مآسي الأسرى

عبد الله خليل شبيب

مآسي الأسرى:

بين [ لؤم السجانين ] ونسيان الآخرين!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لقد استطاع الأسرى الفلسطينيون أن ينتزعوا بعض حقوقهم من بين أنياب الكلاب اليهودية المسعورة ؛ حيث كان الصهاينة يتفننون في وسائل إعنات وإيذاء واستفزاز الأسرى بمختلف الوسائل ..حتى خاض الأسرى [معركة الأمعاء الخاوية ] بإعلانهم الإضراب عن الطعام حتى تستجاب مطالبهم ..وقد تجلت في ذلك الإضراب السلبي ..قوة إرادتهم ووحدة كلمتهم وتعاطف الكثيرين معهم ..مما أحرج سلطات الاحتلال التي تتظاهر أمام العالم بالصبغة الحضارية والديمقراطية والإنسانية – وما إلى ذلك من الأكاذيب السمجة التي يسوقونها على [الجوييم]!

.. كثير من الأسرى تجاوزت مدة أسرهم 20 عاما .. وزاد بعضهم على ربع قرن – وهم محرومون من أهاليهم وأولادهم ..وأحبابهم ..وما ذنبهم إلا أنهم أرادوا الحرية وانتزاع حقوقهم وحقوق شعبهم من المغتصبين المعتدين .. وقد واجهوا عنتا كثيرا ..وإهمالا لمدة غير قليلة ..في الوقت الذي اهتم العالم كله بأسير يهودي واحد .. حتى حفظوا كل ما يتعلق به عن ظهر قلب !! كما رأينا جميعا وشاهدنا – من الدعاية والتعاطف العالمي – بفعل الدعايات اليهودية والموافقة لها .. مالم ينله عدة آلاف من الأسرى الفلسطينيين ..‍

..ولقد قلنا مرارا ولا زلنا نقول : لو كانت السلطة والمنظمة وفتح [ وال:11جهازا ,..التي     [ تتشرف ! ] برئاسة محمود عباس لها ] مهتمة بأسرانا – والمفروض أنهم أسراها كذلك – لما أطلقت مئات من الجند والمستعمرين اليهود التائهين الذين كانوا يقعون في أيدي الفلسطينيين .. فتسارع سلطات وشرط [ دايتون مولر فتح ] لتسليمهم لسلطات الاحتلال .. بينما كان يمكن المساومة عليهم لإطلاق الأسرى بدلا من أن يظلوا رهن القيود والسجون اليهودية !

.. وكثير من الأسرى من أسرى [الاعتقال الإداري ]   وهو أسلوب يهودي ..يلجأ اإليه المحتلون لإسكات أي صوت أو نشاط يزعجهم ..ويسنون القوانين والنظم على هواهم ..ويوهمون العالم أنهم يسيرون حسب القانون ..!

.. لقد أشرف كثير من الأسرى على الهلاك في إضرابهم الكبير الذي ضرب المثل على قوة التحمل وصلابة الإرادة وتحدي السجان ..ولكنهم انتصروا أخيرا بحمد الله ..

..ولكن الانتصار التام الحقيقي يكون بتحريرهم نهائيا ..وتحرير الوطن من سجانيهم المحتلين الغرباء المعتدين ..

..ومعلوم أن اليهود يعتقلون يوميا عددا من الفلسطينيين ..وقد يطلقون سراح البعض ويحتفظون بالبعض الأخر ..فحسب إحصاء الجهات المختصة .. شملت الاعتقالات اليهودية أكثر من [ 800 ألف ] خلال الاحتلال اليهودي ..

..لقد وجد الأسرى الفلسطينيون – وهم ألوف عدة – من يقف معهم ويتضامن ويتعاطف مع معاناتهم .. .. فمن لسائر الأسرى في السجون الأخرى في أنظمة القمع والدكتاتورية ..ممن يخضعون لظروف شنيعة تفوق كثيرا سوء الظروف التي يعاني منها الأسير الفلسطيني لدى اليهود ..!

.. من لأسرى الحرية في السجون الطائفية في سوريا ..حيث [ الداخل مفقود ..والخارج مولود !] – كما يقال ..وحيث لا ينجو من الموت تحت التعذيب أكثر من ربع أو عشر المقبوض عليهم وأكثرهم قبض عليه من المظاهرات أو لمجرد الاشتباه ...أو حسب مزاج الشبيحة ..أو لكونه من طائفة الأغلبية [ المقموعة =السنة ]!

   لقد نقل المعانون والمشاهدون – وبعض الشهود من داخل أجهزة القمع المتعددة ..صورا بشعة – تقشعر لها الأبدان ..عن وسائل تعذيب المجرمين الباطنيين الكفرة الفجرة .. للمعتقلين والمعتقلات .. مما يؤكد ..أن هذه العناصر قد مسحت استحقاقها من صفة الإنسانية ..وتدنت كثيرا عن درجات البهائم ( إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا )!

..ولذا فكما قلنا مرارا ..وكما هو مؤكد وواجب ..أن هذه العناصر القذرة وباء وانحراف خطير .. وعار على الإنسانية وجودهم على ظهر البسيطة ..ولا بد من اجتثاثهم كليا والتعفية على آثارهم .. ابتداءً من تطبيق قانون [ 49 /80] عليهم مع تعديلاته بتغيير المسمى الخاضع لعقوبة الإعدام – بموجب ذلك القانون - بحيث يصبح [ كل من انتسب إلى أجهزة القمع التابعة لنظام الأسد ..ولم يثبت أنه بريء من الجرائم ..ولم يترك تلك الأجهزة ..ويكشف جرائمها لأحرار سوريا تمهيدا لتطبيق العدالة في حق الجناة – وكذلك كل من يتعاطف معهم ..وثبت أنه أمرهم أو حرضهم أو شجعهم أو أيدهم في جرائمهم- أو شاركهم ..أو سكت عليهم وهو يستطيع منعهم والإنكار عليهم - وكذلك كل من يدهم أو  أمدهم وساعدهم – بأية وسيلة – ومن بية وسيلة ومن استمر على علاقته معهم بالرغم من ارتكابهم للجرائم من إبادة وتعذيب وقتل وتجسس وهتك وتخريب وسرقات ونهب وتزوير وتهديد وتبجح وطائفية ..إلخ]

.. وكذلك في العراق نظام طائفي نتن ..لا زال يحتفظ [بالسجون الحضارية الأمريكية ..والموروثة من عهود الدكتاتوريات القمعية – كالمسمى [ سجن الشرف السري ] وغيره ] ويتفنن في تعذيب المعتقلين وقتلهم ..وفي الجرائم  المتنوعة ..والتصفيات الطائفية المتعمدة .. بحيث يحتاج إلى قانون – كالقانون الذي ابتدعوه باسم [ اجتثاث البعث ] ..والحاجة إلى نقل هذا القانون إلى سوريا .. مع إضافة للتسمية [ قانون اجتثاث البعث والقمعية والطائفية والأسدية .. إلخ ] !

.. لم يكتف نظام الطائفيين الروافض الحاقدين في بغداد بالتنكيل بأهل السنة من العراقيين وتشتيتهم ..وتدمير رموزهم واغتيال كفاءاتهم..أو [ تهجيجها !] وتشريد الملايين .. بل إنهم استعرضوا قذاراتهم وأحقادهم – حتى على بعض ضيوف العراق ممن لا حول لهم ولا قوة .. كسكان [ مخيم أشرف سابقا وليبرتي لاحقا-] من مظاليم وأحرار إيران الذين لجأوا للعراق العربي هربا من دكتاتورية الملالي وظلمهم باسم الإسلام !

..وكذلك اللاجئون الفلسطينيون في العراق ..- وهم ضيوف مؤقتون - حتى يأذن الله بتحرير وطنهم فلسطين وعودتهم إليها .. ولكن حقارة الطائفية .. وقلة الشرف والمروءة لدى أجهزة القمع الطائفية التي استعجمت ففقدت أخلاق الشهامة والمروءة العربية – أبت إلا أن  تتصرف بكل نذالة مع الفلسطينيين ..وتنكل بهم وتشردهم ..حت تشتت أكثرهم في سائر المنافي على وجه الأرض .. ولم يبق إلا القليل ..ممن ما زالوا يتعرضون للتنكيل والإساءات .. والحقد الطائفي .. لأن نظام الروافض . يحسبهم على السنة ..ولأن بعض الحقراء من أجهزة الروافض [ ولقطاء المُتَع ].. يطمع أن يسكن في البيوت التي يطرد منها الفلسطينيين ..أو أن ينهب ما لديهم ..من بقايا متاع !

.. أرأيتم تلك الأفكار والعقائد والقناعات [ الوبائية المَرَضية المدمرة ]..؟! والتي يجب إنقاذ أصحابها منها ..أو إنقاذ البشرية منهم ومن وبائهم المعدي ..الذي لا علاج له ؟!