تحليل لملابسات تفجيراتِ دمشق

ياسر سعد الدين

تحليل لملابسات تفجيراتِ دمشق

ياسر سعد الدين

 ما حدث في دمشق يوم الخميس الماضي عملٌ إرهابيٌّ مدان لا يمكن القبول به بأي حال وتحت أي ظرف. هناك سيناريوان مطروحان: الأول والذي يتبناه نظام الأسد بأن التفجيرات عمل إرهابي تدعمه أطراف خارجية، إذا سلمنا جدلاً بهذا الطرح المرفوض عقلاً ومنطقاً والذي يحاول الأسد من خلاله الاقتداءَ بالقذافي وتحويل ثورة الحريةِ لفزاعةٍ للغرب وللعالم، فهذا يعني أن النظامَ فشلَ في حمايةِ المدنيين، وأنه انشغلَ بملاحقةِ النشطاءِ وتعذيبِهم وبقمع المتظاهرين وقنصِهم عن الأخطارِ الإرهابية الخارجية. وإذا أضيفَ لفشل النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي فشلٌ أمنيٌ قاتلٌ على الرغم من أنه نظام أمني بالدرجة الأولى، ويمتلك أكثرَ من 17 جهازاً أمنياً، فعلى هذا النظامِ الفاشلِ والفاشيِّ الرحيلَ والانصراف غير مأسوفٍ عليه.

أما الطرحُ الثاني فيقول أنَّ النظامَ هو من يقفُ وراء التفجيراتِ مستنداً بذلك على تصريحاتِ رامي مخلوف في نيويورك تايمز بأنَّ البديل عن الأسدِ السلفيين، وأن النظامَ سيضطرُ لعملِ ما لا يحِب أن يعملَه، وتهديداتِ حسون بإرسالِ استشهاديينَ للغرب، وتصريحاتِ الأسدِ بخروجِ عشراتِ "أفغانستان" من سوريا، بالإضافةِ إلى ملابساتِ الحادثةِ وإغلاقِ المنطقةِ قبلَ أيامٍ وانتشارِ صورٍ للجثثِ في حالةٍ غريبةٍ وعجيبة. هذا الطرحُ لا يقتضي رحيلَ النظامِ بل ومحاكمتَه ومحاسبتَه على جريمةِ التفجيرات، والتي تضافُ لسلسةٍ طويلةٍ من المجازرِ والتدميرِ والقتلِ في بابا عمرو وإدلب وحماة.
بكلِّ الأحوال فإنَّ تفجيراتِ دمشقَ تستوجبُ رحيلَ نظامِ الأسد، والذي فقدَ كلَّ مقوماتِ البقاء، شرعيةً ومنطقاً وأخلاقاً.