اما العرب ففتحوا قلوبهم... بل وعقولهم لصرخة اطلقها رجل مخلص لبلده ويتقن فن العلاقات العامة ومضت السنون وبقيت غزة محاصرة كما كانت قبل فورة الغضب الشهيرة

حسين هرموش رجل الثورة الاستثنائي, في نظراته رجولة اهل الشام, في حديثه اخلاص احفاد الصحابة, يمتلك جرأة نادرة, وفكر نافذ, التجأ الى تركيا في استراحة محارب بعد ان حطم جمهورية الخوف الاسدية....لم يفهم احد كيف خطفه العلويون من بين انياب احفاد العثمانيين...... ربما سيكتشف السوريون يوما ما ان رجلا بقامة هرموش  لم يكن بقاؤه حيا مرغوبا به ضمن سياسة اتفق عليها اللاعبون الكبار ودفع ثمنها المخلصون من ابناء شعبنا

سيكتشف ايضا تلامذة الاستاذ السباعي ورفاقهم.. ربما قريبا ان اردوغان رجل مخلص جدا لبلده.. وان الاتراك انتخبوه لخدمتهم.. وان السياسة لا

تعترف بالشفقة........على من لايملك قراره.