بيان إلى الشعب السوري
في تصعيد غير مسبوق عكس حالة الهستيريا التي يعيشها رأس النظام، نتيجة ادراكه بقرب النهاية، نفذت قوات النظام القاتل مجازر وحشية في عدد من البلدات السورية الثائرة امتدت من داريا، التي سقط فيها اكثر من 300 شهيد، الى معضمية الشام في ريف دمشق مرورا بالحجر الاسود في دمشق والحراك وبصرى الشام في درعا وكفرنبل في ادلب، وصولا الى قاضي عسكر وتل رفعت وأحياء مدينة حلب. وقد استهدفت طائراته ومدافع دباباته وراجمات صواريخه تجمعات المدنيين في اسواق الخضار والمخابز والمشافي لقتل اكبر عدد منهم، ومنعهم من الحصول على احتياجات أسرهم، كما نفذت اقتحامات وإعدامات ميدانية ما رفع معدل الشهداء اليومي الى الـ150 شهيدا، وتوقع ارتفاع العدد في ضوء تصريحات رأس النظام والمسؤولين الإيرانيين، ودفع مئات آلاف المواطنين الى النزوح واللجوء الى دول الجوار.
رد الحراك الثوري على التحدي بالتظاهر في عدد من المدن والبلدات والقرى، كما تصدى ابطال الجيش السوري الحر لقوات النظام ومخابراته وشبيحته وكبدهم خسائر كبيرة في الرجال والعتاد، كما تواترت الانشقاقات عن جيش النظام.
اما على الصعيد السياسي فقد تواصلت ادانات النظام على سلوكه الوحشي ضد المدنيين واستخدامه الاسلحة الثقيلة، وخاصة الطائرات القاذفة، وتجددت الدعوات للدخول في مرحلة انتقالية تقود الى حل سياسي يستثني الاسد يحفظ سوريا من الانزلاق الى حرب اهلية شاملة ونتائجها الخطيرة المتمثلة التقسيم.
وقد شهد الاسبوع المنصرم اجتماعات ومشاورات لتنسيق الجهود، لقاءات امريكية تركية قطرية في تركيا، لقاء فرنسي قطري في باريس، لقاءات بين المبعوث الخاص ومندوبي الدول الكبرى في مجلس الامن للتشاور بشأن المهمة وحشد دعم دولي للتحرك. كما شهدت مخيمات اللاجئين في دول الجوار زيارات لمسؤولين دوليين ووزراء من دول صديقة للشعب السوري هدفها لفت الانتباه الى معاناة اللاجئين والكشف عن احتياجاتهم. وكانت منظمة العفو الدولية قد اصدرت بيانا دانت فيه استخدام النظام للطائرات والأسلحة الثقيلة واستهدافه المدنيين العزل.
ان الامانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي اذ تدين وبشدة المجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل وسياسة تدمير المدن والبلدات والقرى واستهداف الاسواق والمخابز والمشافي والأوابد التاريخية، تدعو الاستاذ الاخضر الابراهيمي الى التحرك العاجل لوقف القتل وسحب الجيش والعمل على تنفيذ خطة المرحلة الانتقالية التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تقتضي تنحي رأس النظام وان لا يضيع الوقت الذي يذهب بمروره ضحايا أبرياء، وتلفت انتباهه الى ان التصعيد الحالي والمبادرة التي تستعد ايران لإعلانها في مؤتمر عدم الانحياز هدفها وضع سقف لتحركه وتقييد حركته بإلزامه بمحددات يفرضها النظام وحلفاؤه لا يمكن ان تكون مقبولة من الشعب السوري بأي حال بعد المجاز والمذابح وقتل آلاف المواطنين العزل وتدمير المدن والبلدات والقرى فوق ساكنيها. وتدعو دول اصدقاء الشعب السوري الى تكثيف جهودهم الاغاثية بعد ان بلغ وضع النازحين واللاجئين، وهم بالملايين، حد المجاعة.
وترى الامانة ان الدعوة لتشكيل حكومة مؤقتة سابق لأوانه حيث ان قيامها، وكما ورد في وثيقة المرحلة الانتقالية التي اقرها مؤتمر المعارضة في القاهرة، مرتبط بإسقاط النظام او اقتراب إسقاطه، كما ترى ان يقترن تشكيلها بأسس موضوعية: ان تقوم على ارض الوطن، ما يعني ضرورة وجود منطقة محررة، وإجراء مشاورات موسعة قبل التشكيل تشمل كل القوى الملتزمة بخط الثورة، وإعطاء دور كبير في تشكيلها وتركيبتها لقوى الحراك الثوري والجيش السوري الحر. وتعتبر الضغط لتشكيل لجنة المتابعة تدخل في شؤون الثورة لا يمكن قبوله خاصة وان الدول التي تضغط لتشكيلها تتجاهل التطورات على الارض وفي المواقف لجهة تنصل عدد من القوى السياسية من التزاماتها بوثائق مؤتمر المعارضة ومشاركة بعضها في نداءات ودعوة بعض آخر منها لحلول تتعارض مع اهداف الثورة والاتفاقات المشار اليها.
تحية الى ارواح شهداء الثورة السورية
عاشت سوريا حرة وديمقراطية
دمشق في:27/8/2012
الأمانة العامة
لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي