شهر صومنا شهر نصرنا إن شاء الله

أيها الصائمون

بورك صومكم.. بورك جهادكم.. بورك نصركم..

أيها الصائمون  في سورية الأمن والإيمان

أظلنا رمضان المبارك.. شهر قرآننا، كتاب فيه ذكرنا وعزنا ومجدنا، وعصمتنا وهدايتنا ووحدتنا، ودستورنا ونور أبصارنا وشفاء صدورنا، ومائدة ربنا المبسوطة وحبله الممدود.. ميثاق وحدتنا ومنار خلاصنا..

أيها الصائمون المجاهدون..

أظلنا رمضان شهر الصبر، وشهر النصر في بدر وحنين والفتح..

وفتح الفتوح هلك فيها كسرى، فلا كسرى بعد ذلك اليوم، وشهر نصر حطين وعين جالوت، ومواقع كثيرة كانت دائما لنا مع الصبر واليقين..

أيها الصائمون المجاهدون الأحرار الأبرار..

أظلنا رمضان شهر التقوى، وقد اشتاقت لهيبته ولجلاله ولوقاره الفيحاء والشهباء، ومدينة ابن الوليد وأبي الفداء، وجبلة الأدهمية، وأرض الفرات.. أظلنا رمضان النصر، على كتفيه مطارف العزّ، فلن يدوس طرف ردائه بعد اليوم جلف، ولن ينتهك حرمته بعض الطغام..

أيها الصائمون الأحرار الأبرار..

اجعلوا شهركم للجهاد بالموقف وبالكلمة وبالاستجابة لما يحييكم (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، و(انفروا خفافا وثقالا  في سبيل الله..)، (وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)، (مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟!).. وقد أخبركم نبيكم أنه (من جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).

أيها المجاهدون تذكّروا حديث نبيكم صلى الله عليه وسلم: ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان، ألا فلا تفارقوا الكتاب. ألا إنه سيكون عليكم أمراء، إن أطعتموهم أضلّوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم. قالوا: وكيف نفعل يا رسول الله ؟! قال كما فعل أصحاب عيسى بن مريم، صُلّبوا على الخشب، ونُشِروا بالمناشير، فوالذي نفسي بيده، لموتٌ في سبيل الله، خيرٌ من حياة في معصية الله..

أيها الصائمون المجاهدون.. كُتِبَ عليكم الصيامُ كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون..

والتقوى جهاد. والتقوى موقف. والتقوى نفض اليد من الظالم. والتقوى تكثير سواد المتقين. والتقوى تكافل. والتقوى تعاون على البر. والتقوى أخذ على يد المسيء. والتقوى إطعام الجائع. والتقوى إغاثة اللهفان. والتقوى كينونة مع الصادقين. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ..)

أيها الصائمون المجاهدون..

بورك شهركم. وبورك صومكم. وبورك جهادكم. وبوركت طاعتكم. اللهمّ أهلّه علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والنصر والعزة والتمكين. اللهم انصر جند الشام، وسدّد رميَهم، وثبت أقدامهم، وألق الرعب في قلوب أعدائهم.

وكل رمضان والشام وأهله وأرضه في عزة وأمن وأمان.. أعاده الله على أمة الإسلام في كل مكان بالخير والبركة والحب والسلام..

ويا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.

29 من شعبان 1433 الموافق 20 من تموز 2012     

زهير سالم

الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية