ما بعد إضراب الأسرى

ثامر سباعنة

ما بعد إضراب الأسرى

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

استطاع الأسرى في سجون الاحتلال ان يخطوا بأمعائهم الخاوية لوحه جديدة من لوحات العز والمجد في سجل قضية فلسطين وتاريخ الأمة، وبجوعهم صنعوا ربيعهم في ظل الربيع العربي .

لكن وبعد انتهاء الإضراب الذي وبحمد الله استطاع فيه الأسرى ان يغيروا مسار الصراع مع المحتل ، بعد انتهاء الإضراب لابد لنا من العودة قليلا للخلف لتقييم الحدث ونتائجه لناخذ منه العبرة والفائدة:

· لقد لجأ الأسرى الى خيار الإضراب بعد أن يئسوا من الوضع العام والإهمال الواضح لقضيتهم ومعاناتهم ، ولم يكن لهم خيار اخر غير الإضراب والاء صوتهم ، بالاضافه إلى الظلم الواقع عليهم من قبل ادارة السجون وسحب كل حقوقهم و انجازات الحركة الاسيرة، بالاضافه الى وضوح فشل وضعف خيار المهادنة والسلم مع إدارة السجون ، لان الاحتلال هو الاحتلال لا يتغير ولا يتبدل و يسعى دائما للتسويف وإضاعة الوقت بحجج واهية ولا يريد للاسرى العيش بكرامة وعزة.

· لقد استطاع الأسرى من خلال أمعائهم الخاوية الصراخ بأعلى صوتهم فسمعهم الغرب قبل العرب ، وتحركت المؤسسات والشخصيات الغربية بشكل اقوى من المؤسسات والشخصيات العربية ، وبذلك استطاع الأسرى نزع قناع الديمقراطية والانسانيه عن وجه الاحتلال البغيض والذي كان يتغنى به الغرب لسنوات وسنوات.

· لقد اثبت الإضراب ومقدار التفاعل معه قيمة الاعلام واستغلال وسائله المختلفه من إعلام مقروء او مسموع او الانترنت و شبكات التواصل الاجتماعي ، لذا لابد من تسخير هذه القدرات والإمكانات لخدمة قضايا الامة وخاصة قضية فلسطين وتسخير طاقات الشباب وتوجيهها نحو العطاء والبذل في سبيل الامة.

· هنالك من حاول طيلة فترة الاضراب التركيز على عدد الاسرى المضربين والاهتمام بالعدد لا بقيمة الاضراب وهدفه ، لكن الاصل هو التفكير والاهتمام بقيمة ومعنى الاضراب واهدافه ، واذا تكلمنا بلغة الارقام ندرك ان 4500 اسير في سجون الاحتلال منهم حوالي 1800 اسير هم ارى غير محكومين لذا هم فعليا غير ملزمين بالاضراب ، ومع ذلك اضرب عدد كبير منهم.

· كان هنالك ولا زال خلل في موضوع التصريحات والاعلانات من قبل شخوص او مؤسسات – قد يكون السبب صعوبة التواصل مع الاسرى – لكن كان الاولى من المؤسسات والشخوص وبعض وسائل الاعلام الاهتمام بقيمة ومصداقية الخبر وليس الاهتمام بسرعة اعلانة وتبنيه ليكون سبق اعلامي، فقد لاحظنا كثير من الاعلانات والتصريحات الخاطئه والمتضاربه ، ولازلنا نعيش جزء منها ، فاعلان خروج جميع المعزولين الذي تصدر كل وسائل الاعلام اعلان لازال خاطيء-لحين كتابة هذه الاسطر- فلازال الاسير ضرار ابو سيسي بالعزل.

· سيحاول الاحتلال وكعادته افراغ انتصار الاسرى والاتفاق من قيمته والتذرع بكل الذرائع الواهية والكاذبه ، لذا لابد من الوقفه الحقيقة والجاده الرسمية الفلسطينيه والمصرية لتحقيق ما تم الاتفاق علية وعدم تضييع تضحية اسرانا .