يوم من أيام الثورة السورية

د.عبد الغني حمدو

يوم من أيام الثورة السورية..

مواقف فيها تُذكر

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

الحدث الأهم هو اليوم انشقاق كتيبة الصواريخ في الغنطو بريف حمص عاصمة الثورة :

هذه الحادثة المهمة تحمل في طياتها أموراً كثيرة وذات فائدة للثورة السورية , وهي أن الانسان بثقافتنا الشعبية يصنف إلى صنفين رئيسيين :

الأول إنسان ذو معدن أصيل , والثاني من معدن صديء .

فلو تعامل الثوار على أساس هذا المبدأ , لكان من المؤكد أن الثورة قد انتصرت قبل وقت طويل , ولكن بقي في صفوف الثورة ومن رجال جيشنا الحر البطل من يحمل هذه الصفات , في نظرتهم لمعدن الانسان , وليس لانتماء هذا الشخص أو ذك , فكانت الاتصالات بين قائد الكتيبة النقيب أحمد حرفوش , وبين النقيب عبد العزيزمن الجيش الحر , والاثنان نظرا لعلاقتهما مع بعض بنفس المفهوم , فكانت النتيجة تلك , وهنا بدوري أحيي الطرفين , فهما من معدن أصيل حتماً .

فبشار ومن حوله من معدن صديء نجس , حاولوا وما زالوا يحاولون تخويف الجميع من القادم , ممن معدنه أصيل وممن معدنه نجس , وحولوها لطائفية , وسيطر على الاعلام ردات الفعل من الطرفين والتهديد بالابادة , ولذلك وصل الأمر بالجميع إما ان تكون معي أو تباد , ولكن النقيب حسن والنقيب عبد العزيز من الجيش الحر كانا رأيهما , لنتعاون على دحر الظلم فهذا الوطن يجب ان يكون حراً , وشاهدنا موقفاً قريباً من هذا , من سكان قرية عين التينة في اللاذقية والذي رفض  أهاليها استخدام أراضيهم لقصف جيرانهم في جبل صهيون ومنطقة الحفة , فالمصاعب هي التي تظهر معدن الرجال , لذلك علينا التوجه في خطابنا دائماً لمعدن الانسان , نكسب الكثير في ذلك من أصدقاء كنا قد صنفناهم في خانة الأعداء .

انتخاب الاستاذ عبد الباسط سيدا لرئاسة المجلس الوطني

الحدث السياسي الأبرز اليوم , فلست هنا بموضع تقييمٍ للشخص أو المجلس , ولكن يهمني أن يكون الاصلاح فيه والموعود , أن يكون فاعلاً , ولا أجد وسيلة لجمع المعارضة وتوحيدها , وأن يكون المجلس الوطني هو القائم على تنفيذها ,  في أن يبتعد عن المحاصصة الحزبية والاثنية والطائفية والعرقية وأن يلجأ لحل بسيط لادارة المرحلة الحالية والقادمة , والممثلة للثورة وحقيقتها وكذلك للشعب السوري .

أن يتم تشكيل الأمانة العامة من المحافظات السورية , على النمط الأمريكي , لكل محافظة لها ممثلين اثنين , واحد من المدينة والآخر من الريف .

 توجد 14محافظة فيكون عندنا 28 عضو , فالمجالس العسكرية في كل محافظة تختار شخصين في الخارج يمثلان المحافظة , وليس من الصعب الاتفاق على شخصين في المعارضة الخارجية . ونسمي هذه الأمانة بمجلس الشيوخ , وهو من سيتحمل تشكيل الهيئات التابعة , والمشرف على تشكيل مجلس وطني لكل محافظة بما تستحقه , منسوباً إلى عدد السكان لكل محافظة , والمجلس هنا من يشكل الهيئات المنبثقة , الهيئات التنفيذية , ففي هذه الصيغة وحسب قناعتي لن تجد من يتهم المعارضة بالتشتت , فهنا نكون قد ابتعدنا عن الاجندات الايديولوجية المختلفة , ويترك الأمر لبعد سقوط الطاغية وتكون هناك مرحلة انتقالية وكل فريق في إنائه ينضح وقتها , حتى نعرف عندها من يمثل من الشعب السوري .

سقوط حلب المدينة بيد الثوار

كنت قد كتبت مقالة منذ عدة أشهر (لماذا لاتكون حلب ؟) في أن تكون هي المنطقة الأولى المحررة , ورد علي بعضهم وقال : هل تريد توريط حلب لسفك المزيد من الدماء , ولكن حلب دخلت الثورة الآن ونرجو من الله أن يمدها بالعزم والثبات وتحرير المدينة من براثن العصابات الحاكمة في سوريا , فتحرير المدينة والتحاقها بريفها البطل , سيعني هذا أن المنطقة الشمالية والشرقية كلها سقطت بيد الثوار .

ودعائي لمجاهدينا الأبطال في حلب الشهباء , أن يتمكنوا من ذلك في أقرب , بعون من الله ومشيئته.