التحذير من سوريا أفغانية

محمد هيثم عياش

التحذير من سوريا أفغانية

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏13‏/06‏/12/ يعتقد مراقبو تطورات الوضع  في سوريا منذ بدء انتفاضة شعب تلك الدولة السلمية ضد نظامهم في آذار/مارس من عام 2011 المنصرم ومرور اكثر من خمسة عشر شهرا على هذه الانتفاضة التي وصل عدد فتلاها الى ما يربو عن العشرين الفا وتشريد الالوف كلاجئين الى تركيا والاردن ولبنان عدا عن عدد غير معروف من الجرحى وعجز المجتمع الدولي الذي يكمن بمجلس الامن الدولي اتخاذ قرار حاسم لانقاذ الشعب السوري مثل ما فعله ذلك المجلس بليبيا بحجة ان روسيا والصين العضوتين الدائمتين تضعان الفيتو دون اي قرار حاسم ضد نظام سوريا ، ان سوريا ستصبح افغانستان ثانية لتقارب تطورات الوضع فيها  مثل ما حصل في افغانستان قبيل احتلال الاتحاد لسوفييتي لتلك الدولة عام 1978 وذلك عندما قاد محمد نور تراقي انقلابا بمساعدة الروس ضد الرئيس السابق محمد داوود خان /1909 – 1978/ فرئيس نظام  سوريا بشار اسد  فسح المجال للروس والايرانيين التدخل في شئون بلاده بشكل مطلق بل عمل على دعم الشيعة الايرانيين بتوسعة المد الشيعي في بلاده التي تعتبر معقلا من معاقل اهل السنة وسمح للروس ببناء مواقع عسكرية لمواجهة حلف شمال الاطلسي / الناتو / ولا سيما مضايقة تركيا التي تعتبر بالرغم من العلاقات القوية بين موسكو ومعها بكين وانقرة عدوا لدودا لروسيا لدعمها المستمر لمسلمي القوقاز ودعم انقرة لمسلمي اقليم كساينغ الصيني ذات الاغلبية الاسلامية  اضافة الى استغلال موسكو العلاقات القوية بين دمشق وطهران  لاستغلالها في مصلحة اقامة محور عسكري يضم بعض الدول الاسلامية في وسط آسيا والشرق الاوسط لمواجهة حلف شمال الاطلسي / الناتو/  وان موسكو ستحتل سوريا عبر رئيس تلك الدولة اسد لوقوع مواجهة حقيقية مع / الناتو / والعالم الاسلامي اذا ما اعلن / الناتو / عزمه على توجيه ضربة عسكرية لنظام دمشق  لانهاء معاناة الشعب السوري من نظامه .

هذا ما أشار اليه قائد الجيش الالماني السابق كلاوس راينهاردت الذي يشغل حاليا عضوية رئاسة خطط / الناتو / العسكرية اضافة الى كرسي زائر لمعهد  تاريخ الدراسات السياسية في جامعة هومبولدت البرلينية بندوة دعا اليها معهد مارشال للعلوم العسكرية بالعاصمة برلين مساء يوم  الثلاثاء من 12 حزيران /يونيو الحالي.

ويعتقد  قائد الجيش الالماني السابق ميشائيل نويمان وهو احد المعادين للاسلام وتركيا والسعودية في المانيا  ان تصبح سوريا افغانستان ثانية جراء دعم بعض دول الخليج للمجاهدين في سوريا ، فالسعودية كانت اول من حث المسلمين في العالم لمجاهدة الشيوعيين في افغانستان وتحريرها منهم وقامت مع الولايات المتحدة الامريكية بدعم الجماعات الاسلامية والمجاهدين من المسلمين العرب بتحرير افغانستان وقامتا بتسهيل وصولهم الى تلك الدولة ، فالسعودية وقطر وتركيا /على حد رأيه / تعتبر عدوا لدودا للغرب والرياض تريد توسعة نفوذها الاسلامي وبقاءها رائدة للعالم الاسلامي بلا منازع لمواجهة ايران والتشيع في العالم فاذا لم يتخذ المجتمع الدولي سياسة حازمة ضد بشار اسد  فلجوء الشعب السوري الى السلاح بدعم الرياض والدوحة وانقرة يصبح امر لا مفر منه وضخ دماء جديدة في شرايين المسلمين خطر على الغرب والحرية في العالم .

وتؤكد مراسلة صحيفة /فيننسيال تايمز / في بيروت جابريلا كيلر ان السعودية تقوم بتمويل الذين يرغبون الجهاد في سوريا مؤكدة في الندوة المذكورة صدق رئيس نظام سوريا بشار اسد الذي اشار بكلمة القاها مفتتحا  مجلس شعبه الجديد أواخر أيار/مايو المنصرم بأن كل من يخرج بمظاهرة ضد نظامه يتلقى حوالي الفين ليرة لقاء ذلك من دول الخليج العربي كما ان اكثر المجاهدين السوريين الذين اضطروا لحمل السلام للدفاع عن عائلاتهم ومواجهة الحديد بالحديد  يتلقون مساعدات من جماعات اسلامية سلفية تتخذ من السعودية ولبنان مقرا . وعزت كيلر الدعم الاسلامي للشعب السوري الى تقاعس العالم عن نصرة ذلك الشعب الذي يعتبر اكثر الشعوب العربية معاناة من نظامهم فمنذ استيلاء حزب البعث واستيلاء حافظ اسد ومن بعده ابنه بشار اصبح سوريا غرفة مظلمة من الصعب معرفة ما يجري داخلها مؤكدة ان الغرب يتحمل مسئولية المذابح التي تجري على يد النظام السوري لأنه يعتبر بالنسبة للغرب شرطي منطقة الشرق الاوسط بلا منازع .

ويشير احد مشاركي تلك الندوة انه اذا كان حقا ما يعتقده هؤلاء الخبراء بان دول الخليج تقوم بدعم الشعب السوري  مواجهته نظامه بقوة السلاح مثل دعمهم للمجاهدين الافغان    لتحرير بلادهم من الاحتلال السوفييتي فان السوريين اولى بهذه المساعدة لرابط الدين واللغة والقرابة فهي كانت وراء دعم المسلمين في جميع انحاء العالم  متسائلا عن مغزى الاتهامات التي توجه الى السعودية بانها وراء دعم العمل الاسلامي بينما يتغافل الاعلام الغربي ومعه بعض السياسيين في اوروبا وامريكا حول دور الكنيسة  بدعمها النصارى في جنوب السودان ودعمها القوي لانتفاضات شعوب اوروبا الشرقية لمواجهة الشيوعية ولم يتهم الاعلام واولئك السياسيين الكنيسة بانها وراء الارهاب في العالم .

وكانت صحيفة / دي فيلت – العالم / التي تعتبر بوقا من ابواق الصهيونية في المانيا قد اشارت الى تنامي ظاهرة الدعوة في المانيا  للجهاد في سوريا من قبل من أطلقت عليهم بالسلفيين مشيرة ان المخابرات الالمانية الخارجية تؤكد امكانية وصول مجاهدين اسلاميين من المانيا واوروبا  الى تلك الدولة كانوا قد شاركوا في عمليات عسكرية بالعراق والبوسنة وفي افغانستان  لمساندة الشعب السوري ضد طاغيتهم .