شيء من الانتخابات المصرية

ثامر سباعنة

شيء من الانتخابات المصرية

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

يستغرب البعض من الاهتمام الفلسطيني الشعبي والرسمي والمتابعه المهتمه لانتخابات الرئاسه المصريه، وكانهم ينسون مكانة مصر وقيمتها تجاه القضيه الفلسطينيه ومقدار تأثير النظام في مصر على مجريات الحراك الفلسطيني.

النتائج في الجولة الاولى للانتخابات اثارت العديد من التساؤلات على الساحه المصريه والعربية وحتى العالميه، قد لايكون المستغرب هو تصدر مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات لكن المستغرب هو موقع احمد شفيق ومقدار ما حققه من نتائج، لكن ان عدنا الى استخدام الارقام فاننا نجد ان حوالي 24% من الناخبين صوتوا لاحمد شفيق مقابل 25% لمرشح الاخوان محمد مرسي ، ولو احتسبنا اصوات الاقباط ( حوالي 3ملايين صوت ) بالاضافه الى المنتفعين من النظام السابق كذلك تسع مائة الف عسكري صوتوا لشفيق ( حسب ادعاء حملة حمدين صباحي) كل هذا يجعل من النسبه التي حصل عليها شفيق نسبة طبيعية وعادية.

لكن التساؤل الان هل تسمح قوى الثورة والشباب واهالي الشهداء والجرحى الذين قدموا الغالي والرخيص لاجل ثورتهم هل يسمحون الان ان تسرق ثورتهم بواجهة ديمقراطيه ومن خلال احمد شفيق!!

لماذا يلجأ الان بعض الشخصيات والاحزاب لكسب المواقف على حساب جماعة الاخوان المسلمين مستغليين الجولة الثانيه من الانتخابات التي سيتنافس فيها محمد مرسي مع احمد شفيق ، لماذا لا تعلن كل القوى الثوريه والوطنيه التي تسعى لخدمة مصر وشباب الثورة لماذا لا يعلنون الدعم الحقيقي والواضح لمرشح الاخوان المسلمين متجاهلين المكاسب الشخصيه التي قد يحققوها من خلال ابتزاز الاخوان قبل الجولة الثانيه.

يدرك الجميع وخاصة الاخوان المسلمين انهم في حال فازوا بانتخابات الرئاسه فلا يعني هذا تحقيق الحلم او المكسب الاكبر بل على العكس سيبدأ العمل الحقيقي للاخوان من اجل انجاح مشروع النهضة الذي اعلنوه من اجل مصر ، وسيكون الرئيس المصري القادم رئيسا لكل مصري ولكل مؤسسه من مؤسسا مصر وليس رئيسا لحزب او جماعه تتقاسم معه الدولة كما كان النظام المصري السابق يدير مصر.

جولة الاعادة بين شفيق ومرسي قد تكون من مصلحة الاخوان المسلمين لان الجوله ستكون تنافس واضح بين النظام السابق و الثورة ، وسيكون على كل القوى تحديد موقفها هنا بوضوح ، ولو ان جولة الاعادة كانت بين الاخوان واي مرشح اخر كابو الفتوح  او صباحي فان ذلك سيجمع معظم القوى الاخرى ضد الاخوان للعمل على منعهم من استلام الحكم في مصر.

فلسطين ليست بعيده عن مصر وتنتظر النتائج بشوق علها تغير الواقع الحاصل في كل فلسطين وليس غزة فقط ، لكن لن يكون هذا التغيير او حتى الاهتمام المصري سريعا وملحوظا ، لأن ما ينتظر الرئيس الجديد العديد العديد من الملفات الحساسه والمهمه مصريا وشعبيا لذا لابد من اعطاء مصر ورئيسها الجديد الفرصه والزمن الكافي لاعادة ادارة الدفه نحو الطريق الصواب.

قد يلتف العسكر على نظام الحكم القادم ويفرغوه من مضمونه فيصبح الرئيس مجرد رمز او صورة لاتستطيع ادارة شؤون الدوله والسيطره على اركان الحكم ، لكن لن نستبق الاحداث لاننا ندرك ان مصر الجديده ليست هي مصر مبارك ، وان الشعب المصري وقواه الحيه باتت اقوى واكثر وعيا وقادره على حماية الثورة ومكتسباتها.