ملكة النحل والثورة

د.عبد الغني حمدو

ملكة النحل والثورة

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لست متبحراً في علوم اللغة العربية وبيانها , ولكنها لغتي التي أحبها , نجد فيها أسماء مؤنثة تميل في معظمها لكل شيء مدمر , كالقول على سبيل المثال (ثورة , وفي القرآن الكريم توجد سورة الزلزلة , ولم تسمى سورة الزلزال , وأعلى مكان في الجبل يسمى قمة , والصراع على المقدمة , والضربة القاضية ) .

وملكة النحل عندما يحين موسم التزاوج , تطير إلى الأعلى وتطلق رائحة من جسمها تصعد وراءها الذكور , ولا تتوقف عن الصعود إلا عند بقاء ذكر واحد , استطاع الصعود معها فتختاره ليكون أباً لنسلها , فقد أثبت بهذا الصعود أنه الأقوى من بين الجميع .

والثورة السورية يجب أن تكون مدمرة ومحطمة لكل أركان السلطة وثقافتها , وهذ, ا التحطيم لن يكون إلا بالصراع على القمة وسيلتقي الفريقان هناك عاجلاً وقريباً جداً بعدما شهدته الثورة السورية , من تصاعد في الأحداث , وتسلق الثوار الجبل , والمعارك الطاحنة التي تجري على سفوحه بين الفريقين .

فلا يوجد مساراً للثورة وليس أمامها إلا اختياراً آخر إلا ماتختارته ملكات النحل كلها, التربع على المكان الأعلى فوق القمة , وانحدار أعدائها صرعى على سفوحها , ليكونوا طعاما لوحوش الأرض ودوابها .

وحتى يتم ذلك هناك متطلبات وواجبات وفروض علينا تحقيقها , وكل من يتقاعس عنها فهو ساقط كسقوط ذكور النحل التي ماتت في صعودها , وكل من يؤدي تلك الواجبات والفروض فيحق له أن يحظى بمملكة حياته وخير له في دينه ودنياه وآخرته  .

1-   تحديد متطلبات مقاتلينا الأبطال وثوارنا الأعزاء , والعمل بكل جهد صغير أو كبير لتأمينها , إن كل شخص مهما كان ضعيفاً عندما يعتقد بداخله أنه يمكنه أن يقدم عوناً ما للثوار , فسيجد الأمر امامه ميسراً , ومن ثم يتطور الأمر عنده , فسيجد بعدها أن ضعفه القديم قد زال في كل خدمة يؤديها , وقد يجد نفسه كذكر النحل الذي حظي في الملكة , وتحول ضعفه لقوة قل نظيرها , وبالتالي فلا مجال للقول (ولكن ماذا أفعل ؟)

2-   ثوارنا في الداخل ومقاتلينا الأبطال استطاعو بعزيمتهم التي لاتلين , أن يجدوا أبواباً كثيرة للحصول على السلاح من العصابات المجرمة التي تحاربهم , وعلينا التركيز على أمور تخصهم وتمكنهم من الصمود والقتال , والسيطرة على القمة .

3-   تحدث معي الكثيرون من مجاهدينا الأبطال والمقاتلين والمرابطين ويوجهون نداءهم لكل سوري حر , سواءاً أكان في المعارضة وينتمي لتكلاتها , أو مستقلاً , نحن الآن ينقصنا قوتان أساسيسيتان للبقاء في الحرب حتى ننتصر وهما:الطعام والعلاج , والعصابات المجرمة تتبع اسلوب التجويع , والانسان يصبر على كل شيء ماعدا صبره على الجوع , فهو وسيلة البقاء , ونداءنا هنا موجه لكل تكتلات المعارضة والمجالس والحكومات المنبثقة عنها , عليكم بسياسة التقشف الشديد الآن , وكل شيء متوفر عندكم أرسلوه لنا , فالمستشفيات الميدانية الصغيرة والمتعددة أثبتت جدارتها , وهذا موجه للأطباء السوريين, فدع كل شيء وتعالى شارك في انقاذ إخوانك وأقربائك وقد يكون ابنك أو بنتك أو أحداً من زويك .

وارسل إلينا خبزاً فهو عندكم رخيص , حتى تستمر الدماء تجري في عروقنا ونستطيع القتال والسيطرة على القمة والبقاء فيها .

فمهما قررت دول العالم وفبركت ونظرت لاحل إلا بالسيطرة على القمة , فتعالوا لجانبنا يداً بيد , وسنبني معكم الوطن , وكل الذي نحتاجه هو الغذاء والدواء , والباقي في أيدينا موجود , فهاهو مطار منغ في ريف حلب صار بأيدينا , وهي خطتنا للحصول على السلاح , سندك كل المقرات ونستولي على على كل المطارات , فقط ياناس أغيثوا شعبكم في الداخل , فلا ينقصنا إلا الغذاء والدواء والأطباء , ألم يحن الوقت بعد لتعي النفوس هذه الحقائق ؟ النصر قريب جداً بمشيئة الله تعالى , وبتضافر جهودكم فركزوا على ماذكرناه أعلاه , وستذهب بعدها كل المؤامرات الروسية والصهيونية والصفوية وعملاء المجرمين , صاغرة محنية الرأس تداس بحذاء أصغر طفل من أطفال الثورة , وتدعس وتسحق بأقدام ثوارنا الأبطال .