فوز شفيق سرق فرحتي

عزة الدمرداش

فوز شفيق سرق فرحتي

عزة الدمرداش

[email protected]

بكل مشاعر الحب ، و الفخر عشت يوم الانتخابات، وأنا أري الشعب المصري، الذي افخر بأنني واحدة من هذا الشعب العريق الاصيل القوي الصبور وارى جنوده خير جند الارض ،و هم يحرسون حريته، و هو يختار رئيسه لأول مرة في تاريخه العريق .

صليت ركعتين شكرا لله العلي العظيم، قبل أن انزل للإدلاء بصوتي كما كنت افعل قبل نزولي ميدان التحرير أيام الفخر و الجهاد . ودعوت ربي ان يرزقنا حاكما عادلا قويا أمينا يتقي الله فينا ، و يعيد لنا كرامتنا ،و يضع مصر درة التاج على جبين الوطن العربي كله .

وجدت طوابير ممتدة على امتداد بصري أثلجت صدري ، اخذت مكاني بينهن و كنت قد عاهدت نفسي،  ألا اتحدث مع احد ولا اجادل احد ا حتى يمر الوقت بسلام ،و لكني فوجئت بنساء جئن من أجل إفساد فرحتنا ، توزعت ادوارهن بين من تشتم الإخوان ، و تدعي عليهم ظلما أكاذيب فجة ، و أخرى تصرخ باعلى صوتها (كفاية هم عاوزين يكوشوا على كل حاجة ).وأخري تمر بين الصفوف (اوعوا تنتخبوهم تاني ). صبرت و تجلدت و لكنني لم اتمالك نفسي حين و جدتها تدعو لانتخاب شفيق .

ساعتها فقط خرجت عن صمتي ،و قلت لها من شفيق ؟ صاحب كلمة السر( البونبون) الذي أرسلهم( البونبون) في موقعة الجمل . صاحب اليد المليئة بدم الشهداء . الذي يهدد ،و يتوعد من يخرج للتحرير سيكون مصيره مثل مصير ثوار العباسية . الذي قال الثورة انتهت .الذي يقول: مبارك مثلي الاعلى . الذي جاء يخرج مبارك و عصابته من طرة و يعلق المشانق للثوار ، من شفيق ؟ الذي هرب في فترة توليه رئاسة الوزراء اموال مبارك و حاشيته للخارج . من شفيق ؟ الذي خرجت من اجله مليونيتان و هو رئيس وزراء !! اذن عاوزين كام مليونية لما يكون رئيس ؟

فجأة اختفت اين ذهبت ؟  ذهبت تبث سمها في طابور آخر .

ووصلت للصندوق و اخترت الرجل القوي الأمين .الرجل الذي ذهبت إليه الرئاسة  و لم يسع هو لها . اخترت صاحب مشروع نهضة مصر لكل المصريين ...ياترى عرفتوا انا اخترت مين ؟ اخترت من تقف خلفه جماعة عريقة لها خبرتها السياسية و الاجتماعية و الاقتصاد الناجحة ،ولهم أياد بيضاء طاهرة . و عقول متفتحة مطلعة على احدث مجريات الحياة . اخترت من ذاقوا العذاب و الظلم وذاقوا الاعتقال، و صودرت أموالهم، و كممت أفواههم . و حرموا  حريتهم .. فهم لا يرضون أن يذوق احد مما عانوا  . .....لم اسمع في حياتي عن إخواني اتهم بسرقة ،أو رشوة ،أو قضية اخلاقية ....تهمتهم التنظيم و حب الخير للناس ،و مساعدة الغير، و تشهد لهم مشروعاتهم الخيرية ،و الطبية التي قوبلت بالهدم، و هم  عوقبوا بالاعتقال ..من أجل ذلك اخترت مرشحهم .الدكتور محمد مرسي الذي يحمل على أكتافه، و في صدره ،و بين عينيه مبادئ ،و اخلاقيات الشهيد القرآني حسن البنا رحمه الله.

جلست انتظر النتيجة ،وانا كلي إيمان بالفوز من الجولة الأولى ،و كانت تصعد أمامي الأصوات للدكتور محمد مرسي ،و إخوانه من المرشحين الشرفاء الذين لا يختلفون عنه في الوطنية، و حب مصر . حمدين صباحي و د. ابو الفتوح و كنا قد عاهدنا أنفسنا إذا فاز احدهما سنقف بجانبه ،و نكون له جنودا . فجأة نزلت ستارة سوداء ممزقة مهلهلة مليئة ببقع دماء الشهداء ،تفوح منها رائحة فساد عفن استمر ثلاثين عاما ،رائحته تزكم الانوف ،و تثير الغثيان مكتوب عليها احمد شفيق ،الرجل الأول عند زعيم الفساد مبارك الذي ا

أحله رئيسا للوزراء .وهو الذي  هرب له مسروقات وأموالا تحت غطاء الطيران الذي انتهك خيراته، و سخرها لمبارك و زوجته وأولادة ........شيء لا يصدقه عقل ...من اختارة ؟ أهم مصريون مثلنا ظلموا و قهروا و سرقوا و حرموا الصحة و التعليم مثلنا ؟ تخلفوا وأصبحوا في ذيل الامم مثلنا ؟ ماتت لهم شهداء مثلنا ؟ من اختار شفيق هم اللصوص الذين يخشون المحاسبة ، من اختاره ؟ هم فلول الحزب الوطني عملاء مبارك . اختارة اصحاب المحليات التي افسدت كل شئ جميل . من اختاره هم المرتشون الذين باعوا ضمائرهم . هم بلطجية إرهاب المصريين ......واضف عليهم بعض الاقباط الذين فضلوا شفيق رجل مبارك على من يطبقون شرع الله هربا من الإسلاميين و هم لا يعلمون أن الأمن و الأمان و الأخوة و العدل و المساواة في الإسلام الحق الوسطي الذي يحمله الإخوان

......لا والف لا لكل أعداء الحياة ...مصر العظيمة المؤمنة لا يمكن أن يحكمها لصوص مبارك .و عندما ظهرت النتيجة المفجعة ووجدته يتصدر المركزالثاني ضاعت فرحتي بالمركزالأول الذي حصل عليه د. محمد مرسي.

أتمنى من الله ان يعود الشعب المصري العظيم إلى رشده و و يختار بكل ضمير و يعلم أن صوته أمانة يحملها له دماء الشهداء الذين قتلهم اللهو الخفي الذي كشف عن وجهه و سقط قناعه و أعلن عن نفسه أحمد شفيق الذي وعد برجوع الامان في 24 ساعة ،و هذا حق لآنه صاحب مفتاح الفوضى المصطنعة و الفتن الملفقة و النيران المؤججة .المفتاح الذي سلمه له مبارك وقال (بالفتن و الدسائس و نشر الفوضى و البلطجة تستطيع ان تحكم الشعب المصري ) فلنحكم ضمائرنا و نختار.